في ذكرى النكبة جرائم الإبادة ما زالت مستمرة

بقلم سري القدوة 

في الذكرى الـ76 للنكبة يتعرض الشعب الفلسطيني لحرب شاملة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس من قبل الاحتلال، مع تواصل الزحف الاستعماري والاستيطان وإطلاق العنان لعربدة المستعمرين بالاعتداء على شعبنا ومقدراته .

وتأتي الذكرى هذا العام في ظل ما تقترفه دولة الاحتلال النازي في غزة، وسعيها إلى تغيير الواقع الجغرافي الديموغرافي ما يستوجب تصعيد الحراك الدولي في مختلف الساحات وعلى جميع الأصعدة، لحشد الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ولمقاطعة دولة الاحتلال على جميع المستويات لما تقترفه من انتهاكات صارخة بحق أبناء الشعب الفلسطيني .

النكبة مستمرة منذ عام 1948 إذ تم تهجير الفلسطينيين من أرضهم وديارهم بفعل مجازر عصابات الإجرام الصهيونية، وما زال يتعرض الشعب الفلسطيني للقتل والتشريد، في ظل مواصلة حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال بحق أهلنا في قطاع غزة.

مرور ستة وسبعين عاما على بدء نكبة شعبنا المستمرة، لا ولن تنال من عزيمته وإصراره على مقاومة أطماع الاحتلال وعصابات مستعمريه وعدوانيتهما، وسيبقى عصيا على الانكسار ويواصل نضاله لتحقيق أهدافه في التحرر والعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .

ما يشهده قطاع غزة من حرب مجنونة فاقت المنطق البشري تعيد إلى الأذهان ما تعرض له شعبنا من قتل وتهجير وتدمير وسرقة، من هذا المحتل الغاصب، الذي يسعي عبر التصعيد الجنوني، المترافق مع عمليات الإبادة الجماعية، إلى تهجير شعبنا، الذي لن يستسلم، ولن يرفع الراية البيضاء أمام هذا العدوان الهمجي .

الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده يسجل أشجع مواقف الصمود والمواجهة متمسكا بأرضه، مدافعا عن كرامته، ووطنه في ظل مواصلة حرب الإبادة الجماعية والمجازر الدموية من قبل الاحتلال الإسرائيلي وسط عجز وتخاذل دوليين، وما من شك بان الصمود الذي يبديه شعبنا تستدعي أكثر من أي وقت مضى، الوحدة الوطنية والتوحد في مواجهة ما يتعرض له شعبنا من عدوان فاشي وعملية تهجير قسري وتطهير عرقي، ومخاطر جدية على حاضره ومستقبله وحقوقه وقضيته.

ولعل أهمية ان تتحرك الجاليات الفلسطينية في دول العالم إلى تصعيد حراكها في مختلف الساحات وعلى جميع الأصعدة، لتطويق وحصار دولة الاحتلال ومجرميها من مسؤولين سياسيين وعسكريين ومستعمرين إرهابيين لانتهاكاتهم المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته .

ولا بد من العمل على زيادة وتيرة التنسيق والتواصل مع حركات التضامن والأحزاب الصديقة، وتوجيه الرسائل والنداءات إلى البرلمانات والاتحادات الدولية، لمطالبة الحكومات بممارسة ضغط حقيقي على حكومة الاحتلال لوقف إطلاق النار الدائم وإنهاء عدوانها وإجرامها ضد الشعب الفلسطيني، والانصياع لقرارات الشرعية الدولية بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، وتمكين شعبنا من نيل حقوقه في الحرية والاستقلال وتقرير المصير .

وتأتي رسالة الحراك الواسع والهام على الساحة الدولية رفضا وتنديدا بالجرائم الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وان الشعب الفلسطيني يقدر عاليا تلك الجهود والحراك الدولي الداعم للنضال والحقوق الفلسطينية وان مخرجات الحراك الدولي تزيد شعب فلسطين إصرارا على قوة الحق الفلسطيني ولذلك ندعو الى استمرار هذا الحراك وأهمية التحرك من قبل الجاليات الفلسطينية في العالم إلى جانب مناصري وأصدقاء فلسطين، ولدورها الواضح في فضح جرائم الاحتلال وحشد الرأي العام الدولي لصالح قضيتنا الوطنية ونضال شعبنا لتحقيق حريته واستقلاله اللذين كفلتهما المواثيق والقرارات الدولية.