عالَمٌ متمدنٌ زائف !!

بقلم محمد داودية

رغم الطنطنات المدوية وتشريعات الحقوق الصورية، والمؤتمرات السياحية، فلا وجود للعالَم المتمدن، لأن قياداته وحكوماته، ليست متمدنة ولا رحيمة، وتجلى ذلك في كل حروبها التي أشعلتها.

كل حرب شنتها حكومات وقيادات دول «الغرب المتمدن»، كانت مشبعة بالكراهية والحقد والانتقام والإلغاء والاغتصاب والتقتيل والدم !!

نستثني انتفاضات الشعوب ضد محتليها، والمقاومات المشروعة ضد الاحتلالات الوحشية، وخاصة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

تمر علينا هذه الأيام، ذكرى النصر الكبير على النازية والفاشية، التي أجهزت على أرواح نحو 60 مليون إنسان، لا ذنب لهم ولا مصلحة في الحروب المدمرة التي شنتها قياداتها المذهونة الخرقاء.

وفي آخر النهار، فقد أجهزت جيوش النازي أدولف هتلر ومحوره، ليس على ملايين البشر في أوروبا والاتحاد السوفياتي فحسب، بل أجهزت على ألمانيا، التي داهمتها جيوش الحلفاء ومزقتها.

فقد مارس ضباط وجنود الجيوش السوفياتية والأميركية والبريطانية، فظائع واهوالاً انتقامية لا تحصر، تراوحت بين إعدام رجال ألمانيا، ونهب مقدراتها، وممارسة أوسع وأبشع عمليات اغتصاب في التاريخ، شملت نحو مليون ونصف مليون أنثى ألمانية، تراوحت أعمارهن بين 10- 80 سنة !!.

لا أخلاقَ ولا شرفَ ولا إنسانية ولا حقوق إنسان ولا دينَ ولا رحمة في الحروب كافة، خاصة حروب الدول التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان والطفل والمرأة، التي تدعم جرائم الإبادة الجماعية، الممتدة من حروبها على دول الهند الصينية فيتنام ولاوس وكمبوديا، وأفريقيا السوداء، وليبيا والعراق وافغانستان، ...

وآخر طبعة للحروب التي يدعمها الغرب المتمدن ويمدها بالمال والسلاح والحماية والتغطية على وقائعها الوحشية في منظمات الأمم المتحدة، هو العدوان الموصوف على الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

ورغم الاحتلال الإسرائيلي المزمن الموصوم بجرائم الإبادة الجماعية، لم تسجل على رجال المقاومة الفلسطينية، الذين داهموا كيان الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، أية مخالفات وانتهاكات، من ذلك النوع الموغل في الفظاعة والبشاعة، الذي اقترفه ضباط «الغرب المتحضر» وجنوده.

وقديما قيل: «لا توجد عذراء في جناح الولادة». و»حجلُ الجبال، من لون صخورها». و»المتحاربون يتبادلون ويتشاركون المزايا والصفات» !!