رغم قرار بايدن.. "إسرائيل" تحصل على أسلحة أميركية بمبالغ طائلة
قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ الخميس، إنه "من غير المقبول" أن يتم الإعلان عن القرار الأميركي بحجب بعض الأسلحة عن إسرائيل بينما لا تزال الحكومتان تناقشان الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح في قطاع غزة.
وأضاف هرتسوغ في ندوة عبر الإنترنت لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أن وقف بعض إمدادات الأسلحة لإسرائيل يبعث "رسالة خاطئة إلى حماس وأعدائنا في المنطقة".
جاءت تصريحاته بعد يوم من تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل للمرة الأولى من أن واشنطن ستحجب الأسلحة إذا شنت القوات الإسرائيلية هجوما كبيرا على رفح.
وكانت التصريحات التي أدلى بها بايدن في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن أقوى تحذير علني له حتى الآن خلال جهوده الرامية لمنع الهجوم الإسرائيلي على رفح. وسلط ذلك التحذير الضوء على الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وأقوى حلفائها في الشرق الأوسط.
ولا تزال أسلحة أميركية بمليارات الدولارات في طريقها إلى إسرائيل، على الرغم من تأخير شحنة واحدة من القنابل ومراجعة شحنات أخرى لأن واشنطن تخشى أن يلحق استخدامها في رفح المزيد من الدمار بالمدنيين الفلسطينيين.
وتقول الولايات المتحدة إنها لم تر أي خطة إسرائيلية لحماية ما يقدر بنحو 1.4 مليون مدني فلسطيني في رفح، معظمهم نزحوا بسبب القتال والقصف من أجزاء أخرى من القطاع المدمر.
وقال هرتسوغ إن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يناقشون منذ أسابيع مع المسؤولين الأميركيين شن عملية في رفح، "وأخبرناهم بوضوح أننا لن نتحرك تلقائيا إلى المنطقة الحضرية دون وضع خطة للسكان أولا وتنفيذ" تلك الخطة.
وتابع "أخبرنا الإدارة أن ما سنفعله لا يعتمد على الوقت، بل على الظروف، وأريناهم خططنا".
وأضاف "أعتقد أنه من المؤسف أننا قبل أن نكمل هذا النقاش... خرجت الأمور إلى العلن بما معناه، كما تعلمون، لا تنفذوا (عملية) في رفح وإذا فعلتم فإننا سنمنع بعض الأسلحة".
وأردف "يمكنني أن أقول أيضا إنه أمر غير مقبول".
شنت إسرائيل هجومها على غزة في أعقاب عملية السابع من أكتوبر، وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس، إن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى استشهاد ما يقرب من 35 ألف فلسطيني وإصابة نحو 80 ألفا معظمهم مدنيون.
وقال هرتسوغ إن القرار الأميركي بحجب بعض الأسلحة "يضعنا في الزاوية (في موقف صعب) لأنه يتعين علينا التعامل مع رفح (المضي قدما في العملية العسكرية) بطريقة أو بأخرى".
وأضاف أنه لتحقيق هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس كقوة عسكرية وسياسية والقضاء على تهديدها، يتعين هزيمة أربع كتائب منتشرة في رفح.
وتابع "لا أعتقد أن بوسعنا إتمام مهمة هزيمة حماس في غزة دون التعامل مع هذه المسألة".
تعليق الإمدادات
ما زالت أسلحة أميركية بمليارات الدولارات في طريقها إلى إسرائيل، على الرغم من تأخير شحنة واحدة من القنابل ومراجعة إدارة الرئيس جو بايدن لشحنات أخرى خشية استخدامها في هجوم قد يلحق المزيد من الدمار بالمدنيين الفلسطينيين.
وقال مسؤول أميركي كبير هذا الأسبوع إن الإدارة قامت بإعادة النظر في تسليم أسلحة قد تستخدمها إسرائيل في غزو كبير لمدينة رفح بجنوب قطاع غزة، والتي يلوذ بها أكثر من مليون مدني، ونتيجة لذلك أوقفت مؤقتا شحنة قنابل لإسرائيل.
ولطالما حثت واشنطن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عدم اجتياح رفح دون ضمانات لحماية المدنيين، بعد سبعة أشهر من الحرب التي دمرت القطاع.
وقال مساعدون في الكونغرس إن القنابل المؤجلة تقدر قيمتها "بعشرات الملايين" من الدولارات.
ومن المقرر أن تذهب مجموعة كبيرة من المعدات العسكرية الأخرى إلى إسرائيل، بما في ذلك ذخائر الهجوم المباشر المشترك، التي تحول القنابل الغبية إلى أسلحة دقيقة التوجيه، وقذائف دبابات ومدافع مورتر ومركبات تكتيكية مدرعة، حسبما قال السناتور جيم ريش، أكبر عضو جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ للصحفيين.
وقال ريش إن تلك الذخائر لم تتم الموافقة عليها بالسرعة المثلى، مشيرا إلى أن بعضها ظل قيد عملية الموافقة منذ كانون الأول، في حين أن المساعدات المقدمة لإسرائيل تمر عادة بعملية مراجعة تستغرق أسابيع.
ويقول مسؤولو إدارة بايدن إنهم يراجعون مبيعات الأسلحة الإضافية. وحذر بايدن إسرائيل في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الأربعاء، من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن توريد الأسلحة إذا نفذت القوات الإسرائيلية غزوا كبيرا لرفح.
من جهة أخرى، علّق النائب جريجوري ميكس، كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، نقل أسلحة بقيمة 18 مليار دولار لإسرائيل من بينها عشرات من طائرات إف-15 التي تصنعها شركة بوينغ، بانتظار مزيد من المعلومات حول طريقة استخدام إسرائيل للطائرات.
وتحول دعم بايدن لإسرائيل في حربها ضد حماس إلى عبء سياسي على الرئيس، وخصوصا بين شباب الديمقراطيين في الوقت الذي يسعى فيه للفوز بولاية رئاسية جديدة في انتخابات هذا العام. وأشعل هذا الدعم موجة من التصويت الاحتجاجي بعبارة "غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية، وأثار احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية.
ولا تدخل أي من اتفاقيات الأسلحة هذه في حزمة الإنفاق التي وقعها بايدن الشهر الماضي، والتي تضمنت نحو 26 مليار دولار لدعم إسرائيل وتقديم المساعدات الإنسانية.
وريش وميكس هما اثنان من المشرعين الأميركيين الأربعة الذين يراجعون صفقات الأسلحة الكبرى للخارج. وهؤلاء المشرعون الأربعة هم رئيس وعضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ورئيس وعضو بارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب.
* "أظافر"
أصدر نتنياهو بيانا مصورا بالفيديو الخميس، قال فيه إن الإسرائيليين "سيقاتلون بأظافرهم"، في رفض ظاهر لتهديدات بايدن.
واتهم الجمهوريون بايدن بالتراجع عن التزاماته تجاه إسرائيل. وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل في كلمة أمام المجلس "إذا لم يتمكن القائد الأعلى من استجماع الشجاعة السياسية للوقوف في وجه المتطرفين على جناحه الأيسر والدفاع عن حليف في الحرب، فإن العواقب ستكون وخيمة".
وعقد عشرة جمهوريين آخرين في مجلس الشيوخ مؤتمرا صحفيا للإعلان عن قرار غير ملزم يدين "أي إجراء من جانب إدارة بايدن لحجب أو وضع قيود على الأسلحة لإسرائيل".
وقال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين إن إسرائيل لا تزال تحصل على الأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها. وأضاف "سيواصل (بايدن) تزويد إسرائيل بجميع القدرات التي تحتاجها".
ورحب بعض الديمقراطيين في الكونغرس بسلوك بايدن.
وأعرب السناتور كريس ميرفي، الرئيس الديمقراطي للجنة الفرعية المختصة بالشرق الأوسط التابعة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، عن القلق بشأن رفح.
وقال لرويترز "لا أعتقد أن مصلحتنا الاستراتيجية أو الأخلاقية (تملي علينا) مساعدة إسرائيل في شن حملة في رفح سيترتب عليها على الأرجح مقتل آلاف المدنيين الأبرياء، ومن غير المرجح أن يكون لها تأثير واضح على قوة حماس على المدى الطويل".
رويترز