استقلالنا

بقلم لارا علي العتوم

تعيش مملكتنا اجواء متناقضة بين الحزن على ما آلت اليه الاوضاع في غزة وبين عيد استقلالنا الذي يجتمع في احداثه جميع بلدان الوطن العربي حيث كان التحرر الا دولتنا الحبيبة فلسطين التي لا تزال قابعة تحت أخطر واطول انواع الاحتلال.

رحلة استقلال الممكلة الاردنية الهاشمية لم تخل يوماً من الكفاح والنضال والكلمة الحرة ونمو وتطور الوعي القومي العربي والاردني بشكل خاص فحصدت ثمار الوعي بمحطة قطار معان في 1946 حين وافقت الأمم المتحدة بعد نهاية الانتداب البريطاني الاعتراف بالأردن كمملكة مستقلة ذات سيادة وقام الشهيد جلالة الملك عبدالله الأول بتشكيل البرلمان الأردني، وكانت فلسطين حاضرة وذات اولوية حيث تم إعلان الوحدة بين الضفتين في عام 1950موإعلان الدستور الأردني عام 1952م في عهد الملك طلال بن عبد الله طيب الله ثراه الذي كان أول ضابط عربي يتخرج من كلية ساند هيرست البريطانية، واتخذ الأردن قرارا يقضي بجعل التعليم إلزاميا ومجانيا، حيث يعتبر هذا القرار الأول من نوعه في الأردن والوطن العربي وكان له الأثر الكبير في النهضة التعليمية التي شهدتها البلاد فيما بعد، وتم في عهده إبرام اتفاقية الضمان الجماعي العربي وتأليف مجلس الدفاع المشترك، وانشئ في عهده ديوان المحاسبة.

وبذل المغفور له جلالة الملك طلال طيب الله ثراه جهودا متميزة لتوثيق التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الأمة والوطن العربي الكبير الذي كان خرج لتوه من نكبة فلسطين عام 1948. ليكمل المسيرة الملك الحسين طيب الله ثراه في عام 1956 بتعريب قيادة الجيش وإلغاء المعاهدة الأنجلو-أردنية (الأردنية البريطانية) في 13 ـ 3 ـ 1957، فقد كفل هذا العمل على التأكيد الكامل لسيادة الأردن كدولة مستقلة استقلالا تاما حيث كان الباني للاردن الذي نعيشه اليوم.
وليكمل المسيرة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مؤمناً بان الاستقلال هو حالة مستمرة من الإنجاز والبناء، ميسراً لطريق الشباب الاردني مُعززاً لعزيمة الاردنيون ومتحملاً لمسؤولية اجداده واولوية الهاشميين وجعلها والاردنيون الاولية الاولى وهى فلسطين دون خوف أو تردد راعياً للمقدسات الاسلامية والمسيحية ودون تنازل عن حق الدولتين حتى ولوبات مستحيلاً ماداً يده لغزة بكل ما استطاع اليه سبيلا، كالمساعدات التي ولو صعب ايصالها قام بإنزالها.
الاردنيون وهم اهل الكفاح يقفون صفاً واحداً مع غزة من وقفات تضامنية الى مقاطعة التي نراه تزداد قوة يوم بعد يوم مقتصرين صوتهم بصوت واحد من على جميع المنابر وهو صوت سيد البلاد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
استقلالنا هو الشاهد على قوة وعزيمة شعب الأردن، الذي استطاع تحقيق حلم الحرية والسيادة وشاهد على بقائنا يد العون لكل من صاحب حق وكلمة حرة.
حمى الله أمتنا، حمى الله الأردن.