الدغري

      جفرا نيوز - كتبت - سهير جرادات   فور سماعي خبر تكليف الدكتور عبدالله نسور بتشكيل الحكومة رقم (97) من تاريخ الدولة الأردنية الفتية ، لا أعرف لماذا تبادر إلى ذهني مباشرة أحداث ذلك المسلسل السوري الكوميدي " الدغري " ، الذي عرض على شاشات التلفزة العربية في التسعينيات من القرن الماضي ، من بطولة الفنان دريد لحام الذي قام بأداء دور (إبراهيم بيك الدوغري) .
ولمن لم يشاهد المسلسل، الذي يقع في عشرين حلقة، فهو يتحدث عن شخصية تسعى بشتى الوسائل للوصول للمنصب، وإلى قلب الدكتورة( مها) ، التي تعمل في مستوصف طبي ، إلى جانب قيامها بالتدريس في مدرسة قرية ( كوم الحجر ) ، التي تدور أحداث المسلسل فيها .
وتضم القرية مجلسا بلديا يتكون من (الدوغري)، ورئيس الدرك، وشيخ القرية ،وصاحب فندق القرية ، ورئيس البلدية ، وعضو المعارضة الاشتراكي .
تدور أحداث المسلسل ، حول قيام ( الدوغري ) باستغلال سذاجة أهل البلدة والمجلس البلدي ، ومهارته في حياكة الخدع والاحتيالات ، بالاتفاق مع مساعده ، كما يقوم بخداع الجميع بعلاقاته مع الحكومة والمسؤولين.
ويستغل (الدوغري)، نفوذه ليصل إلى شخصيات مهمة مثل القائم مقام والمحافظ ، ولا يتوقف عن سعيه للفوز بقلب (الدكتورة) بأساليب مختلفة ، إلى أن يكتشف أنها على علاقة بشخص من أهل القرية ، فيبدأ بتدبير المكائد ليبعد هذا الشخص عن محبوبته حتى ينجح بذلك .
وفي النهاية يترشح ( الدغري ) للنيابة، ويفوز كنائب، وينتقل للعيش مع زوجته( الدكتورة مها) في العاصمة، حينها تبدأ باكتشاف خداعه للناس وللمجلس البلدي، لتقرر بعدها العودة إلى القرية.
في نهاية المسلسل يكتشف (الدوغري ) أن مساعده ، الذي كان يعتمد عليه ، قد تعلم منه أساليبه ، وبدأ بتطبيق فنون المكائد على معلمه ( الدغري ) نفسه.
وأكثر ما يميز المسلسل أنه مقتبس عن قصة الكاتب التركي المبدع عزيز نيسين ( الفهلوي )، وهو اسم مستعار لجأ إليه كنوع من الحماية ضد مطاردات الأمن السياسي له ، وأدخل السجن عدة مرات ، وقد اشتهر بكتابة الكوميديا السوداء، أو ما يسمى بالقصص المضحكة المبكية ،الناقمة على التخلف البغيض والنفاق المستشري في المجتمع ،وساعده في انتهاج هذا الاسلوب في الكتابة علاقته مع أمه ، التي تركت أثرا في مخيلته ترجمها إلى سخرية سوداء .
لا أدري كيف تبادر إلى ذهني المسلسل ، فقد يكون الرابط هو الوجبة الاولى من تصريحات الرئيس الجديد ، عقب أداء اليمين الدستورية ، واقتراحه على الهيئة المستقلة للإنتخاب تمديد فترة تسجيل الانتخاب؛ لكي يتمكن الإخوان المسلمون من المشاركة في حال تراجعهم عن قرار المقاطعة.
وأتساءل هل المرحلة الراهنة بحاجة الى الخداع وتدبير المكائد ؟
هل المرحلة بحاجة الى شخصية ( الدغري ) ؟
وهل أصبحنا نعيش في قرية ( كوم الحجر ) ؟..
ليس من الصعب الإجابة على هذه الاستفسارات ، فما علينا سوى مشاهدة الحلقة الأخيرة من المسلسل .