الملك عهده أمانة..
محمد سلامة
الأردن قدره أن يكون قلب المشرق العربي، وأن يجاور بحدوده فلسطين والكيان الاسرائيلي، وأن تكون قيادته هاشمية ممتدة وراسخة بجذورها في صلب العرب، وقدره كلما حطت رياح العواصف بجواره أو انفلتت حكومات إسرائيل الثالثة على الفلسطينيين أن تتحمل قيادته صنوف الكذب والدس والاساءة لدوره ومكانته، وان تواصل قيادته المسيرة بثبات حافظة للعهد والأمانة وأن تبقى سندا للأمة مهما كان ومهما صار.
جلالة الملك عبدالله الثاني أصاب في كل خطوة وفي كل فعل وقول نفذه منذ أن تولى العرش، كان حافظا للعهد والأمانة، وكلنا يتذكر وقفته وحيدا بين الزعماء العرب ضد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الثالثة، وكلنا يتذكر دوره في اسقاط مشروع صفقة القرن، وكلنا عاش وتعايش مع محاولات زرع بذور الفتنة في نسيج مجتمعنا، ومحاولات شق صف وحدتنا الوطنية فيما اسموه ربيعا عربيا، واليوم عادت تلك الأصوات تتهمنا بالخيانة وتصب جام غضبها استنادا إلى تقارير إسرائيلية كاذبة عن طريق بري وعن صد المسيرات الإيرانية وعن...إلخ، وكلنا سمع ويسمع الشائعات صباح مساء تطال قيادتنا الهاشمية عن قصص وتخرصات صحافية غربية صهيونية هدفها جرنا لمربع الفتنة خدمة لما يريده المجرم نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف، وكأننا لسنا أول من اغاث غزة وفتح اجواءها وعلا صوته ضد إسرائيل الثالثة في المحافل الدولية وفي مجلس الأمن وكان لنا ما أردنا من تنبيه المجتمع الدولي لحصار غزة وتجويع شعبها.
الملك عهده أمانة ورثها عن اجداده كابرا عن كابر، فالشريف الحسين بن على خسر عرشه لرفضه التنازل عن فلسطين للصهاينة، ومن بعده احفاده نجحوا بانقاذ الأردن والضفة الغربية والقدس الشرقية من وعد بلفور المشؤوم، وها هو اليوم يواصل عهد الأمانة بالدفاع عن فلسطين وأهلها وعن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ولا يعير بالا لمن يتلقف الأكاذيب ويعاود ترديدها كما يحلو له دون تدقيق ودون معرفة الحقيقة، وكأن الصحافة العبرية والعالمية هما مصدر المعلومة دون سواهما.
الممر البري الذي يؤشرون عليه موجود قبل عملية 7/اكتوبر الماضي، ويستخدم الآن لمرور الشاحنات عبر إسرائيل الثالثة إلى غزة وليس كما يروجون، فيما اختلاق قصص صد المسيرات الإيرانية عن إسرائيل الثالثة وتصوير الأمر وكأننا نقاتل إلى جانب الكيان ضد إيران فهذه قمة المسخرة وقمة الفجور والكذب، ودورنا كان وما زال منطلقا من مصالحنا وسيادتنا وكرامتنا ومن يقول غير ذلك فهو كاذب اشر كائنا من كان.
جلالة الملك كما كان حافظا للأمانة صادقا مخلصا مؤمنا بأن خدمة الأمة واجبة، وأن الدفاع عن مصالحها وحقوقها مبدأ ثابت لا يتغير وأن العهد قائم حتى زوال الاحتلال وتحرير القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وصون تراب الوطن وحمايته وصد الرياح الصفراء عنه، وكلنا خلف قيادته مرددين قول الله تعالى «رب إجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات «.