أحزاب الظلّ ترمم صفوفها قبل الانتخابات.. وتبحث عن طوق نجاة وسط تلاطم السياسات
د. محمد أبو بكر
يشعر أمين عام أحد الأحزاب التي كانت قائمة في السابق بالندم الشديد لقيامه بتصويب وضع حزبه وبما يتوافق مع قانون الأحزاب الجديد ، لافتا إلى أنّه أنفق مبلغا كبيرا من أجل ذلك ، وهو اليوم يجد نفسه وحزبه وقد غابا عن الساحة تماما ، فالمنافسة باتت غير عادلة أبدا في ظلّ وجود الأحزاب الجديدة والتي يصفها بالثريّة .
ما تحدّث به الأمين العام ينطبق على العديد من الأحزاب ، والتي كانت تعتقد بأن تصويب الوضع هو نهاية المطاف لها ، ولم تكن تدرك بأن التصويب هو المحطة الأولى نحو العمل الحزبي والجاد ، والمختلف تماما عمّا كان عليه الوضع الحزبي في السابق ، فالساحة اليوم زاخرة بأحزاب تبذل جهودا كبيرة للوصول إلى المجلس النيابي ، وبالتأكيد فإنّ الحملات الإنتخابية ستكون مكلفة جدا ، فالقائمة العامة هي على مستوى الوطن ، وليست في دائرة بعينها .
مثل هذه الأحزاب التي يتجاوز عددها العشرين حزبا وجدت نفسها في الظلّ ، وقد غابت فعلا عن المشهد الحزبي ، فهي تفتقر للرافعة المالية ، ولا تملك الحدود الدنيا من القواعد الشعبية ، أو حتى الشخصيات الوازنة والتي لديه القدرة بحمل الحزب للبرلمان .
فماذا عساها أن تفعل وقد وجدت نفسها بلا حول ولاقوة ؟ إنّ المخرج الوحيد لهذه الأحزاب يتطلّب منها معرفة حجمها ونفوذها ومدى قوّتها وتأثيرها ، وهي تعلم تماما بأنّها أضعف من أن تواجه أحزابا باتت ذا تأثير في العديد من القطاعات عدا عن تواجدها الفاعل بين المواطنين وانتشارها الواسع في مختلف أنحاء المملكة .
الأحزاب المذكورة مدعوّة اليوم لعقد تحالفات مع الأحزاب الكبيرة والتي تمتلك فرصة الوصول للمجلس ، لأنّ من شأن هذه التحالفات إزاحة عبء كبير عنها ، ومنعا للإحراج أمام مؤسسيها ، مع التأكيد على أنّ تحالفها أو تآلفها مع أحزاب شبيهة لها لن يفيدها بشيء ، لا بل يمكن أن يرتدّ عليها بصورة سلبية بعد ظهور نتائج إنتخابات قد تكون صفرية .
أحزاب الظلّ في الأردن كثيرة ، والإنتخابات القادمة فرصة لها لترميم صفوفها وأوضاعها ، وعليها النظر الى ما ستؤول إليه الحالة الحزبية بعد العاشر من أيلول القادم ، فوجودها سيصبح عبثيا دون طائل ، وعليها البحث عن مخارج مشرّفة ، ليس أقلّها الإندماج مع أحزاب أخرى بدل البقاء لسنوات في ظلّ وظلام ، بحيث لا يمكن للمواطن رؤيتها نهائيا .