خبراء عسكريون وأمنيون: الأردن حصن قوي ومنيع
لم يحدث أن وقف الأردن في مساحات قلق من أي ظرف استثنائي أو حرب في محيطه الجغرافي، وحتى في العالم، وكنّا جميعًا في بيوتنا آمنين، بثقة عالية في القوات المسلحة - الجيش العربي، فلم نشعر يومًا على الرغم من أننا نعيش ظروف حروب منذ عشرات السنين نواجه بها أعداء محتملين وأعداء قائمين، بأن هناك ما يهدد أمن الوطن وحياة المواطنين وسلامتهم، بإصرار قوي من الجيش للقيام بواجبه في حماية أمن المواطن والوطن بأعلى درجات الوطنية.
تقف القوات المسلحة الأردنية على جبهات المواجهة على مدار «الدقيقة والثانية» لا تغمض عين المراقبة والمتابعة وحتى التنبؤ بما هو قادم تحديدا فيما يضرّ بأمن الوطن، بجهود خارقة للتصدي لكل ما من شأنه تعريض أمن وسلامة الوطن وحرمة أراضيه للخطر، بقدرات عسكرية عظيمة وكفاءة عالية وانفتاح عسكري حقق ملاءة بالثقافة العسكرية.
حاربت القوات المسلحة على عدة جبهات في آن واحد، لم تخفق بأي مهمة دفاعية عن أمن الوطن وسلامة أراضيه، فكان وطنا آمنا ننام به في بيوتنا آمنين مطمئنين، واثقين ثقة مطلقة أن القوات المسلحة لا تنام حتى ننام، ولا ترتاح حتى نرتاح، ولا تهدأ حتى ننعم بأمن واستقرار رغم ما نعيش به من جغرافيا تضع الأردن وسط عداءات لا علاقة لنا بها لكن حروبها تطالنا بين الحين والآخر، وإن بشكل غير مباشر، لتكون دوما قواتنا المسلحة حاضرة عسكريا وكذلك إنسانيا بشكل قوي.
الساعات الماضية شهدت الكثير من القراءات والتحليلات، محليا وعربيا وعالميا، بعد الضربة العسكرية الموجهة من إيران ضد إسرائيل، وفي مجملها أكدت على تغييرات طالت تفاصيل المرحلة، وتبقى ثوابت واضحة لا تتغير ولن تتغير بثقتنا الأردنية في القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، في مواجهة أي خطر يمس أمن واستقرار البلاد، والتصدي لأي ضرر أيّا كان الظرف والجهة التي تُلحق ضررا بالأردن، وفي ذلك حق عسكري لا جدال بشأنه.
أمس الأول، أعاد مجلس الوزراء التشديد والتأكيد أن قواتنا المسلحة الباسلة- الجيش العربي ستتصدى مدعومة بالأجهزة الأمنية والجهات المختصة لكل ما من شأنه تعريض أمن وسلامة الوطن ومواطنيه وحرمة أجوائه وأراضيه لأي خطر أو تجاوز من أي جهة كانت وبكل الإمكانات المتاحة في هذا الصدد، مبينا أنه جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجوائنا والتصدي لها للحيلولة دون تعريضها لسلامة مواطنينا والمناطق السكنية والمأهولة للخطر، مشيرا إلى أن شظايا قد سقطت في أماكن متعددة خلال ذلك دون إلحاق اي أضرار معتبرة أو أي إصابات بين المواطنين بحمد لله.
خبراء عسكريون وأمنيون أكدوا أن الأردن يتمتع بتحصين أمني وعسكري قوي نتيجة يقظة القوات المسلحة التي تقف بالمرصاد لكل ما من شأنه تعريض أمن وسلامة الوطن للخطر، في سعي لا يتوقف عن توفير الحماية ومواجهة والتصدي للأخطار، مشيرين إلى أن الأردن يقع في منطقة جغرافية دائمة الاضطرابات والحروب، لكن الأردن تمكّن من مواجهة هذه الظروف بالكثير من اليقظة العسكرية والأمنية والكفاءات العالية والثقافة العسكرية بأعلى درجات التكنولوجيا.
وقال الخبراء العسكريون في حديثهم إنه لا توجد دولة في العالم تسمح لأي جهة أن تعبر أجواءها دون التعامل معها، مشددين على أنه لدينا الحق في التعامل معها ومنعها بغض النظر من أين وصلت، فما دامت دخلت الأجواء من دون إذن فللقوات المسلحة كامل الحق بالتعامل مع طائرات أو أي صواريخ تعبر الأجواء.
ونبّه المتحدثون إلى أن إيران تحاول التسلل إلى الساحة الأردنية العصية عليها وعلى غيرها، مؤكدين أن ثقتنا جميعًا كبيرة في قواتنا المسلحة التي جعلتنا وما تزال واحة أمن وسلام وسط إقليم ملتهب لم يهدأ منذ عشرات السنين.
التسلل للساحة الأردنية
وزير الداخلية الأسبق مازن القاضي قال إنه يجب أن نعلم جميعاً أن إيران لها طموحات فارسية بغطاء شيعي وتبحث عن نفوذ إقليمي يمكنها من الجلوس إلى الطاولة مع أمريكا وحلفائها على حساب مصالح الأمه العربية.
وأضاف القاضي: تحاول إيران التسلل إلى الساحة الأردنية العصية عليها وعلى غيرها لتقترب أكثر للحوار مع إسرائيل مباشرة وتقاذف المصالح معها.
«إيدنا طايلة»
الفريق الركن المتقاعد الخبير العسكري الدكتور قاصد محمود قال: علينا الإشارة في هذا السياق إلى مسألة مهمة بأن الأصل في وجود الجيوش الحفاظ على الأمن والسيادة ومواجهة أي أخطار تلحق الضرر بالوطن، وفي كل بلد القوات المسلحة واجبها أن تقوم بهذا الدور في مواجهة الأخطار ومنعها أن تمس بأمن وسيادة الوطن.
وشدد الدكتور محمود على أن القوات المسلحة الأردنية هي الأساس في الأردن، الذي بني عليه «حمل الدولة» حتى بالأمور الاقتصادية وغيرها، إضافة لكونها موجودة لحماية الوطن وسيادته.
ولفت إلى أن الجيش يواكب ويمتلك الإمكانيات والمعدات الضرورية لتلبية واجباته المرتبطة بمواجهة الأعداء سواء المحتملين أو القائمين، كما أنه يملك الإمكانيات للتحضير للمواجهة وبما يمكنه من القيام بواجباته بشكل صحيح.
ونبّه الدكتور محمود إلى أن الأردن يعيش في منطقة جغرافية صعبة جدا بين دول متعادية وتعادينا كذلك، فنحن مستهدفون، وبالتالي الحذر موجود،وإذا ما تحدثنا عن إيران وإسرائيل فنحن نتحدث عن جانبين لهما مشروعان خطيران، إضافة لكونهما يستهدفان الأردن تحديدا في جانبه الجغرافي، فجغرافيا الأردن بها نوع من الرابط بين الشرق والغرب.
ولم ينف الدكتور محمود أن الأردن أقل إمكانيات من هذه الدول، كون مواجهتهما تحتاج قوى دفاعية تكنولوجية ضخمة امتلاكها مكلف جدا، وهذا ليس على الأردن فقط، فهي مكلفة لكثير من الدول، تعجز عنها، مستدركا بقوله «لكن الجاهزية عالية والكفاءة عالية لدى القوات المسلحة الأردنية، للتعامل مع التكنولوجيا العسكرية، إضافة لكوننا منفتحين بالعلم العسكري ونملك ملاءة بالثقافة العسكرية».
ولفت الدكتور محمود إلى وجود الصناعات الوطنية العسكرية المهمة في الأردن، إضافة لإمكانيات الجيش في التنبؤ والرقابة، وأننا نملك الرادارات وهي موجودة بشكل ممتاز حتى خارج الحدود، وكما لاحظنا أمس الأول لم يكن لدينا أي مفاجأة لنواجه ما عبر أجواءنا».
وبين الفريق الركن المتقاعد أن الأردن تمكن من البقاء في مساحات الأمن والاستقرار بجهود القوات المسلحة، مشيرا إلى أن الحدود البرية مثالية عالميا في القدرات الدفاعية وإمكانياتها.
وختم بقوله: نحن في الأردن (إيدنا طايلة) وليس لدينا أطماع بغيرنا».
لا دولة تسمح باختراق أجوائها
من جانبه، شدد اللواء الركن طيار الخبير العسكري محمود إرديسات على أنه لا توجد دولة في العالم تسمح أن تعبر أجواءها طائرات أو صواريخ دون التعامل معها، وأن لدينا الحق في التعامل معها، ومنعها بغض النظر من أين وصلت.
وشدد إرديسات على أنه عند عبور الأجواء دون إذن، فإن للقوات المسلحة كامل الحق بالتعامل مع أي صواريخ أو طائرات.
وقال إرديسات إن ما حدث أمس الأول يعطينا دلالات أننا يجب أن نكون دائما حذرين حتى لا نكون ضحية بين قوى تتصارع في المنطقة، ويجب أن تكون قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد وأن نعد أنفسنا لمواجهة الأسلحة المتطورة في المنطقة، وهذا يجب أن تمتلكه كل دولة عربية والأردن كسلاح لردع العدو.
وبين إرديسات أن ما قامت به إيران عملية ردع مخططة ومدروسة ويعرف عنها كثيرون، وإيران تقصد هذه المعرفة، وأرادت القول إنها تستطيع الوصول لإسرائيل، وقد استطاعت، وأن إسرائيل ستضطر للدفاعات الأمريكية، على خلاف قولها بأن لديها فائضا من القوة، حيث اضطرت أن تستعين بأميركا التي حركت أساطيلها للدفاع عن إسرائيل.
الدستور - نيفين عبد الهادي