إزاحة نتنياهو..

بقلم محمد سلامة 

مجلس الحرب الاسرائيلي على وشك الانشقاق، وحكومة نتنياهو السادس تتلاعب بطريقتها، والمعارضة الإسرائيلية ما زالت تجمع قواها وبيضة القبان وزير الدفاع يواف جالانت من الليكود.. والسؤال هل يفعلها ويشق مجلس الحرب والحكومة اليمينية المتطرفة أم يذهب إلى اتجاه آخر؟!.

الجنرالان غانتس وايزنكوت انسحبهما سيقود إلى تفكك مجلس الحرب، ونتنياهو السادس وائتلافه المتطرف سيذهبان إلى الحكومة ولديهما (64) عضوا في الكنيست، ويتخذان القرارات التي يريدونها لكن إذا انشق وزير الدفاع جالانت واخذ معه جزءا من الليكود فإن الحكومة اليمينية بزعامة نتنياهو السادس سوف تتفكك وربما يذهب الجميع إلى انتخابات مبكرة ستفضي حتما إلى حكومة جديدة بلا نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف.. وهنا السؤال كيف يمكن إزاحته قبل إجراء انتخابات مبكرة؟!.
ازاحة نتنياهو السادس ممكنة إذا قرر الكنيست باغلبية ساحقة ابعاده عن السلطة بتصويت ثلثي الأعضاء، وهذا ممكن في حالة انشقاق الليكود مع ائتلاف المعارضة برئاسة لابيد ومشاركة اليمين الوسط بزعامة غانتس وايزنكوت واخرين، ولعل حجم الخلافات الداخلية الإسرائيلية إلى جانب الضغوط الدولية وتعاظم الخسائر البشرية في صفوف الجيش الاسرائيلي واستعصاء الحل الأمني يزيدان من حالة الخلافات الداخلية، والاسوأ ربما أنه لم يأت الأسوأ بعد.

إزاحة نتنياهو السادس ليست مستحيلة لكنها مازالت بعيدة حتى الآن، ومما يمكن استدراكه أن المعارضات الإسرائيلية بدأت تأخذ طريقا آخر ويبقى الليكود بزعامة نتنياهو السادس آخر وأهم قلاعه الأخيرة، لكن حجم الخسائر البشرية في صفوف الجيش الاسرائيلي وتعدد جبهات القتال سيدفعان عاجلا أم آجلا الوضع الداخلي إلى التعقيد وإلى أزمات تتبعها أزمات أمنية واقتصادية قد تفضي باسرائيل الثالثة إلى الانهيار المحتوم.

نتنياهو السادس سيقود إسرائيل الثالثة إلى الخراب الثالث، وكل المؤشرات تؤكد أنه متمسك بالسلطة وبائتلافه المتطرف وباستمرار الحرب وربما يذهب مع شركائه إلى إعلان الحكم العسكري لغزة، وهذا لا يعني حسم الحرب واختفاء حماس والجهاد واخواتهما، وبالتالي فإن الكل يراهن على غلاظة عقله وائتلافه المتطرف بجر إسرائيل الثالثة إلى نهايتها المحتومة وقبل 2027م كما تنبأ الكثيرون وفي مقدمتهم حاخامات دعوا إلى المغادرة قبل فوات الأوان.