المرحلة القادمة ودور الشباب المهم في الأحزاب والانتخابات

بقلم الدكتور سيف تركي أخوارشيدة 

أثبتت التشريعات والقوانين التي جاءت ضمن منظومة التحديث السياسي مؤخراً، تأكيدها في تعزيز وتأسيس دور الشباب في الحياة السياسية والحزبية للمرحلة القادمة وذلك ونحن نطرق أبواب الانتخابات النيابية التي تم تحديد موعدها في شهر أيلول المقبل.

وواجب كبير علينا كمواطنين  أن نشجع العمل الحزبي والسياسي في هذه المرحلة المهمة والذي يُعد واجبا وطنيا لكل من يرتبط بثرى هذا الوطن العزيز، والعمل على اختيار المترشحين خلال الانتخابات المقبلة على أسس برامجية وحزبية، والتأكيد على أهمية دور الشباب في الانخراط في الحياة السياسية والعمل الحزبي، وذلك تحقيقاً للرؤى الملكية السامية، ولصنع مستقبل سياسي يليق بالتطلعات في تقدم الأردن وتطوره والسير بخطى ثابتة نحو ازدهاره ونمائه مما ينعكس على تحسين أوضاعه في كافة قطاعاته التجارية والصناعية والخدمات المقدمة لكافة الأردنيين بعمل نوعيّ مختلف ومتميز جدير بمستقبل شباب الأردن.

الأردن يعوّل على الشباب الكثير من المهام في صنع مستقبلهم وبأن يكون لهم مشاركة فاعلة في الحياة السياسية القادمة عن طريق إبراز طاقاتهم وتجنيدها من خلال النشاطات الحزبية ليتم تأهيلهم وتمكينهم سياسياً خلال المرحلة المقبلة باستراتيجية صلبة تصبّ في الدور الأمثل لهم في الحياة الحزبية، وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لانخراطهم في العمل السياسي والحزبي والعمل العام بشكل بنّاء وإيجابيّ، وإقناعهم بربط مشكلاتهم الاقتصادية ومعاناتهم من البطالة بسبب غيابهم عن التواجد في مؤسسات القرار، والتأكيد على أنه كلما كان هناك مشاركة حزبية أفضل وأكبر ونوعية من الشباب ممن يصلون إلى الحكومة وإلى مراكز القرار والبرلمان، كلما ساهم ذلك في وضع الحلول  لأكبر المشاكل والأزمات والمعضلات لهم.

ولا بد من أن نسلط الضوء على أن مشاركة الشباب الفاعلة في الحياة السياسية وإقبالهم على الانضمام للأحزاب السياسية يعني أن تصبح لدينا أحزاب صلبة وقوية لديها برامج تتعلق بكافة القطاعات وتتعمق بمجالات الحياة كافة، وبذلك ستصبح العملية الانتخابية هي عملية تنافس بين البرامج المقنعة أكثر والتي تضع حلولاً واقعية أفضل والا يكون التنافس بين الأشخاص؛ مما يعني الدفع بالبرنامج الاقتصادي الأفضل والذي نال ثقة الأغلبية ليكون البرنامج الذي تنفذه وتطبقه الحكومة.

الشباب الأردني يتميز بفطرتهم وبحكم خصائصهم النمائية بأنهم أكثر فئات المجتمع تقبلا للتغيير والتطوير وأنهم المفكرين خارج الصندوق، وهم أيضا الغالبية من المجتمع الأردني بحيث تصل نسبتهم إلى ما يقارب 65% من المجتمع وبالتالي فإن الدور المطلوب منهم كبير، لأهميته وفاعليته في صنع أردننا الجديد والمتطور، وبذلك يكون تعزيز دور الشباب في مواقع صنع القرار وتوسيع مشاركة الشباب في العمل السياسي، وتمكينهم ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وتفعيل دورهم في المجتمعات المحلية، أمر واجب إن أردنا التغيير والنهوض بالوطن كما أراده جلالة الملك عبدالله الثاني واميرنا ولي العهد الشاب الحسين بن عبدالله الثاني وحرصهما على أهمية دور الشباب في السموّ بالوطن ونمائه سياسياً واجتماعياً واقتصادياّ وتحسين معيشة الأردنيين والحد من أرقام البطالة بأقصى جهد يصلون إليه.