حرب غزة.. ألمْ يئنْ الأوان لعبور قاطرة الهدنة ؟

فيما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات القصف المكثف في سائر أنحاء قطاع غزة، والتوغل في مدينة رفح، دون الالتفتات لقرار محكمة العدل الدولية، المنادي بتعليق العمليات العسكرية في رفح.

والإبقاء على المعبر مفتوحاً لإدخال المساعدات الإغاثية، تتواصل الجهود لإعادة تفعيل الوساطة المصرية والقطرية، بهدف التوصل إلى هدنة ثانية، وصفقة تبادل جديدة.

التصعيد الأخير، وبخاصة في كل من جباليا ورفح، لم يكن منفصلاً عن خسائر متزايدة في الأرواح في صفوف المدنيين الفلسطينيين، مع انتكاسة سياسية لإسرائيل بعد قرارات متعاقبة لكل من المحكمة الجنائية الدولية، والعدل الدولية، وتوالي اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين.

وبعد قمة باريس الثلاثية الطارئة، التي جمعت كلاً من: رئيس وكالة المخابرات الأمريكية المركزية وليام بيرنز، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري محمـد بن عبد الرحمن آل ثاني، تم الاتفاق على بث الروح من جديد في المفاوضات السياسية، من خلال جولة جديدة تعقد في الدوحة.

ما يهم الشارع الفلسطيني هو معرفة مدى جدية الموقف الإسرائيلي هذه المرة للتوصل إلى تهدئة، وما إذا كانت خطواته هذه لا تخرج عن كونها محاولة لتخفيف الضغوطات، التي تواجهها إسرائيل في ضوء القرارات الدولية الأخيرة.

مسارات جديدة

ووفق مراقبين فإن إسرائيل تطرح مسارات تفاوضية جديدة، مع التركيز على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وما زالت تبحث عما يخرجها من أزمة القرارات الدولية بحق قادتها، فيما رد الفصائل الفلسطينية ما زال على حاله بالموافقة على صفقة تبادل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، مع وقف كامل لإطلاق النار.

واستناداً إلى الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية رائد بشارات فإن المطلوب في المرحلة الحالية إثبات جدية الموقف الإسرائيلي من خلال تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على رفح، وسحب الجيش الإسرائيلي من على تخوم المدينة، وفتح معبر رفح، لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، وسفر الفلسطينيين لا سيما الجرحى والمرضى.

وفي المقابل يرى الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين أن التجارب السابقة تؤشر على صعوبة الوثوق بالمواقف الإسرائيلية، لكن هذا لا يمنع من التوجه لجولة مفاوضات جديدة من أجل التوصل إلى صفقة جديدة، تفضي إلى الهدف الأهم الذي ينشده الجميع، وهو إنهاء الحرب.

ويقول شاهين: «أكثر ما يثير المخاوف من فشل الجهود السياسية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يبحث عن إنجازات على الأرض لمنع انهيار حكومته، ولذا فهو يفرض شروطه المرفوضة فلسطينياً، أملاً باستمرار الحرب».

وتبقى الأسئلة الأكثر شيوعاً: «هل يمكن القول إن هذه التحركات ستفضي إلى صفقة؟ وألم يئن الأوان كي تعبر قاطرة الهدنة؟».

 
البيان