«التحديث الإداري» والهجوم المضاد
بقلم علاء القرالة
نعلم جميعا ان لكل «اصلاح اداري» واي «عملية تحديث» اعداء ومتضررين وخاسرين اعتادوا اجواء الترهل والفساد والواسطة والمحسوبية وغياب العدالة، غير ان هذه المرة وعلى ما يبدو فالمنزعجون من الاصلاح الاداري كثر فبدأوا هجوما مضادا على الحكومة التي تصر على تنفيذها، فلماذا هذا الهجوم ؟ ولماذا يرفضون الاصلاح والتحديث ؟.
الهجوم المضاد الذي بدا واضحا من خلال التعليقات والتصريحات والتهكم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي يعكس مدى اهمية «التحديث الاداري » الذي هو اول ما نصبو اليه من اجل الوصول الى تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي التي اعدتها المملكة خلال العامين الماضيين، فوجود موظف عام مستهتر غير مبالي عقبة امام خططنا واستراتيجياتنا المستقبلية للعشر سنوات القادمة.
فمن منا لا يشكو وبشكل شبه يومي من «الواسطة والمحسوبية والبيروقراطية والترهل» سواء قطاع خاص او مواطنون او حتى مستثمرون، وكما نعلم ايضا بان البيروقراطية حرمتنا من فرص استثمارية كثيرة ومن تنفيذ مشاريع قومية واعدة، وكم من الاردنيين حرموا من فرصهم واخذها غيرهم من غير المستحقين لها بسسب ان لهم واسطات ومحسوبيات وشللا تحايلوا من ورائها على العدالة والكفاءة، وكم موظفا حكوميا يشعر بانه يأخذ مكأفة كما غيره ممن لايعملون ولايجتهدون مثله.
وكما ايضا تخيل عزيز العاطل عن العمل ان هناك ما يقارب 13 الف وظيفة محجوزة لاشخاص يعملون في الخارج ولربما في وظائف داخل البلاد بسبب ما يسمى «اجازة من غير راتب » وهي اجازة ضمان للمستقبل ليست الا، غير ان موظفيها اختاروا ان يكونوا انانيين ويغلقوا ابواب تلك «الشواغر"على انفسهم وتبقى انت في الانتظار في طابور البطالة تنتظر تقرير مصيره.
كما عليك ان تتخيل عزيز المواطن ان تبقى المعاملات تقدم بشكل يدوي وتضطر الى التوسط لتجنب مزاجية بعض الموظفين، بينما الان تستطيع ان تقدم"معاملاتك الكترونيا» دون الحاجة الى الخروج من بيتك وتتم الموافقة عليها دون عناء التوسط او التوسل او طلب الرشوة، فما يقارب 49% من الخدمات الحكومية قد تم اتمتتها الكترونيا.
اعداء الاصلاح والتحديث الاداري منهم قطاع خاص فاسد يسعى لتمرير معاملاته «غير قانونية» من خلال «الواسطة والرشوة والتنفع » ومنهم مواطنون ممن يسعون للحصول على الوظائف والمناصب دون وجه حق وعلى حساب اشخاص من ذوي الكفاءة ولايوجد لديهم واسطات، وكما منهم شخصيات عامة يستغلون الواسطة والمحسوبية في الوصول الى شعبويات يجنون ثمارها لاحقا.
بالمختصر، رؤى التحديث الثلاث هي رؤية وطن قد توافقنا عليها وقررنا تنفيذها رغم معرفتنا بوجود طابور خامس سيسعى بكل جهوده الى عرقلتها،غير ان هذه الحكومة مصرة وتسعى لافشال مخططاتهم بالاستمرار بتنفيذها رغم كل لسعات الدبابير التي انطلقت عليها وحالة الهجوم المضاد لعرقلتها، فالاردنيون اعلنوها صراحة لاعودة الى الوراء بعد الان.