عندما يتكلم الأمير


د.فريال حجازي العساف

لا غرابة من حجم التفاعل الداخلي والدولي الإيجابي مع مضمون مقابلة صاحب السمو الملكي سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني التي رسمت مسارات استراتيجية لتشخيص التحديات وعكس المنجزات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيدين المحلي والدولي .

الكلام الذي عبر عنه سمو الأمير الحسين يتسم بالجرأة والشجاعة السياسية، والدبلوماسية الفذّة والرؤية الثاقبة التي تحملها حنكة سمو الامير في تشخيص التحديات التي يمر بها الأردن على الصعيد السياسي والاقتصادي والجغرافي، سموه تناول الحديث في مواضيع ونقاط بالغة الأهمية يستند فيه إلى المنطق والحق، مما بدى واضحاً أنه يتمتع بالانسجام الكبير مع الذات والقناعة العميقة في كل كلمة، وهو ما أعطى قوة إقناع كبيرة للمشاهدين لفتت انظار العالم بقراءة في مضامين المواضيع التي تطرقت اليها مقابلة سمو الأمير نوجز ما يلي :

على الصعيد السياسي رسائل بالغة الأهمية اكدتها مقابلة سمو الأمير الحسين فجاء رده عن الأسئلة المتعلقة بنظرته الى الصراع العربي الإسرائيلي على تأكيده على موقف الأردن الثابت بإحقاق الأمن والسلام في المنطقة ودعم الأشقاء الفلسطينيين في الحصول على كامل حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتأكيد على موقف الأردن الثابت بالاستمرار بحشد الجهود الدولية لضمان عدم الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، أو تهجير الأشقاء الفلسطينيين، فضلا عن وقف الحرب في الضفة بسبب الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب.

التأكيد على أهمية دعم موقف الأردن كدولة مستضيفة للاجئين من مختلف الجنسيات والتي أكثرها عدداً اللاجئين السورين في ظل تراجع الموقف الدولي عن موقفه في تمويل خطة الاستجابة التي وضعها الأردن وانعكاسات ذلك بتأثيرات سلبية على القطاعات الخدماتية والحيوية في الأردن.

على الصعيد الاقتصادي، أكد سمو الأمير ان الأردن ماضٍ في الاعتماد على ذاته والاستثمار بالقطاعات الحيوية وموارده البشرية واصفا ذلك بأن الأردن بلد صغير بمساحته قليل بموارده قوي بموارده البشرية تلك الموارد التي حققت الإنجازات والخبرات في شتى المجالات لما تتحلى به من الكفاءة العالية والمؤهلة لمواجهة التحديات لبناء المستقبل الأردني فكانت رسائل السمو الملكي الأمير تدعو الى أهمية التأكيد على بناء جيل من الشباب المحب والمخلص لوطنه والمتحمل للمسؤولية الوطنية واقترح سموه ان يتم إعادة خدمة العلم لجيل الشباب وان تكون الهوية الأردنية هي المظلة العليا لكل الهويات الفرعية على ارض البلاد.

كما كانت رسائل سمو الأمير تؤكد على الاستثمار بالقطاع السياحي لما يتمتع به الأردن من موقع إستراتيجي غني بمواقعه الاثرية التي تستقطب اهتمام السائح من مختلف بلدان العالم

اما الجوانب التقنية فلها مساحة واسعة من اهتمامات سمو الأمير الشاب لقناعته التامة بالموارد البشرية الكفؤة ا التي أحدثت البصمات المختلفة في المجالات التقنية والتكنولوجية على مستوى المنطقة ودعوة سمو الأمير جيل الشباب الى التوجه الى العمل التقني المهني لاسيما التقني لما له من أهمية بالغة بتأثير على السوق الالكترونية العالمية.

وأكد سمو الأمير ايضاً على أهمية الاستثمار بالتعليم والبرامج الدولية التي اهتمت بالمجالات المهنية التقنية مثل برامج ( البيتك ) وتطوير المناهج التربوية لما لها من انعكاسات في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية وتغيير ثقافه العيب لدى الجيل الواعي والمتحمس للعمل من قطاع الشباب .

دعا إلى ضرورة التمسك بقيمنا وبثوابتنا الوطنية الراسخة وبتقوية أواصر الترابط العائلي والاجتماعي لمواصلة بناء مجتمع أردنيّ أكثر تماسكاً وتضامناً، في سمو فكري وروحي راق جدا، لنكون أكثر جرأةً في طموحاتنا، وأكثر جرأةً في أفعالنا، وأكثر جرأةً في إيماننا بقدرتنا على النجاح.