الفايز: قبل 7 أكتوبر كانت القضية الفلسطينية على " الرف"

قال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز  ان موقف  الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه القضية الفلسطينية ورفض العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، موقف مشرف ، وأنا كأردني أرفع رأسي دائما بهذا الموقف   .

وفي تصريحات صحفيه لشبكة تلفزيون  "  تي ار تي  " التركية ،  اكد  الفايز  ان الخطاب السياسي والاعلامي والدبلوماسي  الأردني ومنذ بداية العدوان الاسرائيلي على القطاع ، كان خطابا قويا وواضحا وصريحا  في رفض  العدوان الغاشم ، وقد وجه هذا الخطاب بقوة  للولايات المتحدة الأمريكية ،  ودول الاتحاد الأوروبي ، وكافة  الدول الداعمة لإسرائيل .

وبين  رئيس مجلس الاعيان ، ان جلالة الملك عبدالله الثاني وفي رفضه العدوان الاسرائيلي ومساعي جلالته  المتواصلة لوقفه ، فقد قام جلالته بزيارات اقليمية وعربية ودولية  ، حيث  زار  جلالته معظم دول الإقليم والاتحاد الأوروبي  والولايات المتحدة الأمريكية ، شرح جلالته خلالها  ابعاد هذا العدوان وتداعياته على المنطقة والعالم .

وقال انه وبسبب الاحترام والتقدير الذي يحظى به جلالة الملك على المستوى الدولي ، فقد استمع قادة هذه الدول وساستها  لرؤية ومواقف  جلالة الملك من العدوان  ، ونتج  عن هذه الزيارات واللقاءات تغييرا واضحا تجاه القضية الفلسطينية ، واثمرت  في تغيير النهج الذي كان يسير عليه الغرب في دعم إسرائيل .

وقال انه وقبل السابع من أكتوبر كانت القضية الفلسطينية موضوعة على " الرف" ، لكن الآن وبعد جهود جلالة الملك اصبح هناك تغييرا في النهج السياسي ، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ، باعتبار هذه الدول هي المؤثرة وهي الداعمة الرئيسية لإسرائيل ، حيث اصبحت  تدعو إلى حل الدولتين .

واشار الفايز الى ان جلالة  الملك كان دائما ينبه إلى أنه لن يكون هناك سلاما في المنطقة والعالم ، إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام  ، 1967وحل  الدولتين  ، وانه بغير  ذلك لن ينعم الإسرائيليين  بالسلام .
واكد الفايز  ان جلالة  الملك ومنذ  تسلم سلطاته الدستورية  ، كان  وما زال يتحدث بنفس هذا المنطق الذي يؤكد فيه ، أنه لا يمكن لاسرائيل  ان  تعيش بسلام  الا باعطاء  الفلسطينيين حقوقهم السياسية ، لكن للاسف اسرائيل وقادتها  لا يريدون السلام ولا يريدون حل الدولتين.
واشار رئيس مجلس الاعيان في تصريحاته  الصحفية ، الى ان جلالة الملك عندما رفض نتنياهو   حل الدولتين واصر على الدولة اليهودية  الواحدة وجه له رسالة قوية قال فيها  ، نحن نقبل بالدولة الواحدة، لكن بشرط أن يمنح  الفلسطينيين داخل حدود فلسطين التاريخية حقوقهم السياسية  ، مشيرا  الفايز الى انه يوجد  الان داخل حدود فلسطين التاريخية سبعة ملايين ونصف المليون إسرائيلي ، وسبعة ملايين  فلسطيني  تقريبا .
واضاف الفايز  " اذا  اسرائيل  لا تريد حل الدولتين ولا تريد  منح الفلسطينيين حقوقهم السياسية ، إذن سيكون هناك نظام عنصري في اسرائيل كما هو  الان ، وانه  بالمستقبل  وفي ظل استمرار  القمع الاسرائيلي  وضم  الأراضي الفلسطينية لاسرائيل ، فأنني ارى ان حل الدولتين  هو  الافضل للجميع " . 
واكد ان جلالة الملك في اطار جهودة لحل القضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة   فقد طالب بعقد مؤتمر دولي ،  يفضي الى  قرارات دولية تكون ملزمة لاسرائيل وتمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه .
وبخصوص ما يجري  في الضفة الغربية ، اكد  الفايز على وجوب وجود قوات دولية لحفظ سلامة الشعب الفلسطيني في الضفة ، مبينا ان ما يجري الآن بالضفة  وغزه يدمي القلب .

واشار  الفايز الى انه وفي خطابه في اسطنبول يوم الجمعة الماضية خلال المؤتمر  الخامس لرابطة برلمانيون لاجل القدس ، قد وصف  اسرائيل بالدولة  المارقة ، وقال ان الدولة  المارقة هي  التي لا تحترم القوانين الدولية  ، ولا تحترم حقوق الإنسان ، مشيرا الى ان هذا  المصطلح استعمله الأمريكان ضد بعض الدول منذ عام 1985 ، التي كانت  تعتبر دول مارقه وفق الرؤية الامريكية .
وقال ان هذا الوصف ينطبق على دولة الاحتلال الآن ، فهي لا تحترم قرار قرارات الشرعية الدولية او قرارات محكمة العدل الدولية ، وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وسجلها في موضوع حقوق الإنسان معروف ، مطالبا بضرورة ان يكون هناك موقفا عربيا يشدد على ان اسرائيل دولة مارقة ، ويؤكد على ضرورة ان تلتزم اسرائيل  بالقرارات الدولية لحل القضية الفلسطينية .
وحول تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل ، بأن هناك دولا أوروبية في طريقها إلى الاعتراف بدولة فلسطينية في نهاية ايار ( مايو )  القادم ، قال الفايز ان هذا التصريح هو بداية الاعتراف بالدولة الفلسطينية واعطاءها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ، وهذا هو المطروح الان ، لكن  يجب أن يكون هناك خطوات لفرض الحلول على  حكومة نتنياهو ، أو اي حكومة  اسرائيلية .
واضاف " إذا نظرنا إلى الحكومات  الاسرائيلية المتعاقبة منذ عهد اسحاق رابين الذي  وقع اتفاقية أوسلو ، وكان الهدف منها اقامة السلام والدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام 1967 ، لكن تم اغتياله من قبل المتطرفين اليهود والصهاينة ، وبعد رابين فان الحكومات  المتعاقبة التي حكمت إسرائيل ، لم تفعل شيئا في سبيل السلام وإقامة الدولة الفلسطينية ، بل بالعكس زاد الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية ،  وزاد العدوان على  الشعب الفلسطيني .
وبين الفايز ان رئيس وزراء اسرائيل الاسبق  اولمرت ، الذي يدعو الان الى  حل الدولتين ، فأنه عندما كان رئيسا للوزراء  لم يبذل جهدا من اجل  السلام والقبول  بالدولة الفلسطينية  .
واضاف " للأسف الآن يوجد سبعمائة وخمسين ألف مستوطنا يهوديا في الضفة الغربية ، وهناك يوميا مداهمات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ، وهناك قتل وتدمير  ممنهج ، وهذا العدوان وهذه الممارسات الوحشية ، لا  توجد  دولة في العالم استعملت هذا الأسلوب الهمجي إلا دولة الاحتلال الاسرائيلي  "  وللأسف ايضا فان  العالم الغربي عندما يدين هذه الاجرام الاسرائيلي لا يدين بقوة ، فصناع القرار في الغرب  على الدوام  داعمين لإسرائيل ، مبينا انه  بالرغم من كل ما يجري الان ضد الشعب الفلسطيني ، لا توجد ردود عمليه ضد اسرائيل .
وقال " عندما قامت إيران بهجومها على إسرائيل ، طالبت الدول الغربية بفرض عقوبات عليها ، وأولهم طبعا المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية الخارجية ، فلماذا لا تفرض عقوبات على إسرائيل مثلا ؟ فبعض العقوبات على  بعض المستوطنين لا تكفي " مشيرا الفايز الى انه وخلال زياراته الرسمية للبرلمانات  الأوروبية ، عندما يكون الحديث حول ضرورة فرض عقوبات على اسرائيل  دائما  يرفضون ، ويكون هناك خط احمر  بخصوص  فرض عقوبات عليها .
واضاف الفايز " انه ورغم ذلك ، فان الغرب  اليوم وبعد العدوان على قطاع غزه ، اصبح  يفرق ما بين  حكومة نتنياهو  وأمن إسرائيل ،  فأمن إسرائيل اولوية ، مبينا انه عندما وقع الهجوم الايراني على اسرائيل وجدنا الحكومات الغربية مؤيدة بالمطلق لأمن إسرائيل . 
وبخصوص المؤتمر الخامس لرابطة برلمانيون لاجل القدس  ، الذي عقد في اسطنبول الجمعة الماضية لدعم القضية الفلسطينية ، والتاكيد على وقف العدوان الاسرائيلي قال الفايز ، ان هدف المؤتمر كان دعم صمود الشعب الفلسطيني ووقف اطلاق  النار ، وإيجاد حل مستقبلي للقضية الفلسطينية ، والتاكيد على ضرورة ان يكون هناك أفقا سياسيا للحل     .
وقال  انه وبالنظر إلى الجهود التي تبذل الآن من خلال المواقف في المؤتمرات العربية والإسلامية ، فانه كافتها للأسف بيانات  " ندين ونشجب ونطالب وندعو  " فلا  يوجد هناك موقفا عربيا وإسلاميا موحدا ، مشيرا بذات الوقت الى انه  مع عقد هذه المؤتمرات ،وقال هل يمكن لهذا المؤتمرات  أن يكون لها دور في وقف إطلاق النار ؟ أو حل القضية الفلسطينية مستقبلا ؟ مبينا ان باعنقاده لن يكون لها  دور ، في غياب أي دور أو موقفا عربيا وإسلاميا موحدا ، لهذا يجب أن نكون كأمة  عربية واسلامية على قلب رجل واحد ، وأن نستعمل الأساليب الدبلوماسية للضغط على الدول المؤثرة لوقف العدوان الاسرائيلي .
واضاف "  إذا نظرنا اليوم الى  الدولة الأكثر تأثيرا على إسرائيل ، نجدها  الولايات المتحدة الأمريكية التي بيدها الحل وأوراق الحل ، مشيرا ايضا الى ان دول الاتحاد الأوروبي لها دور ، ولكن دورها لا يأتي بنفس أهمية الولايات المتحدة الأمريكية .

وقال الفايز علينا استثمار مصالح الغرب والولايات المتحدة الامريكية مع دولنا العربية والاسلامية ، مبينا ان هذه الدول لها  مصالح اقصادية مع دولنا بمئات المليارات من الدولارات  ، ولهذا علينا استغلالها لقضايانا والتلويح والتلميح باعادة النظر بهذه المصالح  ، لتحقيق مطالبنا العادلة واقامة الدولة الفلسطينية .
وقال انني هنا  لا   أدعو  إلى قطع العلاقات الاقتصادية مع هذه الدول ، باعتبار ذلك مهم بالنسبة للعالم العربي والإسلامي ، لكن علينا التلويح والتلميح بإعادة النظر في هذه العلاقات  ، مشيرا  بذات الوقت الى انه ، إذا لم يتم الضغط من قبل الولايات المتحدة الامريكية على دولة الاحتلال ، لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية  .
وبين الفايز  ان الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ، حافظت عليها وعلى عروبتها ، وعملت على اعمارها ومنع تهويدها ، رغم المحاولات الاسرائيلية  المستمرة لتهويدها ، فالاردن بقيادة جلالة الملك  يقف بالمرصاد لكافة المحاولات الاسرائيلية ، ويستخدم الاردن ادواته  الدبلوماسية للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والدول المناصرة لإسرائيل لوقف محاولات التهويد ،  فالقدس  أهم عاصمة لكل مسلم وعربي ، وهي في قلوبنا  ونفديها بأرواحنا .
////