الجازي: الأردن مستمر بحماية المقدسات بإطار الوصاية الهاشمية

مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، شارك وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء الدكتور إبراهيم الجازي، أمس السبت، في افتتاح أعمال القمة الخامسة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في بانجول عاصمة جمهورية غامبيا.

وألقى الجازي خلال القمة كلمة الأردن، حيث نقل تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني، والشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة / الرئيس السابق للقمة على الجهود التي بذلت خلال ترؤسه أعمال القمة الإسلامية في دورتها الرابعة عشرة.

كما قدم الشكر إلى الرئيس الغامبي أداما بارو ولجمهورية غامبيا على الجهود المبذولة لاستضافة الدورة الخامسة عشرة، متمنيا لها التوفيق في ترؤس القمة، والتطلع للعمل معا لخدمة أهداف المنظمة وإنجاح أعمال الدورة الحالية.

وأكد الجازي أهمية انعقاد أعمال القمة تحت عنوان «تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية المستدامة»، إلا أنه لا يمكن الحديث عن التنمية المستدامة في منطقتنا «دون التضامن لوقف الحرب المستعرة والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني» لافتا إلى ضرورة تعزيز العمل لتدارك الكارثة الإنسانية في غزة، والحوار لوضع منطقتنا كلها على طريق السلام العادل والشامل.

وقال إن اجتماعنا هذا هو برهان على استمرار المنظمة بمواصلة الجهود الحثيثة لوقف العدوان الإسرائيلي، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة متابعة نتائج القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي عقدت في الرياض في تشرين الثاني من العام الماضي 2023، وفي مقدمتها تقدير الجهود التي تقوم بها اللجنة الوزارية المكلفة من القمة بهدف الوصول إلى وقف فوري ودائم للحرب على قطاع غزة، وحماية المدنيين، ومنع التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى جميع أنحاء القطاع.

وجدد الجازي التأكيد على موقف المملكة الأردنية الهاشمية الداعي إلى ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته من خلال رفض كل أشكال الازدواجية والانتقائية في تطبيق المعايير القانونية والأخلاقية الدولية وحماية الشعب الفلسطيني من الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضده في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس.

كما جدد التحذير من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح، سيؤدي إلى كارثة إنسانية تزيد من تعقيدات المشهد، مؤكدا أن الوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لأكثر من مليون نازح، تم تهجيرهم إلى رفح منذ بداية الحرب.

وقال الجازي ،إن قتل الأطفال والنساء يجب أن يتوقف، وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل يجب أن تتوقف، وتحصين إسرائيل من القانون الدولي يجب أن ينتهي، ولا بد من ضمان حماية المدنيين واحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني .

وأكد أن الأردن يركز جهوده من أجل حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، للحفاظ على هويتها بمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية اليومية إزاء المقدسات، مؤكدا الاستمرار في بذل تلك الجهود في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية عليها التي يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.

كما أكد رفض إجراءات إسرائيل وانتهاكاتها المستمرة في القدس الشريف والتي تؤثر على حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين، ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية، وإدانة اقتحامات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، والانتهاكات التي يقترفها المستوطنون وإرهابهم في ترويع المدنيين في الضفة الغربية وقراها.

وأضاف الجازي ، على المجتمع الدولي العمل تجاه ضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وبشكل كاف ومستدام للأشقاء الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة، وضرورة التزام إسرائيل بالسماح بدخول تلك المساعدات بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي .

وجدد التأكيد على أن الأردن سيواصل القيام بواجبه بإرسال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة، مشيرا إلى جهود المستشفيين الميدانيين الأردنيين اللذين يقدمان الخدمات الطبية الممكنة لأشقائنا في غزة، والمستشفى الميداني في نابلس في الضفة الغربية بالإضافة إلى العيادات الطبية في جنين ورام الله.

وأضاف أن الأردن يبذل جهودا من أجل إيصال المساعدات إلى أهالي القطاع بكل الطرق، ومنها عمليات الانزال الجوي، لتأمين تقديم مساعدات إغاثية طبية وغذائية للشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، مشيرا إلى الاجتماع الذي عقده جلالة الملك عبدالله الثاني بمشاركة ممثلي الدول ومسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية العاملة في غزة بتاريخ 30/ 11/ 2023 بهدف تنسيق الاستجابة الإنسانية في غزة.

وقال الجازي إن الأردن يؤكد على أهمية احترام ولاية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا، التي تقوم ومنذ اندلاع هذه الحرب، بالإضافة إلى أعمالها، بدور لا يمكن الاستغناء عنه في إيصال المساعدات لأكثر من مليوني فلسطيني، يواجهون كارثة إنسانية نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة، داعيا المجتمع الدولي إلى ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم اللازم للوكالة لتمكينها من القيام بدورها وتطبيق ولايتها ضمن تكليفها الأممي.

كما أشار إلى أن الأردن يحث الدول التي أعلنت تعليق دعمها للعودة عن قرارها لضمان استمرار الوكالة بتقديم خدماتها الحيوية، التي تمثل شريان الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، والذي أكده تقرير لجنة المراجعة المستقلة حول الأونروا الذي أصدرته السيدة كولونا.

وختم الجازي كلمته بالقول إن منطقتنا اليوم تدفع ثمن غياب الحل السياسي للاحتلال، مؤكدا ضرورة إيجاد رؤية شمولية للأمن الإقليمي مبنية على أساس حل القضية الفلسطينية من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، «فلا أمن ولا سلام ولا استقرار إلا بإنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967م».