"إخوان الأردن" يدعسون "فرامل" مع أجهزة الدولة .. الآن وائل السقا فمن الشيخ القادم؟

فرح سمحان 


تحول الشيخ مراد العضايلة من أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي لدورتين متتاليتين إلى منصب شرفي وهو المراقب العام للجماعة المُنحلة أصلا  يعني أن هناك تلميحات بأنه كان "حجر عثرة" لربما في طريق تنظيف وتلميع الأجواء العامة مع الدولة وخط سير المرحلة الحزبية المقبلة ، وبالعودة إلى تاريخ الشيخ العضايلة ابن الجنوب وكما يصفه البعض فهو من الأسماء الإسلامية "الصعبة المتشددة" التابعة لتيار الصقور، وبالتالي ليس غريبًا في مرحلة كهذه أن يتم التفكير في شخصية أقل حدة لتسلم الأمانة العامة للحزب، والشخصية المرشحة والتي لا بأس بالمقاربة عليها هو الشيخ حمزة منصور الذي يحسب إلى جانب الأسماء المعتدلة في الجماعة وله خط أبيض ليس رماديًا مع أجهزة الدولة عمومًا. 

ووفق النظام الأساسي لحزب جبهة العمل،فإنه في حالة استقالة الأمين العام يقوم نائبه الأول بمهامه إلى أن ينتخب المؤتمر العام خلفاً له في مدة أقصاها ستة أشهر، وعليه القائم بأعمال الحزب الآن المهندس وائل السقا صاحب الخلفية النقابية سيكون واجهة أقل وطأة من الشيخ العضايلة في مرحلة تتطلب من الحزب التقاط الرسالة الملكية التي دعت الجميع دون استثناء إلى المشاركة والتعاون بملف الانتخابات النيابية 2024، الأمر الذي فهمه المهندس السقا ولو بفوارق اعتبارية بسيطة عن مزاج الجماعة الذي يحاول وبكل الطرق أن يكون في خط شبه مواز، والسقا وفق مكانته عند الجماعة فهو يعتبر واحدا من أهم الأذرع التي تدير الشؤون المالية والإدارية إلى جانب رئاسته لمجلس إدارة قناة اليرموك التي تتبع فكر وتوجه الجماعة والتي أغلقت قبل بضعة أيام على خلفية أمور تتعلق بتراخيص البث وفق الرواية الرسمية، وللعلم السقا هو من أكثر الصداميين مع الدولة في الفكر الثابت والمصطلحات وغيرها لكن بطريقة دبلوماسية ،وعندما شغل منصب نقيب المهندسين كانت الفترة تلك محاولة لنشر التسييس النقابي الأمر الذي وأد في مهده بعد أزمة نقابة المعلمين، كما كان له حضور في مواقع أخرى مهمة وهذا ما يمهد الفرصة أمامه. 

 المحللون والمراقبون إجمالا يفسرون أن بيان مجلس شورى الحزب الذي أعلن من خلاله المشاركة في الانتخابات النيابية بالعاشر من أيلول المقبل وبوقت متأخر مساء أمس الأحد، وتزامنه مع تسلم السقا الأمانة العامة وانتخاب العضايلة وربما "كترضية" بموقع المراقب العام ، يعني أن التوليفة الإسلامية ارتأت إلى المشاركة بعد ما كانت الأحاديث عن مقاطعتها الانتخابات مرتبطة إلى حد ما بأحداث قطاع غزة والمسيرات في الأردن والدخول في صدام علني مباشر مع الدولة وأجهزتها، وكل ذلك الآن وبتحليل خطاب الجماعة يعني أن الإسلاميين قرروا الدعس على "الفرامل" والتشبيك مع الدولة ببنود وعقد جديد ، لكن دون التغيير أو التبديل على الخلطة الحزبية الإسلامية وكل ما يميزها عن غيرها، إي أنهم دخلوا في هدنة بسيطة.