أبو رمان يكتب: راية المملكة الأردنية الهاشمية
كتب - مصطفى توفيق أبو رمّان
راية المملكة الأردنية الهاشمية هي راية الرايات الهاشمية جميعها.
تمسّكت، بعدما تعلّمت الدرسَ من رايات الهواشم في سوريا والعراق، بحصون الصمود، وَتَلا الحَمَلةُ تحتَ لوائِها أبجديةَ البَقاء.
حافظتْ على قسمِ الشريف الهاشميّ، صانت المجد، وحتى يومنا هذا، ما يزال أزيزُ الرصاصة الأولى، يدوّي في روابيها.
رايتنا هي علم الإمارة، ومن بعد ذلك علم المملكة، ومن قبل ذلك علم الثورة العربية الكبرى، أو لنقل ألوان رايتها نفسها. فيها من قبس الرسول أسود العقاب وثورة ابن العباس، ومن مجد الأمويين الأبيض المبين، ومن الفاطميين الأخضر الزاهي، وفيها لون الراية الهاشمية الحمراء، الطالعة من أنشودة الدم وأغاني الفداء.
أمّا النجمة وما أدراك ما النجمة، فهي: السبع المثاني في فاتحة الكتاب. هي سبع عيون لِسقايةِ الأرضِ دمَ التضحيةِ وماءَ الارْتواء. وهي سبع قيم كبرى من نبع الثورة الكبرى: التوحيد بالله، سموّ الإنسانية، الشعور بالإحساس القومي، التواضع، العدالة الاجتماعية، الدعاء للنهج المستقيم وإِدراك المُنى والأهداف.
نجمةٌ سباعية، تردّ العين وتحاكي الزخرفة الإسلامية. نجمةٌ سباعية، حيثُ قداسةُ الرَّقَمِ وكوكبُ المجدِ في العَلَمِ.
خافقٌ في المعالي يا عَلَمَ القادةِ الغَوالي. بهيةُ الجَمالِ، عربيةُ الظِّلالِ، فوق هامِ الرِّجالِ أنتِ يا رايةَ الجلالِ.
في ابتسام الأقاحِ سوف نحييكِ يا درس الصف الرابع، يا درس الصفوف جميعها ونشيد الصباحِ قبلَ وجبةِ العِلْم، فلا عِلْمَ يسبقُ صفحةَ الانتماء، ولا وِرْدَ قبلَ وِرْدَ الجهادِ والفِدا، واحتدامِ الطِّراد في المَدى.
مهيوبةٌ يا رايتَنا الأردنيّة الهاشميّة، مهيوبةٌ في وطنٍ مهيوب، عَبَقُ المسك يا عَلَمي شامخًا مزهرًا فوق رايات الأُمَمِ.
فوقَ أفقِ الخيالِ أنتِ يا رايتي.. فوق الحيازةِ.. فوق النّوال.. أطيبُ ما في الطيوبِ، وأجملُ ما في الجَمال.. ألوانكِ منسوجةٌ من مُحال.. ومجدكِ يرفرفُ عاليًا فوقَ الذُّرى والجِبال. وإنْ كان طبعُ الوجودِ الزّوال، فأنتِ خلودُ اليقين وخيرُ الغِلال.
أي مجدٍ يجتمعُ داخلَ سماءِ رايةٍ تسري في عروقِها دماءٌ أردنيةٌ هاشميةٌ زكية. أيُّ مجدٍ يا بنتَ المجدلية. يا نبتَ الكروم في السهول الغضيّة.
كوني فكانت.. أقسم تحت ظلالها عبد الله الأول، وطلال الأول، والحسين الأول، وعبد الله الثاني.. كوني فكانت وجهَ الشّرف سيفَ التّداني.. رُمحَ الزّمانِ.. سَهْمَ العَنانِ.
راية الأردنّ، شقيقةُ عَلَمِ جلالة الملك.. بنتُ راية الثورة.. حفيدةُ الراية الهاشمية.. حاملةُ القَسَمِ من أوّل الزّمانِ حتى آخرِ الزّمان.
علم جلالة الملك
في القلبِ منه العلمُ الأردنيّ، علمُ جلالةِ الملك. في قلبِ العلمِ تاج، عذبُ الفُرات عندما ساريةُ الرايات تُعانق العَجاج.
أربعةٌ وعشرون شُعاعًا تتحرك جميعُها نَحْوَ العلمِ الساكنِ غرفَ القَلْب، نحوَ ألوانِ السّنى والحُب.
طولُه، كما باقي الرايات، ضعفُ عرضِه. وهل من علمٍ أبقى من علمِ ملكٍ يَحْدِبُ على العبادِ، ويحبُّ كلَّ حبّة ثَرى من أرضِه.
شُعاعاتٌ تتبدّل المعنى وتتناوبُ فيها الألوانُ نفسُها، أسودُ فأبيضُ فأخضرُ فأبيضُ فأحمرُ.. فأسودُ فأبيضُ فأخضرُ فأبيضُ فأحمرُ.. فأسوَدُ.. وهكذا دواليْك.. المجدُ علمٌ فوقَ العَرْش.. والعَلَمُ منكَ مجدُه يا ملكَ البِلاد.. منكَ وإليْك.
أرواحنا فداء راياتِنا؛ منذ الأسود العُقاب، وحتى راية البطل الهاشميّ.. أصواتُنا تنشدُ عاش المليك.. راعي النهضة التي تحيطُنا.. وارثُ أشرفِ نَسَبٍ حدّثتْ عنهُ بُطونُ الكتُبِ..
ساميًا مقامُ العلم.. وساميًا مقام الملك صاحب هذا العلم.. وعند صباح كلِّ مدرسة، يهتف الطلبة: الشـبابُ الأمجــدُ/ جنــدُكَ المجنَّــدُ/ عـزمُـه لا يخمــدُ". ويهتفون صادقين: "دمتَ نـورًا وهدى/ في الـبرايـا سـيّدا/ هـانئـًا مُمجَّـدا".
ولأنكَ وريثُ ثورةٍ أرادت توحيد العرب، فسوف يهتفون: "يا مـليـكَ العربِ/ لكَ مـن خـيرِ نبي/ شــرفٌ في النســَبِ/ حدّثتْ عنه بطونُ الكتُبِ".
وسوف نظلُّ نهتفُ ما حيينا: خافقاتٌ في المعالي يا راياتِ القادةِ الغَوالي. وأمّا أنت يا علم المليك، فلك مجدك الأوحد، ولك خصوصيتك التي لا تشبهها خصوصية أُخرى.. ترتفعُ حيث يحلُّ جلالتُه، وتكونُ حيثُ يكون.
في القلبِ منكَ علمُنا.. في قلبِ علمِنا تاج.. هبَّ أجدادُكَ فانطوتْ تحتَ أقدامِهم فيافي البِيد.. هاج الثّرى.. ضاجَ وماج.
يا ملحَ الأرضِ ذُبْتَ فِينا.. فَصِرْنا الهاشميين، وصار الهاشميون نَواصينا.
جموحُ الخيلِ يلحقنا فلا يسبقنا.. فنحن في سياجِنا حواليك أصلُ الجُموح.. وأنت مليك القلوب باني الصروح.
ذو الفقار ينادي والصمصام عنه غيرَ بعيد.. فما من سيفٍ أرشدُ من مهنّدِ الهاشميين.. وما من حقٍّ يضيعُ وفي قلوبكم، مثلما بين زنودكم بُراقُ الحزْمِ العطوفِ.. فطوفي، حيثُ شئتِ، يا دالية المجدِ طوفي.. مآلك ها هُنا في بيتِنا الأردنيِّ الهاشميِّ داني القطوفِ..
طوفي.. يحميكِ رجالُ الهواشم.. يُشجيكِ قرعُ السيوفِ.. طوفي.
قبس من كتابي. الثالث " لمن المضارب "