«زلزال ملكي» يهز الرأي العام الأميركي

علاء القرالة 

في اقل من 100يوم عادت تصريحات ولقاءات جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا لتزلزل الرأي العام الاميركي وجدران البيت الابيض، كاشفة مدى الظلم الواقع على الفلسطينيين جراء ممارسات اجرامية وغير انسانية من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ضدهم، فما هي درجة تأثير «زلزال الحق"على الاميركيين والرأي العام العالمي..؟؟

المعروف انه من المستحيل او من النوادر جدا ان يزور زعيم دولة البيت الابيض مرتين باقل من 100 يوم تقريبا، وهذا دليل مهم على اهتمام الادارة الامريكية وقيادات الرأي العام هناك بالاستماع الى وجهة نظر الملك عبدالله التي دائما تكون صائبة والاكثر دقة واستشرافا للمستقبل، وتحديدا في «القضايا العربية» والاقليم وخاصة القضية الفلسطينية التي تعتبر مركزية للاردن.

جلالة الملك وخلال اللقاءات التي عقدها في الولايات المتحدة حذر العالم وتحديدا الادارة الامريكية من تبعات وتداعيات استمرار العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة، منذرا «ادارة البيت الابيض» من عواقب اجتياح رفح وتعنت القيادة الاسرائيلية واصرارها على استكمال مجازرها بعيدا عن المساعي العربية والعالمية التي تهدف لعقد «هدنة طويلة» قائمة على تبادل الاسرى والرهائن ودخول المساعدات ووقف اطلاق النار.

الملك ومنذ بداية العدوان على غزة بدأ جولات ولقاءات مكثفة مع مختلف قادة العالم، فكان اول قائد عربي ومسلم يجول اوروبا شرقا وغربا واول زعيم عربي واسلامي يهز جدران البيت الابيض بتصريحات داعمة لموقف الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته واول قائد كشف تضليل وزيف الرواية الاسرائيلية ومارافقها من اكاذيب عبر وسائل اعلام غربية واول قائد كسر الحصار على غزة برا وجوا.

وبالتزامن مع زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة ولقائه مع السياسيين هناك، أخذت جلالة الملكة تبرز حجم المعاناة والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال عبر مختلف «وسائل الاعلام» الامريكية التي تعتبر من اكثر المحطات مشاهدة وبرامجها متابعة من «الرأي العام الامريكي» كاشفة للحقائق التي زيفت من قبل الاحتلال وماكنته الاعلامية وذلك من خلال نقلها للواقع كما هو ومدى حجم جرائم الحرب المرتكبة بحق ابناء غزة.

اطلالة الملكة عبر وسائل الاعلام الامريكية والغربية ليست الاولى منذ بداية العدوان، غير ان صداها يصل في كل مرة تطل فيها وتزلزل كلماتها الانسانية المحملة بالحق والعدالة الى اكبر عدد من «الرأي العام» الذي بات يضغط اليوم بكل قوة على اصحاب القرار لديهم لاجل وقف العدوان وانهاء معاناة الفلسطينيين العزل.

بالمختصر،التأثير الملكي على «الرأي العام» العالمي بأت واضحا وضوح الشمس وملموسا من خلال ارتفاع حجم الرفض العالمي للجرائم الاسرائيلية على مستوى العالم، والاهم انه في كل مرة"يزلزل"خطط واكاذيب الكيان المجرم ويكشف مدى فظاعة جرائمه الوحشية امام العالم، كذلك يكشف حجم الفشل وازدواجية العالم في التعامل مع هذه الجرائم وكما انه يوقظ الضمير العالمي من سباته.