نصف نهائي ناري بنكهة إنجليزية بين بايرن ميونيخ وريال مدريد
يأمل بايرن ميونيخ إنقاذ ما تبقى من موسمه، عندما يستضيف مساء اليوم منافسه ريال مدريد على ملعب "أليانز أرينا"، في ذهاب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وبعدما تنازل عن لقب الدوري الألماني لصالح البطل الجديد باير ليفركوزن، وخرج في وقت مبكر من مسابقة كأس ألمانيا، يعتبر دوري الأبطال الفرصة الوحيدة لبايرن في الوقوف على منصة التتويج هذا الموسم، بقيادة مدربه توماس توخيل، الذي سيرحن عن الفريق في نهاية الموسم.
واستهل توخيل المؤتمر الصحفي الخاص باللقاء أمس الاثنين، بالحديث عن إصابات الفريق قائلا: "لا أعرف بنسبة
100 % الوضع الحالي، يتم فحص كونراد لايمر وماتياس دي ليخت ودايو أوباميكانو الآن، ونحتاج لمعرفة حالة جمال موسيالا وليروي ساني، سنرى كيف سيسير التدريب اليوم، كوني سيحاول التواجد، ربما الوقت مبكرا بالنسبة لماتياس وأوبا، ستكون هناك قرارات في الدقائق الأخيرة".
وتطرق توخيل للحديث عن كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، وقال: "ما قدمه كارلو لكرة القدم سواء كلاعب أو كمدرب هائل للغاية، ومع ذلك ما يزال مهذبا وهذا أمر استئنائي، هو على مقربة من لقب آخر في الدوري ويتواجد في نصف نهائي دوري الأبطال".
وأضاف: "كارلو يمنح اللاعبين شعور الأب وهذه أبرز نقاط قوته، من المهم أن يقوم كل شخص بعمله ويلتزم به، سنجد بدورنا المزيج الجيد بين الانضباط والحرية، علينا استغلال لحظاتنا فنحن نملك الخبرة أيضا، هذه المباراة ستمثل مزيجا جيدا بين الإثارة والتوتر".
وعلق على مواجهة ريال مدريد بالقول: "أمام ريال أنت تنافس ضد الأسطورة والقميص، الكل يتطلع لخوض مباراة رائعة، بالطبع نحتاح إلى الخطط ولكن لبعض الحظ أيضا، علينا إيجاد التوازن والحلول، واللاعبون بحاجة إلى الحرية".
وأشاد توخيل بنجم الفريق الإسباني، الدولي الإنجليزي بيلينجهام، مضيفا: "هو لاعب استثنائي وتطور بشكل هائل، ولا يمكن القيام بذلك إلا بالتمتع بشخصية كبيرة، كل من يلعب في ريال يعاني من ضغط القميص، ولكنه نجح في التعامل مع ذلك وتحول إلى لاعب محوري، سنحاول إيجاد الحلول".
وعن كون المواجهة بين الفريقين هي الأكبر في أوروبا، أوضح توخيل: "بالطبع هي مباراة كبيرة للغاية نتطلع إليها جميعا، تستحق التواجد في نصف النهائي وبها الكثير من الإثارة".
وبالنظر إلى خبرته السابقة في مواجهة ريال، قال المدرب الألماني: "سبق وأن واجهت ريال مرتين من قبل رفقة تشيلسي وأيضا رفقة باريس سان جيرمان ودورتموند، الفارق الأكبر عن آخر مواجهة مع تشيلسي هو رحيل (كريم) بنزيما، كان هو النقطة المحورية حينها، بعدها عدل ريال من أسلوبه عبر جود بيلينجهام".
أما عن تمسكه بتصريحه بأن سيرجي جنابري سيسجل اليوم فقال: "سيحدث ذلك، لا أعرف لماذا، ولكن سيحدث".
وعلق توخيل على الثنائي البرازيلي فينيسيوس ورودريجو قائلا: "هما جيدان ومختلفان، رودريجو يسجل الكثير من الأهداف الحاسمة، وفينيسيوس يتواجد دائما في اليسار للمراوغة ويتميز أيضا بالتسديد، كما يملك رودريجو السرعة ويجيد اللعب كقلب هجوم في بعض الأحيان".
وبالنظر إلى إمكانية إنقاذ الموسم بالفوز بدوري الأبطال، قال توخيل: "نريد الذهاب إلى ويمبلي والفوز هناك، نحن مستعدون ونملك الثقة، كان من المهم الفوز أمام آرسنال، الآن الخطوة التالية هي ريال مدريد".
إلى ذلك، تحمل الموقعة المرتقبة، نكهة إنجليزية بوجود كين وبيلينجهام.
وتأتي المواجهة بين اللاعبين اللذين يخوضان موسمهما الأول في بايرن وريال، قبل أقل من شهرين على خوضهما معا نهائيات كأس أوروبا المقررة في ألمانيا والتي تنطلق من ملعب "أليانز أرينا" بالذات في 14 حزيران (يونيو) حين يفتتح البلد المضيف البطولة ضد اسكتلندا.
بين لاعب خبير يبلغ من العمر 30 عاما وآخر شاب لم يتجاوز العشرين ربيعا، اختبر كين وبيلينجهام مسارين مختلفين خلال مسيرتيهما الكرويتين لكنهما يتشاركان الآن ميزة أنهما الركيزتان الأساسيتان في فريقيهما العملاقين.
وفي مشوار مخيّب تنازل فيه عن لقب الدوري المحلي بعدما احتكره طيلة 11 عاما وقرّر أن يحصل الانفصال عن مدربه توخيل الصيف المقبل، يعتبر كين الشعلة المضيئة الوحيدة لبايرن هذا الموسم.
وفي المقابل وبعد أقل من عام على مغادرته ألمانيا حيث كان يدافع عن ألوان بوروسيا دورتموند، انضم بيلينجهام الى كين في نادي لاعبي النخبة في القارة العجوز والعالم، مسجلا 17 هدفا في 25 مباراة خاضها في الدوري حيث يسير ريال بثبات للفوز باللقب، و21 في 36 مباراة ضمن جميع المسابقات.
وعلى الرغم من مسيرته الفردية الرائعة التي انطلقت من أكاديمية الشباب في توتنهام، انتقل كين إلى بايرن في آب (أغسطس)، تاركا إنجلترا والدوري الممتاز من أجل البحث عن تتويج أول.
وبعدما كان مهمشا إعلاميا لفترة طويلة بألوان توتنهام الذي دافع عن ألوانه طيلة 10 مواسم، أزال كين أي شك بشأن قدراته ومكانته بين النخبة الأوروبية بعد المستوى الرائع الذي قدمه في موسمه الأول مع بايرن.
صحيح أن الخيبة كبيرة بعد التنازل عن لقب الدوري الذي أحرزه باير ليفركوزن لأول مرة في تاريخه، لكن بإمكان كين أن يشعر بالرضى على الصعيد الشخصي إذ أنه يقدم أفضل موسم له على الصعيد التهديفي.
في الجهة المقابلة، كان بيلينجهام مراهقا واعدا حين انتقل إلى بوروسيا دورتموند من نادي مسقط رأسه برمنجهام العام 2020 في صفقة قياسية للاعب يبلغ من العمر 17 عاما (30 مليون يورو).
وبعد ثلاثة أعوام فقط، انتقل الى ريال مدريد من دورتموند مقابل 103 مليون يورو.
صحيح أن مؤهلات وقدرات بيلينجهام كانت جلية عندما غادر ألمانيا، لكن لم يتوقع كثر أن يصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم بهذه السرعة.
قاد بيلينجهام ريال المثقل بالإصابات خلال الأجزاء الصعبة من الموسم وأبقاه في مساره نحو الفوز بلقب الدوري بفضل أهدافه الحاسمة، بينها اثنان في الوقت القاتل من مواجهتي الكلاسيكو ضد برشلونة (2-1 و3-2).
وأمل كاين بعد تسجيله هدفين في الفوز على أينتراخت فرانكفورت 2-1 السبت في الدوري، أن يكون مواطنه الشاب بعيدا عن مستواه في مباراة اليوم، قائلا: "إنه لاعب رائع، قلت ذلك سابقا. قدم موسما رائعا بالتأكيد. لكن من وجهة نظري، أمل أن يكون هادئا (ألا يتألق) في المباراتين المقبلتين".
وحافظ كاين وبيلينجهام "على الاحترافية" ولم يتحدثا قبل مباراة اليوم، لكنهما سيتحدثان "قبل المباراة وبعدها" وفق ما أفاد الأوّل.
ولم يسبق للاعبين أن تواجها في السابق لكنهما لعبا جنبا الى جنب في 22 مباراة، وخسرا أربع منها فقط.
وشكّل الاثنان شراكة على أرض الملعب إذ مرّر بيلينجهام ثلاث كرات حاسمة لكين حتى الآن على مستوى المنتخب.
وعندما أهدر كين ركلة جزاء في أواخر اللقاء الذي خسره الإنجليز أمام فرنسا في ربع نهائي مونديال قطر 2022، كان بيلينجهام أول من يواسي قائد "الأسود الثلاثة".
وأصبح بيلينجهام عن 19 عاما فقط أصغر قائد على الإطلاق في الدوري الألماني عندما حمل شارة القيادة مع دورتموند الموسم الماضي، ومن المتوقع أن يخلف كاين بحمل الشارة مع "الأسود الثلاثة" حين يعتزل هداف توتنهام السابق.
لكن بينما يمثل الاثنان حاضر ومستقبل "الأسود الثلاثة"، فإن واحدا منهما فقط سيصل الى ويمبلي.