استقالة خامس مسؤولة في الخارجية الأميركية - تفاصيل

بينما تستمر الحرب على غزة منذ أكثر من 7 أشهر وسط عدوان قاسي ينفذ على سكان القطاع، وفيما وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 30 ألفا أغلبهم من الأطفال والنساء، كما وتعمد جيش العدو إغلاق المعابر بحيث يقع القطاع وسط مجاعة كبيرة كما وخروج عدد كبير من المستشفيات المتبقية عن الخدمة بسبب نقص الإمدادات والوقود.

ووسط إدانة عربية وغربية للعدوان لم تستطيع أي دولة إلى هذه اللحظة الوصول إلى اتفاق او حتى منع إسرائيل من استكمال عملياتها تحت حجة القضاء على حماس، وعلى الرغم من المعارضة العالمية اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح التي لجأ إليها عدد كبير من الشعب الفلسطيني الهارب من هول الحرب شمال وجنوب القطاع.

ووسط هذه التطورات أعلنت مسؤولة رفيعة في وزارة الداخلية الأمريكية، ليلي غرينبيرغ كول، استقالتها العلنية احتجاجاً على سياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه العدوان على غزة. اتهمت كول، المساعدة الخاصة لرئيس الأركان في وزارة الداخلية، بايدن باستخدام اليهود لتبرير السياسة الأمريكية التي تدعم قتل الفلسطينيين على يد إسرائيل.


في رسالة، قالت كول: "حتى وقت كتابة هذه السطور، قتلت إسرائيل أكثر من 35 ألف شخص في غزة، بينهم 15 ألف طفل. الجيش الإسرائيلي قصف البنية التحتية الطبية، وحاصر مستشفى، وترك وراءه مقابر جماعية، دمر كل جامعات غزة، واستهدف الصحفيين وعمال الإغاثة، وارتكب العديد من الجرائم”. وأضافت: "هذه الانتهاكات للقانون الدولي لن تكون ممكنة دون الأسلحة الأمريكية، التي لم يدن الرئيس أياً منها”.

وأوضحت كول أن بايدن يمتلك السلطة للدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وفرض وصول المساعدات، لكن الولايات المتحدة لم تستخدم أي نفوذ لمحاسبة إسرائيل طوال الثمانية أشهر الماضية. بل على العكس، قمنا بتمكينها وإضفاء الشرعية عليها من خلال استخدام حق النقض ضد قرارات الأمم المتحدة التي تهدف إلى محاسبة إسرائيل.

وأكدت كول أن "يدي بايدن ملطختان بدماء الأبرياء”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة مكّنت إسرائيل منذ فترة طويلة من ارتكاب جرائم الحرب والفصل العنصري. وأضافت أن هذا الوضع لا يحافظ على أمن الإسرائيليين ولا اليهود حول العالم، ولا يحمي الفلسطينيين الذين لهم الحق في الحرية والأمان وتقرير المصير بكرامة، كما يفعل الشعب اليهودي وكل شخص آخر.

كما دعت كول الموظفين العموميين في الحكومة الفيدرالية الأمريكية لاتخاذ موقف "من أجل حياة الفلسطينيين، لأن مستقبلنا يعتمد على هذا”. من اللافت أن كول، وهي يهودية أمريكية، تعد أول مسؤولة رفيعة تستقيل احتجاجاً على دعم الاحتلال في غزة. سبق لها أن عملت في الحملات الرئاسية لبايدن ونائبته كامالا هاريس، وكانت مدافعة عن إسرائيل قبل انضمامها للحكومة.

وذكرت وكالة "أسوشييتد برس” أن كول هي الموظفة الخامسة على الأقل في الإدارات العليا أو المتوسطة التي تعلن استقالتها علانية احتجاجاً على الدعم العسكري والدبلوماسي الذي تقدمه إدارة بايدن للعدوان على غزة منذ أكثر من 7 أشهر.