حابس باشا: انه "هزاع المجالي" يا جمال عبدالناصر !

 كتب: محمود كريشان

تصادف اليوم الإثنين الذكرى السنوية الثالثة والعشرون لوفاة المشير الركن حابس باشا المجالي، الذي كتب شجاعته بسبطانات البنادق وجبهات القتال في حروب الجيش العربي الأردني الأبي، وسجله الطافح بالمواقف والتضحيات والعطاء.. فهو المخلص لقيادته الهاشمية ولوطنه ملتزما بأخلاق العسكرية الأردنية النقية والتي عنوانها ومضمونها الإخلاص والثبات على مواقف الشرف والمسؤولية.

ونتوقف هنا.. عند الشق السياسي في حياة المشير الركن المجالي، وقد كان نتيجة فعل وممارسة أكثر من إلتزام بالمعنى السياسي المحدد، وقد كان من ميزاته السياسية انه كان يعي ضرورة الفصل بين الجندي والسياسي، فالجندي برأيه تابع لصاحب القرار السياسي، والجندية سياج الوطن، وتنفذ قرارات القيادة السياسية ولا تشارك فيها.

ولن ننسى أبدا الغضب النبيل الذي إرتسم في ذات يوم قبل بضع سنين على وجه الباشا حابس، عندما إقترح عليه أحدهم ان يدون مذكراته في كتاب، فما كان من الباشا إلا أن أشار بيده الى صدره وقال: مذكرات العسكري تبقى هنا.

هؤلاء الكبار الذين بقوا على ما عاهدوا الله عليه، مخلصين أوفياء مؤتمنين، لا يعرفون ابدا المواربة والبحث عن المصالح الضيقة على حساب المصالح الوطنية العليا، ولا يرتبطون مطلقا بأية دول او جهات خارجية، ولا يجرحون وجه الوطن الجميل، لأنهم التصقوا بفلسفة دستور الشرف العسكري التي ترتكز على أسمى المعاني وأفضل وأنبل الغايات والمثل التي تتحلى بها وتطبقها الجندية الحقة من خلال الشعار النابع من الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والانتماء للأردن ولقيادته الهاشمية، وتأكيده على صون الدستور، ووضوح المهمة الجليلة الدفاع عن الأردن، ووضع مصلحة الأردن فوق كل إعتبار، والتحلي بالأخلاق والمُثل العسكرية، وأداء الواجبات بكل أمانة وإخلاص وحيادية، والحفاظ على الأسرار حتى بعد التقاعد.

رحم الله القائد البطل المشير الركن حابس إرفيفان المجالي وأسكنه فسيح جنانه وحمى الله وطننا الغالي آمنا مستقرا في ظل «حبيب الجيش» جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الباسلة الملك عبدالله الثاني «حماه الله».

Kreshan35@yahoo.com