إنجاز اقتصادي في مرحلة هي الأصعب!!

إنجاز أردني يتحقق لأول مرة منذ (21) عاما، يستحق وقفات لقراءات معمّقة في أسبابه ودلالاته وأهميته وتفاصيله، ليس بالضرورة المعرفة الاقتصادية المطلقة للوصول إلى كلّ هذه التفاصيل ، بقدر حتمية الوقوف على أهمية الإنجاز الذي تحقق في زمن بات الإنجاز الاقتصادي به أقرب ما يكون نادرا واستثنائيا، فما بالك إذا ما تحقق هذا الإنجاز للوطن منذ 21 عاما، عندها يكون التفوّق بعينه والقدرة الاقتصادية الحقيقية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.

الإنجاز الأردني المتمثل في رفع تصنيف المملكة الائتماني السِّيادي من وكالة موديز العالميَّة لأوَّل مرَّة منذ 21 عاماً، حدث اقتصادي هام وكما تحدث بشأنه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أمس بأنه إنجاز مهم ويحق لنا أن نفخر به، لافتاً إلى «أنَّ المكانة الكبيرة التي يحظى بها جلالة الملك عبدالله الثَّاني ابن الحسين لدى العالم هي التي فتحت لنا الأبواب أمام هذا الإنجاز»، ما يجعلنا نقف تقديرا لهذا الإنجاز ولنجاعة السياسات الاقتصادية الأردنية، والنهج الإصلاحي في المنظومة الاقتصادية والمالية والمصرفية والنقدية، وإن كانت معلوماتنا بهذا الشأن متواضعة، لكن تحقيق الإنجاز لا يحتاج ترجمة أو شروحات.

هذا الإنجاز الذي حققه الأردن، يعكس أن الأردن يسير بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في درب اقتصادي صحيح، وأن النهج الإصلاحي صائب، كونه لأوَّل مرَّة منذ 21 عاما، إضافة إلى ظروف المرحلة التي يرى بها مراقبون أنها الأسوأ منذ سنين، وتحقيق إنجاز بها يعدّ هاما حدّ التفوّق، وكثير من اقتصاديات العالم تسير خلالها بسرعة السلحفاة، وحتما يقف خلفه الكثير من الجهود التي بذلت والبرامج والتفاصيل التي أدت لتحقيقه.

وفي تفاصيل هذا الإنجاز، وإن كان بتواضع المعلومة، أعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني عن رفع التصنيف الائتماني السيادي للأردن طويل الأجل بالعملة المحلية والأجنبية من B1 الى Ba3 مع نظرة مستقبلية مستقرة، ورفع التصنيف يعكس الإدارة الفعالة للاقتصاد الكلي والمالية العامة وإجراءات تخفيف المخاطر، وجاء رفع التصنيف وفق الوكالة انعكاساً لنجاح وفعالية إدارة المالية العامة والاقتصاد الكلي والاجراءات المتخذة للحد من المخاطر مما ساهم في تعزيز منعة الأردن في وجه الصدمات الخارجية وهذا يتفق مع مستوى أعلى للتصنيف الائتماني.

وحتما هذا الإنجاز التاريخي، جاء نتيجة لعدة أسباب من أبرزها اتخاذ الاردن سياسات استباقية بشكل خاص حمت تصنيفه الائتماني من تداعيات جائحة كورونا وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء العالمية في ظل الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا والسياسات النقدية الانكماشية العالمية، كما ان هذه السياسات تعزز منعة الأردن في وجه الصراعات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط.

انجاز حقيقي حققه الأردن بتوجيهات جلالة الملك، والمكانة الكبيرة التي يحظى بها جلالته لدى العالم فقد فتحت للأردن الأبواب أمام هذا الإنجاز، والمصداقيَّة الكبيرة التي يتمتَّع بها جلالته، وحتما يحق للأردن الفخر به سيما وأنه يتحقق رغم كل الظروف والأزمات وحتى الكوارث التي يشهدها الإقليم، في هذه الفترة العصيبة، بعد كورونا وتداعياتها والأزمة الروسيَّة – الأوكرانيَّة وآثارها التضخُّميَّة عالميا، والحرب الإسرائيلية على أهلنا في غزة، ليحقق الأردن هذا الإنجاز الذي يعدّ تاريخيا ويحق لنا في الأردن الفخر به والإيمان المطلق بسلامة واقعنا الاقتصادي وتميّزه ونجاحاته العملية، وإن كانت ثقافتنا الاقتصادية متواضعة وتحليل هذا التقييم له مختصون، لكن ما يُمكن قراءته وتأكيده أنه إنجاز اقتصادي على مستوى عالمي ترفع له قبّعات التقدير، إنجاز في مرحلة هي الأصعب!!