نصيحة من أردني لفلسطيني.. التحرر قبل الاعتراف بدولة

فارس الحباشنة

في مجلس الامن امريكا وبريطانيا استعملتا حق «النقض الفيتو» ضد مشروع قرار يتعلق بالاعتراف بفلسطين دولة وعضوا في الامم المتحدة. و الصين وروسيا صوتتا مع مشروع قرار الاعتراف بفلسطين دولة. قيادي يميني اسرائيلي، قال ان الفلسطينيين تليق بهم مقبرة لا دولة.

و السؤال، بعد الاف الاطنان من البارود والصواريخ والقذائق المصنوعة في امريكا على غزة، هل يريد بايدن الاعتراف بدولة فلسطينية؟ و اسرائيل تحولت من « وديعة الالهية توراتية» الى وديعة بريطانية وامريكية في الشرق الاوسط.

باروخ مارزل مؤرخ اسرائيلي قال : لولا اسرائيل لما كان لامريكا موطئ قدم في الشرق الاوسط، ولربما يقصد في العالم.

في حفل توقيع اتفاقية أوسلو 1993 في البيت الابيض.. الفلسطينيون والعرب تصوروا ان ياسر عرفات سوف يعود الى الشرق الاوسط حاملا مفاتيح الدولة الفلسطينية.

ومن أوسلو الى اليوم، مئات الاف الشهداء، وعشرات الاف المستوطنات في الضفة الغربية، وجدار العزل في الضفة، والتهجير القسري للفلسطينيين، وتهويد القدس، والاستيطان.

وامريكا شريك لاسرائيل في خطة سلام اعلنها ترامب، وسميت «صفقة القرن «، وحددت في جدول اعمال ومواعيد زمنية لانهاء الوجود الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة، التطبيع العربي القسري مع إسرائيل.

و عضو في مجلس الشيوخ الامريكي جون مايكن قال للعرب : من يريد الحياة والبقاء في السلطة، فليذهب الى اورشليم.

من السذاجة والحماقة السياسية الرهان على امريكا، والرهان على ادارة البيت الابيض، للاعتراف بدولة فلسطينية، والاعتراف بحقوق فلسطينية مشروعة.

امريكا لا تستطع ان تحد من سياسات نتنياهو العسكرية المجنونة. بن غفير هدد بايدن ان تم منح اعتراف بدولة فلسطينية، وقال جاهزون لحفر خنادق في الشوارع للحيلولة دون قيام دولة كالقنبلة في ظهورنا.

الفلسطينيون ليسوا بحاجة الى دولة واعتراف اممي، واقامة دولة فلسطينية من ارث ادبيات «حركة فتح «، وما انتج في ثمانينيات القرن الماضي من خطاب سياسي يروض ويروج لعملية السلام، ويمهد الى اتفاقية أوسلو. فلسطين من شمالها الى جنوبها تحت الاحتلال الاسرائيلي ؟ وهم الدولة وخداع الفكرة كبر وتضخم في الخيال الفلسطيني، وهناك من اراد اختصار القضية الفلسطينية ونضالاتها في اقامة دولة «حكم أوسلو».

و في تاريخ حركات التحرر الوطني، الدولة يعلن اقامتها بعد الاستقلال والتحرر.. واعلان الدولة من اخر مراحل النضال الوطني، وبعد النضال المسلح والمقاومة، ولكن «فلسطينيي أوسلو « سلموا اوراق القضية الى واشنطن وتل ابيب.

و ما يحدث في أروقة مجلس الامن والامم المتحدة مجرد حراكات واستعراضات غير مجدية سياسيا، وخديعة كبرى، ومن سوف يدفع ثمنها هم الفلسطينيون، وفلسطينو غزة والضفة الغربية القابعون تحت العدوان والقتل الجماعي، والابادة الاسرائيلية.