صحيفة عبرية: خلاف "خطير" بين نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت” العبرية، أمس الخميس، عن خلاف "خطير” بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورؤساء الأجهزة الأمنية حول مسار الحرب في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن النخبة الأمنية ترى أن نتنياهو، "يعرض مكتسبات الحرب للخطر ويحدث ضررا استراتيجيا، عندما لا يكون حاسما في 5 قضايا رئيسية”.
وذكرت أن القضايا هي "صفقة الرهائن، ومسألة اليوم التالي للحرب، والعملية العسكرية في رفح، وحرب الاستنزاف في الشمال (في إشارة للمواجهات مع حزب الله)، وميزانية الدفاع المخصصة لحرب غزة”.
وأشارت إلى أنه "ظهر في الأسابيع الأخيرة، خلاف متزايد بين كبار أعضاء المؤسسة الأمنية، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ونتنياهو”.
وأوردت الصحيفة أن السياسيين في تل أبيب يطالبون نتنياهو، باتخاذ قرار بشأن 5 قضايا إستراتيجية يقولون إنها "ضرورية لإنهاء حرب في الساحة الجنوبية والشمالية”.
وبيّنت أن السياسيين يعتبرون نتنياهو، "غير قادر على اتخاذ قرارات” بشأن هذه القضايا.
وأضافت: "كل هذه القضايا مترابطة، وبحسب مصادر بارزة في جهاز الأمن، فإن نتنياهو امتنع عن اتخاذ قرار في هذا الشأن، وبالتالي منع الجيش الإسرائيلي من التصرف بطريقة من شأنها دفع تحقيق أهداف الحرب”.
وتابعت الصحيفة: ” يطلب الجيش من رئيس الوزراء والمجلس الوزاري السياسي الأمني الموسع اتخاذ قرارات واضحة بشأن هذه القضايا الخمسة” على رأسها قضية المحتجزين في قطاع غزة.
وأردف: "أولا في موضوع المختطفين (الأسرى في غزة) هناك رغبة لاتخاذ قرار بشأن وقف الحرب إلى أجل غير معلوم، للسماح بصفقة شاملة على عدة مراحل أو في مرحلة واحدة”.
أما المسألة الاستراتيجية الثانية فتتعلق بما يعرف بـ "اليوم التالي”.
– البحث عن بديل لحماس في غزة
وفي هذا الشأن، قالت "يديعوت أحرونوت” إن الجيش الإسرائيلي "يزعم أن تردد نتنياهو، وخاصة عدم التحرك السياسي لتشكيل حكومة مدنية بديلة، يدفع حماس إلى العودة وتثبيت نفسها في المناطق التي تم "تطهيرها بالفعل”.
واستدركت: "يزعم الجيش الإسرائيلي أنه لا معنى للدخول إلى رفح دون حكومة مدنية بديلة لحماس، لأنه بمجرد خروج الجيش من المنطقة، ستعود المنظمة للسيطرة على المنطقة الحدودية مع مصر”.
وذكرت أن المسألة الثالثة هي العملية العسكرية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة والمكتظة بالنازحين.
وبيّنت قائلة: "يزعم الجيش الإسرائيلي أنه أعد منذ أشهر خطة قابلة للتنفيذ لإجلاء ما يقرب من مليون نازح في المدينة، ومن ثم المناورة العسكرية داخلها ومحيطها على مراحل من أجل تفكيك كتائب لواء رفح الثلاثة”.
وتحدثت عن اتخاذ رئيس الأركان عدة مرات (قرارات) بشأن الخطط المرتبطة بدخول رفح، سواء لإجلاء النازحين أو للعملية العسكرية.
لكنها أوردت أن نتنياهو "لا يفعل ذلك” تحت ضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن.
– المواجهات مع "حزب الله”
وفي سياق متصل، لفتت الصحيفة إلى أن المسألة الرابعة في حزمة القضايا الاستراتيجية المختلف عليها بين الساسة الإسرائيليين هي "وقف الصراع في الشمال” أي مع لبنان.
وقالت: "تزعم المؤسسة الأمنية أن استمرار تطبيع حرب الاستنزاف قد يصبح روتينا، ولن يتمكن سكان الجليل من العودة إلى منازلهم قبل عام أو أكثر”.
وأشارت إلى أن المسألة الخامسة هي "ميزانية الدفاع” التي يغيب الوضوح بشأنها.
واعتبرت الصحيفة هذه المسألة "ذات أهمية خاصة فيما يتعلق بالتحضير لمواجهة محتملة مع إيران”.
وقالت إن كل هذه القرارات الاستراتيجية الحاسمة مرتبطة ببعضها البعض وتعتمد على بعضها البعض، وبالتالي فإن المؤسسة الأمنية بأكملها، بقيادة الوزير غالانت، ورئيس الأركان هاليفي، وربما أيضا رئيس جهاز الأمن العام الشاباك رونين بار، ورئيس الموساد دافيد برنياع، تطالب نتنياهو، باتخاذ هذه القرارات.
وفي السياق، نقلت "يديعوت أحرونوت” عن مصدرين رفيعين قولهما "إنه إذا لم يتخذ رئيس الوزراء والحكومة الموسعة قرارا، فقد يتخذ قادة الجيش وغالانت خطوات تم تجنبها حتى الآن”.
وتابعت: "بحسب المصادر نفسها، فإن العديد من كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي قد يعلنون خلال أشهر قليلة قرارهم بالتقاعد بسبب دورهم في إخفاقات 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي (يوم هجوم حماس على مستوطنات وبلدات في غلاف قطاع غزة)، وهذه الحقيقة تسهل عليهم توضيح موقفهم لنتنياهو”.
وأردفت الصحيفة: "وفقا لهم، فإنهم يريدون إنهاء الحرب من خلال هزيمة حماس وإزالة حزب الله من الحدود الشمالية من أجل إصلاح الضرر الاستراتيجي الذي لحق بدولة إسرائيل” في 7 أكتوبر.
واعتبرت أن تردد نتنياهو، "يزيد من ضرر الردع، ولا يتيح تحقيق النتائج المطلوبة للحرب”.
وشددت الصحيفة على أنه "لا جدوى من الاستمرار في التعثر”.
ومساء الأربعاء، اعتبر الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيؤرا آيلاند، أن الولايات المتحدة التي كانت تتوقع انتهاء الحرب على غزة في أشهر قليلة "سئمت” من استمرارها وتريد انتهائها.
وقال في حديث لإذاعة إسرائيلية: "الأهم بالنسبة للولايات المتحدة هو إنهاء الحرب. لقد توقعوا أن الحرب ستنتهي في غضون أشهر قليلة، لقد سئموا”.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
وكالات