وأد خلفاء الإسلاميين في "الأردنية واليرموك" يؤجج توقعات عُرس أيلول .. "خرجوا بلا ناقة ولا جمل"

فرح سمحان 


مسرحية وتكتيك متكامل الأركان وإخراج ناجح أوجدته أحزاب "الحيط الحيط" والوسطية في انتخابات مجلس اتحاد الطلبة في الجامعات الرسمية ، أولها في جامعة مؤتة والتي نُسب نجاح مجموعة من طلبتها إلى حزب إرادة ليخرج الطلبة لاحقًا و"يشككون  وينكسون" الرواية الرسمية الحزبية بنهج خرج عن المألوف، ثم  سارت الخطة التي حاولت أن تؤطر الانتخابات الطلابية بقرارات حيتان السياسة وبعض التدخلات الخارجية التي ظهرت على العلن وأفسدت توجه الكتل المحسوبة على الإسلاميين في أكبر الجامعات وأهمها كالأردنية ، إذ أنصفت فيها كتلة أهل الهمة بنتائج الانتخابات بحصولها على 50% من أصوات الطلاب، ثم تخليصها حق التواجد في رئاسة الاتحاد أو إحدى أذرعه بموقعي نائب الرئيس وأمين السر وغيرها لتخرج "بلا ناقة ولا جمل" . 

الأمر ذاته تكرر يوم أمس في انتخابات اتحاد الطلبة الـ 29 في جامعة اليرموك ثاني الجامعات على مستوى المملكة من حيث التأسيس وعدد الطلاب ، والمعروف أن خط سير التصويت فيها بين الطلبة عشائري مناطقي أكثر من التصنيفات الأخرى، لكن على جزئية الكتل والتيارات الإسلامية فيها فهي وأدت من زمن طويل ولا حس ولا خبر لهم حتى يقال كما الأردنية "فشل الإسلاميين" بالحصول على مقاعد، وعليه الانتخابات هي أبعد من أن تؤخذ كنموذج مصغر لشكل الانتخابات النيابية في العاشر من أيلول المقبل، لأن هدف الأحزاب هذه المرة هو أكبر من طموح مجتمعا جامعيا بل استراتيجية لتخطي مقاعد النيابة والوصول إلى الوزارة، وهو ما لن يأتي بتلك السهولة والسلاسة المتوقعة مع فكرة الانتظار والتدرجية التي ستتزامن مع مرحلة الحياة الحزبية التي خرجت من المهد بعد الضغط الملكي تحديدًا. 

الكتل الطلابية كافة في الجامعات انقسمت ما بين المعارضة وهم المحسوبون على الإسلاميين، وآخرون على جبهة المساواة والوسطية والاعتدال مع نكهة عشائرية طغت على الأجواء الانتخابية المعتادة في الجامعات قبل أزمة الأحزاب التي تحاول فرض فزعتها بطابع سياسي جهوي داخل الحرم الطلابي، وسط صمت التيار الإسلامي وعدم التعليق بعد تصدر عنوان فشل الكتل الإسلامية بالوصول إلى مناصب الاتحاد، لأن هذا يعني أن مراقب عام الإخوان الشيخ مراد العضايلة وغيره من الجماعة اكتفوا بالتعبير عن فرحتهم برد الصاع صاعين عند خروج النتائج الأولية للأردنية واكتساح قائمة "أهل الهمة" ، ثم جاء الرد صعبًا نوعًا ما عند الخروج من سدة الاتحاد الطلابي بلا مناصب ولا مكاسب ، الأمر الذي قد يؤجج لاحقًا سير العملية الانتخابية النيابية بين الأحزاب وموقف حزب جبهة العمل الإسلامي الذي أكد مشاركته في الانتخابات ضمن سلسة ونهج خاص فيه.