«مقابلة الحسين» رسائل داخلية وخارجية مهمة
بقلم علاء القرالة
الرسائل التي اوصلها ولي العهد الأمير الحسين في مقابلته التلفزيونية الاولى وبثتها قناة العربية تحمل في طياتها وما بين سطورها معاني مهمة موجهة للداخل والخارج عربيا وعالميا، ففي كل كلمة تعبير عن وعي وإدراك واستشراف للمستقبل وما يطمح له الأمير الشاب بقيادة جلالة الملك للأردن والمنطقة والعالم، فهل سمعتموها؟.
داخليا تحدث الأمير الشاب عن طموحه وتفاؤله بأن القادم الى الاردن هو الافضل رغم كل التحديات وقلة الإمكانيات مستندا لما يملكه الأردنيون من عزيمة وتكاتف وقوة وإصرار، وبما يمتلكه هذا الوطن من ثروات سياحية وبشرية صدرت للعالم كفاءات قادت مختلف الأعمال الريادية في المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن أهم اولوياته تكمن في تحسين أوضاع المواطنين الاقتصادية وحل مشكلتي الفقر والبطالة من خلال جذب الاستثمارات والتدريب المهني.
كما أن سموه رفض وبشكل قاطع وسم بعض الأردنيين بالمعارضة أو بالموالاة وكأنه يقول جميعنا أردنيون ونسعى إلى اردن افضل، مؤكدا على قبوله النقد البناء القائم على العمل البرامجي الذي يلبي طموحات الأردنيين جميعا، والأهم تأكيد سموه على أن الاردن تجاوز كل ما يمكن له أن يعكر صفو الوحدة الشعبية ولا يلتفت إلى الوراء منطلقا إلى المستقبل بعزيمة الأردنيين الذين هزموا كل التحديات بتضافرهم ووعيهم والتفافهم حول قيادتهم.
ولي العهد عرف الأردني بأنه الذي يعتز بوطنه وهويته ويعمل على استقراره وبنائه بغض النظر عن أصوله مبينا أن لكل اردني الحق الاعتزاز بأصله ومن شتى الأصول والمنابت ممن يعيشون تحت الراية الأردنية وساهموا ببناء هذا الوطن وعاشوا بالتشارك على الحلوة والمرة ويفدون الاردن بأرواحهم ويدافعون عن استقراره بكل جد.
الأمير أشار إلى إجراءات لابد منها وتكمن في التحديث الإداري وتطوير الجهاز الحكومي والتشجيع على التدريب المهني وتهيئة البيئة الاستثمارية وضرورة عودة خدمة العلم لكي تزرع في شبابنا معاني الوطنية والانتماء للاردن.
وتحدى الأمير أن يكون هناك دولة في العالم واجهت ما واجهه الاردن خلال ال٢٥ عاما الماضية ومازالت صامدة ومستقرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مثل الاردن مستعرضا أبرز التحديات من ربيع عربي وإرهاب وانقطاع الغاز المصري وإغلاق الحدود واللاجئين وكورونا والحرب الروسية الأوكرانية والعدوان على غزة، مبينا أن الاردن من أكثر الدول التي دفعت الثمن غاليا اقتصاديا جراء تلك الأحداث وتحديدا انقطاع الغاز وأزمة اللجوء وتراجع المجتمع الدولي عن التزاماته تجاه الاردن في تجاوبه مع أزمة اللاجئين.
عربيا سموه كان صارما وحازما تجاه موقفه من العدوان الإسرائيلي على غزة وما يقوم به من مضايقات في الضفة الغربية منتقدا صمت المجتمع الدولي وتنصل إسرائيل من كل محاولات السلام القائمة على إعطاء الحق بإقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني مقابل سلام عربي شامل، رافضا الإجراءات الاحادية والمتطرفة من قبل القيادة الإسرائيلية مؤكدا على أن الاردن يقوم بكل ما يستطيع أن يقوم به من معركة دبلوماسية وانسانية كبيرة للضغط باتجاه إيصال المساعدات ووقف العدوان.
كما بين سموه أن التكامل العربي أصبح ضرورة ملحة لخدمة الشعوب وبأن الاردن دائما جاهز لهذا التكامل بما يملك من موارد بشرية مشيرا إلى انجازات ومساهمات الاردن في بناء اقتصاديات دول وبنقل التجربة والتطور في مجال التكنولوجيا للعرب،مشيرا إلى العلاقات المميزة ما بين المملكة العربية السعودية والأردن والتي تعتبر انموذجا يجب أن يتبع في الدول العربية.
سموه أكد أن الأمن القومي الاردني مصان وخط احمر لن نسمح يتجاوزه وممن كان وتحديدا في ملف المخدرات واستهداف الاردن الواضح، مشيرا إلى علاقتنا مع إيران والقائمة على احترام الجوار العربي وعدم التدخل في الشؤون العربية.
خلاصة القول، كل هذه الرسائل غيض من فيض لكل الرسائل التي قالها سمو الأمير في مقابلته المميزة، لهذا ادعو من لم يستمع لها فليسمعها بتأمل وتمحيص وسيجد شابا اردنيا مدركا واعيا مستشرفا للمستقبل يعيش همومنا غيورا على وطنه وامته ولن يقبل إلا الافضل للأردن وأمته العربية.