مصدر من "الأوبئة" يحسم الجدل حول خطر إنفلونزا الطيور على المملكة
أكد مصدر في المركز الوطني لمكافحة الأوبئة أنه لا خطر حاليا على المملكة من فيروس إنفلونزا الطيور، وأن الأوضاع تحت السيطرة.
وأشار إلى أن كافة الوزارات والمؤسسات المعنية على أهبة الاستعداد، حيث تمتلك وزارة الزراعة كافة الوسائل التشخيصية في المزارع ولا يوجد اي مؤشرات توحي بوجود أي فيروس، والوضع في المزارع مستقر.
وقال المصدر إن هناك مستوى عاليا من التنسيق بين كافة الجهات، وإن الأردن يمتلك كافة الأدوات التشخيصية الطبية ومستعد لأي طارئ.
وأكد أنه رغم أن الفيروس حاليا في مكان بعيد، إلا أن الأردن يمتلك دائما خطة وطنية لإدارة الأزمات، «ونحن على أهبة الاستعداد في أي وقت ولأي طارئ من خلال المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات».
وأشار المصدر إلى أن وزارة الصحة والمركز الوطني للأوبئة يرصدان ويراقبان منذ فترة 10 أمراض فيروسية تنفسية حددتها منظمة الصحة العالمية ويتوقع أن يكون المرض «إكس» أحدها.
وحول التحذير الأخير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية، قال المصدر إنه جاء على خلفية مؤشرات تؤكد من قبل الخبراء والمنظمة ومراكز الأمراض على مستوى العالم أن الوباء القادم وما يطلق عليه «إكس» هو أحد هذه الفيروسات الـ 10التي تخضع للمراقبة، وهناك احتمالية أن يكون انفلونزا الطيور هو المرشح الأقوى، بحسب بعض الخبراء الذين يؤكدون أن الجائحة القادمة ذات منشأ حيواني. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعربت عن قلقها البالغ إزاء انتشار انفلونزا الطيور (H5N1)، المرض الناتج عن النوع «أ» من فيروسات الانفلونزا، بين البشر، بعد تفشيه مرة أخرى بين الحيوانات.
وأشارت المنظمة إلى أن فيروس انفلونزا الطيور شهد تطورا جديدا، محذرة من احتمال حدوث «معدلات وفيات مرتفعة بشكل غير عادي» إذا خرج المرض عن السيطرة، وهو الذي تسبب في 463 حالة وفاة من بين 889 حالة إصابة بشرية بين عامي 2003 و2023.
ويشهد الفيروس حاليًا تطورات خطيرة تثير مخاوف من تطور قدرته الحالية، حيث بات من المؤكد إصابته لحيوانات أخرى مثل الأبقار والقطط والفقمات خلال الشهرين الماضيين، ما يعتبره الخبراء تطورا مفاجئا، إذ لم تكن هذه الحيوانات عرضة لهذا النوع من الانفلونزا.
وأكدت المنظمة تسجيل انتقال الفيروس إلى البشر، ما يزيد من احتمالية أن يصبح أكثر قابلية للانتشار.
و أكد خبراء ومختصون أنه في الوقت الحالي، لا يوجد أي دليل على انتقال العدوى من إنسان إلى آخر، لكنهم يحذرون من أنه إذا تغير هذا الواقع، فإن الوباء الناتج سيكون أكثر خطورة من «كوفيد»، لأن انتشار جائحة انفلونزا الطيور بين البشر سيؤدي إلى وفاة حوالي نصف المصابين بسبب المرض، وهو ما يثير الرعب لدى العلماء.
وأرجع أخصائي علم المناعة الدكتور جورج الأسمر قلق المنظمة إلى انتشار هذا الفيروس من جديد في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبين أنه تم اكتشاف مؤشرات تؤكد وجود تغيرات طفيفة حدثت في الفيروس، ما جعله أقوى، حيث ظهر في اقتحام مجتمعات كائنات حية جديدة بعد أن بدأ بالطيور وبات الآن في الثدييات الصغيرة البرية والبحرية.
وقال إن هذا يعني أن الفيروس يطور قدرته على إصابة البشر، والقلق هو أن ينتقل من إنسان إلى آخر.
وأشار الأسمر إلى أن معدل الوفيات بهذا الفيروس مرتفع جدا حيث توفي المئات من الأشخاص الذين أصيبوا به حتى الآن.
من جانبه قال أخصائي علم الفيروسات والأحياء الدقيقة الدكتور خالد باطا إنه إلى الآن لم يتم تسجيل حالات انتقال للفيروس من إنسان لآخر.
وأوضح أن الخوف أن هذا الفيروس قد يطور طرق انتقاله بأشكال مختلفة، وأن ما يدفع للقلق أن وصوله إلى مجموعة الثدييات يعني الاقتراب من البشر، كونه يبحث دائما عن مضيفين جدد.
وبين أن فترة الحضانة للفيروس تتراوح من يومين إلى خمسة أيام، وقد تصل إلى 17 يوما، وتترافق بأعراض ضيق التنفس، والحمى والإعياء والتهاب الحلق والتهاب الملتحمة وآلام في العضلات، وقد تفضي إلى مضاعفات الالتهاب الرئوي، التي قد تؤدي إلى الوفاة. وأشار إلى أنه على الرغم من ذلك فإن مراكز مكافحة الأمراض «سي دي سي» أكدت أن تقييمها لخطر انفلونزا الطيور على صحة البشر بالنسبة للعامة في الولايات المتحدة ما زال منخفضا. وذكر أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لا دليل على انتقال العدوى من إنسان إلى آخر، لكن الخبراء يحذرون ويخشون من ذلك.
الدستور