كيف صنع الأردنيون استقلالهم؟

عوني ذنيبات 

في الساعة الثامنة من صباح السبت الواقع في 23 جمادى الاخرة 1365 هجرية الموافق 25 أيار سنة 1946.

عقد المجلس التشريعي الاردني الخامس جلسته الثالثة لدورته فوق العادة الاولى ولدى تلاوة مقررات المجالس البلدية المبلغة اليه والمتضمنة رغبات البلاد الاردنية العامة تمت تلاوة مذكرة مجلس الوزراء رقم 521 بتاريخ 13 جمادى الاخرة 1365 الموافق 15/ 5 / 1946 المتضمنة تأييد تلك المقررات واقتراح تلبيتها وتعديل القانون الاساسي الاردني بمقتضاها ثم لدى بحث الاماني القومية في ضوءالمبادىء والمواثيق الدولية العامة وحق تقرير المصير ووعود الامم المتحدة ومقاصدها وما بذلته البلاد الاردنية من تضحيات ومساعدات للديموقراطيات وما حصلت عليه من وعود وعهود دولية رسمية فقد اصدر المجلس التشريعي الاردني بالاجماع القرار التاريخي الاتي .. «تحقيقا للاماني القومية وعملا بالرغبة العامة التي اعربت عنها المجالس البلدية الاردنية في قراراتها المبلغة الى المجلس التشريعي واستنادا الى حقوق البلاد الشرعية والطبيعية وجهادها المديد وما حصلت عليه من وعود وعهود دولية رسمية وبناء على ما اقترحه مجلس الوزراء في مذكرته رقم 521 بتاريخ 13 جمادى الاخرة 1365 الموافق 15 / 5 / 1946 فقد بحث المجلس التشريعي النائب عن الشعب الاردني امر اعلان استقلال البلاد الاردنية استقلالا تاما على اساس النظام الملكي.

النيابي مع البيعة بالملك سيد البلاد ومؤسس كيانها / عبدالله الاول بن الحسين/ المعظم كما بحث امر تعديل القانون الاساسي الاردني على هذا الاساس بمقتضى اختصاصه الدستوري.. ولدى المداولة والمذاكرة قرر بالاجماع الامور الاتية:

اولا .. اعلان البلاد الاردنية دولة مستقلة استقلالا تاما وذات حكومة ملكية وراثية نيابية.

ثانيا .. البيعة بالملك لسيد البلاد ومؤسس كيانها وريث النهضة العربية / عبدالله بن الحسين / المعظم بوصفه ملكا دستوريا على رأس الدولة الاردنية بلقب حضرة صاحب الجلالة .. / ملك المملكة الاردنية الهاشمية.

ثالثا.. اقرار تعديل القانون الاساسي الاردني على هذا الاساس طبقا لما هو مثبت في لائحة / قانون تعديل القانون الاساسي / الملحقة بهذا القرار.

رابعا .. رفع هذا القرار الى سيد البلاد عملا باحكام القانون الاساسي ليوشح بالارادة السنية حتى اذا اقترن بالتصديق السامي عد نافذا حال اعلانه على الشعب وتولت الحكومة اجراءات تنفيذه مع تبليغ ذلك الى جميع الدول بالطرق السياسية المرعية«.


 واجتمع المجلس التشريعي  لوضع القرار التاريخي المتضمن اعلان الاستقلال التام والبيعة بالملك لجلالة الملك عبدالله بن الحسين وحمل قرار المجلس والتعديل الدستوري في موكب خاص الى القصر الملكي وفد مؤلف من رئيس الوزراء ووزير الخارجية واربعة نواب وتشرفوا بالمقابلة السنية مصحوبين برئيس الديوان الهاشمي ..وبعد عرض القرار على الذات السنية وا ومن ثم خرج المجلس بهيئته الكاملة الى شرفة بنائه الخارجي فتلا وزير الخارجية قرار المجلس معلنا وضع الدولة الاردنية الجديد.

ثم توجهت هيئة الوزارة وكامل اعضاء المجلس التشريعي الى القصر الملكي حيث كانوا يحملون وثيقة البيعة في سجلها الذهبي وبعد ان اصطف امام القصر الملكي حرس شرف مع الموسيقى العسكرية اخذت هيئة الوزارة واعضاء المجلس التشريعي والشخصيات الوطنية والاجنبية المدعوة اماكنهم ليتشرفوا بحضور جلالة الملك من داخل القصر يحف به اصحاب السمو الامراء وكبار رجال القصر وعزف السلام الملكي ثم القى رئيس المجلس التشريعى امام حضرة صاحب الجلالة كلمة المجلس مهنئا ومعلنا غبطة البلاد الاردنية والامة العربية بهذا اليوم التاريخي.
.

وبدأ جلالة المغفور له الملك المؤسس عبدالله بن الحسين بعد ذلك بارساء قواعد الدولة الاردنية ووضع دستور عصري للدولة يحدد واجبات وصلاحيات السلطات ويؤكد على اهمية الحياة النيابية ودور الشعب في ممارسة حقه باختيار ممثليه وفي الرابع من شباط عام 1947 شكلت اول وزارة في عهد المملكة الاردنية الهاشمية بعد الاستقلال حيث عهد الى سمير الرفاعي بتأليف الحكومة.

وبتحقيق الاستقلال التام وبداية عهد الدولة الاردنية الحديثة بقيادة جلالة المغفور له الملك المؤسس اخذ الاردن يمارس دورا متقدما عربيا ودوليا ويشارك في المؤتمرات واولها مؤتمر قمة انشاص في 28 أيار 1946 بعد ايام من استقلال الدولة.

وانتقلت راية الحريه من سيد إلى سيد من احرار بني هاشم الافذاذ ليقوم كل منهم بأعمال سجلها التاريخ أوصلت الاردن الى المقدمه في شتى المجالات حتى وصلت إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ليستمر البناء مستكملا ما قام به أجداده الصيد فكان علامة في السياسة الخارجيه وكان اليد الحانيه التي امتدت بيد العون للتخفيف عما أصاب اهلنا في غزة مع تلك الجهود الدبلوماسيه التي بذلها في جميع المحافل المطالبه بوقف حرب الإبادة التي شنتها اسرائيل على اهل غزه فكان أن آتت أكلها بتغيير مواقف بعض الدول من تلك الحرب ورفضهم لها .

كل عام والأردن الحبيب مظفرا معززا أرضا وشعبا وقيادتا.