عندما تنطق الملكة

د برلنت محمد وحيد

استمرارا لمقابلاتها المؤثرة في الرأي العام العالمي الغربي مع المحطات الفضائية العالمية أبدعت جلالة الملكة في حديثها السياسي والقانوني والإنساني على قناة  MSNBC الأمريكية حيث  تحدثت بمنطق سياسي متماسك يرتكز على ثقافة راسخة بالقانون الدولي، وأدلت بإجابات مقنعة لكل من يستمع إليها خصوصا ممن ينطلقون من الثقافة الغربية التي كانت مؤيدة دائما للطرح الصهيوني.
     
 لقد تحدثت الملكة الإنسانة بلسان وضمير كل إنسان يملك قلبا وعقلا يرفض القتل والدمار والحرب وإراقة دم الأطفال والنساء، وعرت جرائم الكيان الصهيوني في الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي والفصل العنصري وتدمير كل مقومات الحياة للشعب الفلسطيني وقتل عشرات الألاف من الأطفال والنساء بشكل لم يسبق بحجة الدفاع عن النفس   
 
لقد أكدت جلالتها بأسلوب سياسي رفيع ومنطق قانوني محكم على ازدواجية معايير المؤسسات الدولية والدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة التي هبت عن بكرة أبيها للدفاع عن الكيان المحتل يوم 7 أكتوبر ولكن لم يرف لها جفن أمام الجرائم الإنسانية المخالفة لكل مبادئ القانون الدولي الإنساني والتي ارتكبها الكيان المحتل والذي وصف قادته الشعب الفلسطيني بأنهم حيوانات لا يستحقون الحياة.
 
 لقد تحدثت جلالتها بطريقة لا شك لا تعجب الكيان المحتل، ولكنها تحدثت بلسان وضمير كل أردني وعربي وإنسان هاله ما قامت به إسرائيل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وأكدت جلالتها أن السكوت على هذه الجرائم هو وصمة عار على جبين كل من يسكت على هذا الدم المراق ويشكل صدمة لكل إنسان حر بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي، وفندت جلالتها كل الطروحات الصهيونية التي ادعت أن كل ما يقوم به الكيان المحتل هو دفاع مشروع عن النفس.
   
 إن الحكمة والرصانة التي تحدثت بها جلالة الملكة تجعل كل أردني يفتخر بقيادة هذا البلد ابتداء من جلالة الملك الذي نذر كل وقته وجهده وزيارته وتصريحاته ومقابلاته مع كل زعماء الدول المؤثرة لوقف نزيف الدم الفلسطيني ورفض الجرائم الإسرائيلية، ثم جلالة الملكة التي انطلقت من نفس المشكاة التي قلبها على الأردن وفلسطين وكل قضايا الأمة، مستمدة هذه العزيمة من جلالة الملك، وسخرت كل بلاغتها ومنطقها الرفيع في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة وفضح جرائم المحتل 
       

ختاما لا نملك أن نقول إلا شكرا جلالة الملكة وحفظ الله الأردن بقيادة صاحب الجلالة عرينا منيعا، وأعان الشعب الفلسطيني على الوصول لحقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف