سياسيون: زيارة أمير الكويت تحظى بأهمية خاصة
أكد سياسيون أنّ زيارة سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت إلى الأردن اليوم الثلاثاء، تحظى بأهمية خاصة كونها تعد زيارة «دولة» وباعتبارها الزيارة الأولى لسموه إلى الأردن منذ توليه مقاليد الحكم ولأهمية القضايا الثنائية والإقليمية التي ستطرح على طاولة الحوار والتشاور، في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات غير مسبوقة خاصة العدوان الإسرائيلي على غزة والجهود المبذولة لوقف هذا العدوان.
وأكد السياسيون أن التناغم والتطابق في وجهات النظر حيال القضايا العربية والدولية وذات الاهتمام المشترك، أدى تاريخيا الى توطيد العلاقة، فالحكمة والتوازن هما من بين المعايير الأساسية التي تنتهجها قيادتا البلدين.
وقد اشار الوزير الأسبق، استاذ العلوم السياسية الدكتور أمين المشاقبة، انّ العلاقات الأردنية الكويتية تاريخية وطيدة منذ اعلان تأسيس إمارة دولة الكويت واستقلالها، وتاريخيا هي علاقات قوية وجذرية على جميع الأصعدة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن هنا فإن الأردن يرتبط بالكويت بعلاقات مميزة لعدة أسباب أبرزها أنّ هنالك تطابقا في وجهات النظر والاعتدال والحكمة هما نهج القيادتين.
وبين المشاقبة انه منذ تاريخ طويل هنالك تطابق في وجهات النظر في عدد كبير من الملفات، ومنذ تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية وزيارته التاريخية الى الكويت في عام 2000 شهدت هذه العلاقات شكلا جديدا، وهذه الزيارة لتعزيزها.
واضاف المشاقبة :» في الكويت هنالك عمالة أردنية كبيرة تصل الى حوالي 60 الفا، فضلا عن ان الاستثمارات الكويتية في الأردن شهدت تحسنا ملموسا حيث يصل حجمها الى حوالي 20 مليار دولار، اضافة الى أن عدد الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في جامعاتنا كبير، ومن هنا فإن هذه الزيارة تأتي للتنسيق في الملفات المشتركة، اضافة الى تباحث المشهد في فلسطين خاصة ما يجري في قطاع غزة وصولاً الى آليات وقف اطلاق النار وتقديم المساعدات الطبية والانسانية للاشقاء في غزة.
من جانبه بين وزير الإعلام الأسبق، عضو مجلس الأعيان الدكتور محمد المومني، أنّ العلاقات الأردنية – الكويتية راسخة وتاريخية وثابتة، وعدد الملفات المشتركة كبير، وفي ظل الأوضاع الاقليمية المتفاعلة من المهم استدامة التنسيق وفتح قنوات التشاور حول الملفات السيادية وكذلك الاقتصادية وفيما يتعلق بالأمن الوطني الإقليمي.
وقال عضو مجلس الأعيان، جميل النمري، إنّ هذه الزيارة أعلن عنها باعتبارها زيارة دولة وهذا يعكس المكانة المتميزة للأردن لدى الكويت، ومن المتوقع أن تكون زيارة شاملة وأن يكون الوفد موسعا والتباحث سيكون في الملفات كافة: الثنائية والاقليمية. وتكمن أهميتها أنها تأتي في ظل توقيت حساس سيتم دون شك تناول العدوان الغاشم على قطاع غزة وأهمية الدور العربي في الضغط من أجل وقف هذا العدوان وردعه وتمكين حل سياسي مشرف.
ويبين النمري أنه يمكن للأردن والكويت الدفع نحو توحيد آلية فعالة للموقف العربي من أجل وقف العدوان، فضلا عن سبل توفير الدعم لإعادة بناء غزة ومساندة الاشقاء الذين يواجهون ظروفا مأساوية. والملف الثاني الذي سيكون حاضرا على طاولة النقاش هو الأزمة الاقليمية المتمثلة في الهجوم الاسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق وما حدث من ردود؛ مما يهدد بتوسيع دائرة الصراع فضلا عن صرف النظر عن غزة، ومن الممكن للكويت أن تدعم الموقف الأردني باتجاه وقف هذا التصعيد.
ويشير النمري الى أنّ دولة الكويت لها موقف يضعها في موقع مناسب للعمل مع الأردن لانهاء سياسة المحاور، واستعادة التضامن العربي والعمل على مفهوم الأمن العربي القومي، فسياسة الكويت لطالما كانت متوازنة وحكيمة ومن الممكن ان تكونا عونا للأردن لإستعادة التضامن العربي وفق استراتيجية متفق عليها وتخرجنا من التناحرات التي تضعف الموقف العربي.
واكد النمري أنّ العلاقات الأردنية الكويتية قد تطورت عبر الزمن، ولكن هنالك افاقا وفرصا كبيرة للعمل المشترك والتعاون خاصة فيما يتعلق بتوسيع الاستثمارات الكويتية في الأردن من خلال تبني مشاريع استراتيجية من المشاريع الكبرى التي على الاجندة الاقتصادية الأردنية مثل مشاريع : سكة الحديد العابرة للدول، والناقل الوطني والعديد من المشاريع.
الدستور - ماجدة ابو طير