بين حماس والمستعمرة
بقلم حمادة فراعنة
كشف اثنان من الإسرائيليين المتطوعين: يوسي لانداو وحاييم أوتمازجين أن كذبة الاعتداء الجنسي من قبل حماس يوم 7 أكتوبر على إسرائيليات، كشفا أنها مُلفقة مقصودة، هدفت لممارسة التحريض الإسرائيلي والعالمي ضد حركة حماس وفعلها الكفاحي، بهدف تحقيق غرضين:
أولهما التغطية على فشل قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية، وإخفاقهم حيث سببت عملية 7 تشرين أول أكتوبر 2023 الصدمة لكامل المجتمع الإسرائيلي ومؤسساته.
وثانيهما لتحريض المجتمع الدولي، وإظهار المقاومة الفلسطينية وحركة حماس أنها تمارس العمل غير الأخلاقي غير الإنساني، وأنها تُعبر عن الحقد والثأر والدوافع الجُرمية، وأنها ليست حركة تحرر وطني تتوسل عبر نضالها وأفعالها طرد الاحتلال وزواله، والمساهمة في استعادة الكرامة والاستقلال والحرية لشعبها الفلسطيني.
كشف الإسرائيليان المتطوعان في أفعال خدماتية في سياق أفعال الدفاع المدني، ولذلك كانا حاضران مباشرة بعد تنفيذ عملية 7 أكتوبر في المواقع التي تعرضت للهجوم الفلسطيني، وعاشا التفاصيل واطلعا عليها وعلى نتائجها، ولم يتوصلا سابقاً ولا لاحقاً لأي معرفة تشير لارتكاب جرائم واعتداءات ذات طابع جنسي من قبل مقاتلي حماس، على أي من الإسرائيليات، ولم يسمعا أي شكاية من بعضهن أنهن تعرضن للمس بالكرامة ولذلك رفضا سابقاً التأكيد على وجود اعتداءات وجرائم مشينة من قبل مقاتلي حماس ضد الإسرائيليات، آثرا الصمت طوال الأشهر الماضية، حتى قررا التصريح العلني أن الاعتداءات الجنسية ليس لها أساس ومجرد ادعاءات رسمية حكومية ملفقة، بهدف المس والإيذاء المتعمد بحق مقاتلي حركة حماس.
طبعاً قيادات المستعمرة وأجهزتها لن يتراجعوا عن اتهاماتهم وأكاذيبهم ضد حركة حماس، وهذا شيء طبيعي من طرف المستعمرة التي لا تملك خطوطاً حمراء لتردعها عن ممارسة الأذى ضد الفلسطينيين مستغلة علاقاتها بالولايات المتحدة وبعض الأوروبيين الذين يشكلون لها غطاء ودعماً لمشروعها الاستعماري التوسعي على أرض فلسطين.
ولكن ماذا بشأن المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية كريم خان الذي استند على الأكاذيب الإسرائيلية ووجه اتهامه لقادة حماس الثلاثة وحمّلهم مسؤولية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ففي تهمته الثالثة لقادة حماس، جاء في نصها أن حماس ارتكبت فعل: «الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي باعتبارها جرائم ضد الإنسانية».
الإسرائيليان يوسي لانداو وحاييم أوتمازجين، نفيا وجود اعتداءات جنسية من أي شكل، وأنهما صبرا أشهراً على صمتهما، ولكنهما، تشجعا وصرحا بوضوح، ونفيا وجود أي تحرشات أو اعتداءات أو اغتصاب جنسي بحق الإسرائيليات يوم 7 أكتوبر من قبل حركة حماس، فماذا سيكون موقف مدعي عام محكمة الجنايات الدولية؟؟ هل يتراجع؟؟ هل يملك الشجاعة الشخصية والقانونية والمهنية، ويتراجع، بل ويعتذر عما قارفه من خطيئة بحق قيادات حماس ومقاتليها، اعتماداً على الكذب والادعاء والتضليل الإسرائيلي المتعمد؟؟