جامعات تقلب المشهد وتخربط الأوراق
بقلم نسيم عنيزات
بعدما حولت المسيرات الإيرانية نظرة العالم عن دولة الاحتلال الإسرائيلي واشاحت الانظار عن جرائمها في قطاع غزة.
أعادت الجامعات الأمريكية والأوروبية الانظار من جديد، بعدما حصلت إسرائيل ورئيس حكومتها الدموي على فسحة من الوقت والراحة من الضغط الدولي والرأي العام العالمي الذي وجه انظاره وسهام نقده إلى ايران بعد ان قدمت دولة الاحتلال نفسها بانها ضحية للمرة الثانية ومن حقها الدفاع عن نفسها .
الأمر الذي منح الإدارة الأمريكية متنفسا لتبرير موقفها الداعم لإسرائيل في حربها الهمجية واخذت تتوعد وتهدد فارضة عقوبات اقتصادية على ايران استغلالا للظرف ومحاولة للاستفادة منه للهروب من المأزق الذي وضعت نفسها فيه بدعمها الاعمى واللامحدود لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي تقترف جرائم إبادة جماعية لم يشهد مثلها التاريخ الحديث ضد شعب اعزل ومحاصر، مانعة عنه الهواء والماء والدواء كما دمرت المستشفيات وهدمت البيوت فوق رؤوس ساكنيها وجعلت منها أرضا غير صالحة للحياة.
وها هي اليوم قد اعادت الجامعات المشهد من جديد محرجة الزعماء الامريكان والأوروبيين خاصة مع توسع رقعة الاحتجاجات التي تدحرجت ككرة الثلج لتعم الاعتصامات أعرق الجامعات الأمريكية والاوربية مطالبة بوقف الحرب ومقاطعة إسرائيل ووقف جميع اشكال التعاون والتعامل معها.
وقد اخذت بعض الإدارات الانصياع لمطالب المعتصمين الذين يمثلون دولا واقطارا عدة، بما فيهم اليهود التي أكدت مشاركتهم ان هذه الاحتجاجات ليست معاداة للسامية كما روج لها بعض الساسة الامريكان والاوربيين.
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل عادت المظاهرات الإسرائيلية إلى زخمها وزادت وتيرتها مطالبة بإبرام صفقة تبادل دون إبطاء او تأخير داعية رئيس حكومتها نتن ياهو إلى الاستقالة.
كما لاحظنا تحركا من المحكمة الجنائية الدولية ضد زعماء الحرب في دولة الاحتلال الذي يتوقع أن تصدر قرارا باعتقالهم .
وامام هذا المشهد اصبحت جميع الأوراق التي لعبت عليها إسرائيل محروقة وجميع أهدافها مكشوفة كما ان خططها لم تعد تنطلي على احد.
ولم يعد أمامها اي منفذ او جحر تختبئ فيه خاصة امام الصمود الحمساوي الاسطوري وثبات اهل غزة على أرضهم بعد ان ربط الله على قلوبهم ومنحهم الصبر ورباطة الجأش.