رامي الخياط يكتب: البحث عن فضيحة

رامي الخياط 

كنت اعتبره مجرد فيلم مصري انتج سنة 1973 وانه من بطولة عادل امام وسمير صبري !!!!!!!!.         

حتى اكتشفت أن حقوق التأليف و الانتاج والإخراج الحقيقية لهذا الفيلم هي أردنية بحتة، وأننا  نسعى (ولو عن حسن نية) إلى البحث حقاً وحقيقة عن …… فضيحة لوطننا  !!!!

نحن في الأردن .. صرنا منبعاً للخبراء في كل شيء… وشطح فينا الأمر حتى صرنا خبراء في تقبيح صورة بلدنا في كل شيء.. وعن كل شيء.  … وصرنا نتسابق في تسويق … التسويف !!!

أطالع صحافتنا … فأجد أن المحررين قد أفلسوا من نقل الأخبار او التحليل او التقارير الاقتصادية الغنية الايجابية … وصاروا خبراء في انتاج الفراغ !!!!!!

في الصفحات الأولى للصحف او المواقع الالكترونىة وخصوصاً الاقتصادية نجد على صدر الصفحةالاولى أخبار …

"هروب مستثمر نصب على بنكين اردنيين …."
"مستثمر أردني ينصب على مستثمرين عرب ب …"
"القبض على رجل أعمال قام بالاحتيال على شركات مساهمة عامة …"
"الفساد تحيل مدير في وزارة… قام بتزوير سندات تسجيل أراضي …."
"القبض على أمين صندوق زكاة إختلس عشرة آلاف دينار من أحد المساجد …"

أما تلفزيوننا الرسمي … التلفزيون الأردني .. فيبث على فضائيته التي يشاهدها العالم برنامج لكوادر وزارة الصحة و مؤسسة الغذاء والدواء وهم يغلقون مطاعم و شركات لضبط مواد غدائية فاسدة أو منتهية الصلاحية أطعمة ، وعلى شريط الاخبار ، نبأ سجن معلم اختلس ألفي دينار من مدرسته، وقد يأتيك على حين غرة خبر "عاجل" على نبض من أحد الفضائيات او المواقع خبر اقل ما يقال عنه انه تافه عن ضبط عشرة كيلو من اللحم الفاسد في احد المطاعم    !!!!

وغيره ..، وغيره … وغيره الكثير    !!!!!!!!

يا عالم … نحن جميعاً ضد الفساد ومع مكافحة الفساد ومع الضرب بيد من حديد على كل فاسد و مزور وسارق ومارق ومرتشي 

وكل ما يجري عندنا … يجري في كل دول العالم منذ مئات السنين وسيظل ممتداً إلى مئات السنين …

حاسبوهم … اضبطوهم… اسجنوهم … ولكن استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان …

اظهروا الجميل من بلدكم وفيه الكثير من الجمال ..

إبحثوا عن الايجابية و النجاح و الجمال وانشروه …

عشت في اكثر من بلد في الخليج العربي …
هناك … يعتبرون بلدهم وسمعته ومنظره أمام العالم خطاً أحمر، بل أنه من المحرمات نشر غسيله المتسخ  أو الطعن فيه … أمنياً او اقتصادياً .. وأن نشر أي خبر في هذا الشأن يستوجب العقاب الشديد !

هناك .. كان تحدث كوارث اقتصادية وفساد نحن أمامه أقزام في حجمه وتأثيره … إلا انهم يعلمون و يعملون على كل ما يسيء لسمعة وطنهم محرم حتى ولو حصل … يعاقبون المسيء وبقسوة، ولكنهم لا يفضحون بلدهم  ولا يبالغون في إشاعة السلبية حتى لا (يطفش) الناس والمستثمرون منهم ….

الاقتصاد أمنٌ قوميْ … لا يختلف العبث به عن بث أخبار عسكرية أو سياسية تسيء لسمعة الوطن .. ونحن في المقابل أستاذةٌ في فضح الوطن واختراق أمنه الاقتصادي  ..

إنني أدعو من هنا كافة الجهات الرسمية و الأمنية و التشريعية والتنفيذية الى اصدار قانون رسمي يمنع نشر او بث أي خبر في أي وسيلة إعلامية يسيء إلى الاقتصاد و يشيع السلبية .. 

ما هكذا تورد الأبل يا من تحبون وطنكم ..  وإن ظهر من يقول ان في بث هذه الاخبار ردعٌ لكل من تسول له نفسه ان يرتشي او يسرق او يغش… فأقول الله … من يسرق اًو يمارس الفساد فليسجن أو فليعدم ولن أبالي … وليكن عبرة لمن إعتبر … ولكن لا تشوهوا صورة بلدنا وتطعنوا اقتصادنا المتعب أصلاً في كل صغيرة وكبيرة وتعملوا من "الحبة" .. "قبة" فيزيد البؤس و تتفاقم السلبية ويهرب المستثمرون العرب و قبلهم أبناء البلد من باب أن الاقتصاد خربان والبلد كلها فاسدة، والناس كلها حرامية … 

اليوم وأنا أقرأ هذا المشهد ، أتذكر ما قاله لي يوماً الكاتب الراحل طارق مصاروة عن مقولة للحسين بن طلال رحمه الله اذ قال له في احد لقاءاته … 

"للديموقراطية …. أنياب و مخالب" …!!!!!!!!!!!!!!!$

فأرحموا وطنكم … يرحمكم الله !

وكفى !!!!!!

رامي زياد الخياط 
rami.khayyat@yahoo.com