"لا تعزية للشيخ هنية" .. عتب "حمساوي" على مسؤولي الأردن ورسائل قاسية

عاتبت قيادات في حركة حماس شخصيات برلمانية وسياسية ووطنية أردنية على هامش لقاءات ومؤتمرات نظمت أخيرا  في مدينة اسطنبول ، السلطات الاردنية بانها لم تتقدم بصفة رسمية ولاحتى بصفة شخصية بالعزاء من قائد الحركة  ورئيسها الشيخ إسماعيل هنية بعد استشهاد ثلاثة من ابنائه و اربعة من احفاده دفعة واحدة.

ويبدو عبر أحاديث جانبية ان بعض القيادات في حركة حماس تساءلت عبر  شخصيات برلمانية أردنية عن الأسباب التي تمنع تقديم العزاء للشيخ إسماعيل هنية ولو من بوابة إنسانية فقط وليس من بوابة سياسية.

 
وكانت مصادر مطلعة قد اشارت الى ان الشيخ هنية لم يتلق اي  اتصال هاتفي من اي شخصية رسمية أردنية أو عاملة في موقعها الوظيفي لاغراض التعزية باستشهاد أولاده واحفاده .

واعتبرت  بعض الأوساط ان عدم التقدم بهذا الواجب الإنساني الطبيعي والاجتماعي على الرغم من وجود اتصالات وعلاقات شخصية سابقة بين الشيخ هنية والعديد من الشخصيات الاردنية  اعتبر بمثابة رسالة قاسية الى حد ما من الجانب الرسمي الاردني ضد حركة حماس.

 ويبدو ان هذه المسالة ارتبطت بسيناريو متكامل تتصور فيه اوساط حركة حماس بان الموقف الرسمي الاردني غادر منطقة عدم القاء التحية على حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية اتجاه التمحور والتخندق سياسيا ضدها ولاسباب  غير مفهومة .
وكانت العديد من الشخصيات الرسمية الاردنية قد وجهت انتقادات علنية لبعض قيادات المقاومة الفلسطينية وحصرا بسبب الدعوات التي تصدر من قادة حماس وتعتبر محرضة بالشارع الاردني. 

 وهي انتقادات نفاها الشيخ إسماعيل هنية بصورة قطعية عندما استقبل قبل يومين في اسطنبول نخبة من الشخصيات البرلمانية والسياسية والوطنية الاردنية  معتبرا ان حركة حماس لا يمكنها والعياذ بالله التفكير باي حال من الاحوال بتحريض داخل الاردن،  بل  اعلنت منابر حركة حماس على ان عقيدة الحركة السياسية تؤشر دائما على ان الامن والاستقرار في الاردن وعدم التدخل بشؤونه الداخلية من القوانين الاساسيه الناظمة لحركة حماس ولفصائل المقاومة .

ونقلت شخصيات برلمانية عن الشيخ هنية اصراره على ان حركة حماس مستعدة  للقتال من اجل سلامة وامن الاردن الداخلي  وان هذه المسالة تعتبر من الخطوط الحمراء بالنسبة للحركة.
 
وتخلل اللقاء المشار اليه  تبادل للملاحظات فيها عتب رقيق وتعبير عن الرغبة الدائمة عند الشيخ هنية ورفاقه  في المكتب السياسي لحماس باقامة اتصالات مع الاردن والبقاء في علاقة ودية وأخوية مع التركيز على ان قيادة الحركة تؤمن بان الاردن يستطيع اتخاذ المواقف التي يراها مناسبة انسجاما مع مصالحه مع الاضافة بان حماس لا تعارض المصالح الاردنية ولا تفكر 
ولم يصدر منها بكل الاحوال اي خطوة يمكن ان يفهم منها انها تتجاوز السلطات الأردنية لا سمح الله .

 وجه إسماعيل هنية على الرغم من عدم التقدم من اي شخصية رسمية اردنية بالعزاء له رسائل رقيقة وفيها قدر كبير من العتب تجاه الحكومة الاردنية والسلطات الرسمية عبر الوفد البرلماني الذي استقبله في اسطنبول .

وتخلل اللقاء استعراض شامل للوضع في قطاع غزة ولظروف واعتبارات المعركة في هذه المرحلة مع رسائل ودية تجاه الاردن وتأكيد على وحدة الحال مع الشعب الاردني والتركيز على اظهار الامتنان الشديد باسم  أهل  قطاع غزة للشعب الاردني الشقيق الذي كان من ابرز الشعوب التي تصدرت في التصدي للعدوان للاسرائيلي الغاشم  وبقيت في حالة استمرار وتكرار عاكسة موقفا نبيلا ومشرفا تقدره قيادة حماس و تجله .

رأي اليوم