اطلالة جميلة وآفاق مستقبلية في حديث ولي العهد
بقلم الدكتور / صخر عبدربه البزايعة
تابعت أنا والملايين من المشاهدين عبر جميع القنوات المتلفزة والفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي المتنوعة لقاء سيدي صاحب السمو الملكي أميرنا المحبوب الحسين بن عبدالله مع قناة العربية المعروفة. كانت كلماته تطفوا فيها البساطة على عمق السياسة، فخلتُه يتكلم عما في قلبه وليس عما تحتويه الأوراق والأجندة وخطط المستقبل.
لقد لمست من دفء كلامه وتدفق مشاعره محبة الناس بل وكل الناس وكأنك ترى العزم بين طيات كلامه كابيه الملك الإنسان وجده الحسين الباني. لقد اشتملت اجابة سمو الأمير في معرض رده على الاسئلة والتعليقات من المذيع المخضرم من قناة العربية ما يكتنزه من افكار وما يجيش فيه من مشاعر جياشة واورد قناعاته ورأيه بوضوح بالغ فقد أشار سموه إلى الكارثة الإنسانيّة في غزة وحجم الشهداء الكبير والدمار وذكر تبعيات الربيع العربي وخسارة الأردن من توقف الغاز المصري وإغلاق الحدود من سوريا لكن صمود الجبهة الداخلية في الأردن العزيز باهله جعلنا صامدين بوجه المخاطر والمحن المحيطة.
في كثير من الاحيان الحكومات المتعاقبة تتوقف عن مشاريع وطنية مرتبطة بأعداد الاجيال وصقلها مثل خدمة العلم بحجج الكلفة والموازنة والأولويات للأمور اخرى، لكن سمو الأمير الشاب لديه قناعه ذكرها بان خدمة العلم هي مصنع الرجال فمنها تتعمق الوطنية والانتماء لهذا الوطن الطهور وتشتد سواعد الشباب. إذاً لا مجال لإهدار الوقت والانصراف للسمر بل نريد حياة السمر العسكرية التي تتشبث بالأرض وتدافع عن ثرى الأردن بالغالي والنفيس فقد كانت إشارة سموه إلى ساعة يده التي يراها كعسكري لماذا يختلف موقعها في يده عن أيادي الناس! كانت اجابة سموه في معرض اسئلة المذيع المخضرم لماذا ساعة اليد هكذا تلبسها يا صاحب السمو. فقد شرح مباشرة بانه عسكري وبحالة التسديد والرماية في ميادين الجندية يرى الوقت!! ولعل المعاني تتعدد في هذا السياق فالوقت لابد ان يكون حاضرا في خططنا وانجاز برامجنا ويدفعنا للعمل فهذه رسالة عميقة مثيرة للإعجاب وتدلل على الكثير من الوعي والصلابة في المواقف والحرص على الانجاز لمصلحة الوطن ورخاء اهله. لابد ان تدركه الحكومة او ان تتدارك الإسراع في تفعيل قانون خدمة العلم بشكل يخدم اجيال الأردن ومستقبلهم لأنها مسالة مصير وقواعد بناء رصينة للأجيال القادمة من ابنائنا.
لا يخفى على اي منا بان ميادين العسكرية تشد عود الشباب وتبني الرجال والأردن كله ابناء الرجال ولعلنا نبصر يوما تتلاشى فيه موضات الألبسة والتقليد الاعمى للغرب ونرى رجالات من الجباه السمر ولا نرى شبابا تبحث عن الفشل والميوعة فقد حان الجد والحرص على بناء مستقبل الوطن وحمايته.
وطني الأردن مليء بالخير العميم وحباه الله قيادة واعية قريبة جدا من شعب يحبها وتحبه ومع هذه المحبة والولاء الصادق لابد ان تتعزز الكفاءة في اداء الواجب والعمل وان يوسّد الأمر لأهله من الخبرات والقادة الطامحين لتقديم افضل ما لديهم من العطاء فقد بيّن صاحب السمو ولي العهد انه حتى في موظفي القصر دوما البحث جاري عن الكفاءة الوطنية وعن المتميز الذي يتفاعل مع عملية التطوير وانعكاساته على كل برامج التنمية في جميع القطاعات المختلفة فما أحوجنا للكفاءة الوطنية التشاركية الهادفة لخدمة الأردن بعيدا عن المناطقية والشللية المقيتة.
ان مقابله سمو ولي العهد مع قناة العربية تخللها كثير من الإشارات الواسعة وصدرت من حصيلة تجارب عميقة ومحن كبيرة ألمت بنا وبجوارنا. نحن بخير لكننا نريد المزيد من الإصلاحات والثناء على كل الجهود الطيبة والإيجابية الذي تبذل في كل مكان من وطننا. كل الامنيات الطيبة لسمو ولي العهد المبادر النشط الذي يمثل جيل الشباب الاردني ونظرته إلى المستقبل ورغم تقل المسؤوليات الجسام لكن ما تزال فينا ولدينا عزائم ستحقق المستحيل لأننا نستشرف المستقبل ومقدار الوعي والحرص ولطالما يتقدما ابا الحسين وولي عهده الأمين فلا خوف على وطن نحن اهله وحراس حدوده