ردٌ خلق 7 أكتوبر جديداً
بقلم نسيم عنيزات
من حق الأردن حماية أمنه واستقراره ومنع استغلال سمائه وأجوائه تصفية لحسابات، او تنفيذا لاجندات او سعيا لجره إلى صراع طالما حذر هو من مغبة اتساعه .
ودعا دوما إلى وقف العدوان الإسرائيلي خشية من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية لن يسلم منها احد .
وما كنت حالة التفاعل والتشابك الشعبي مع الأجسام الطائرة والمسيرات الإيرانية
التي أطلقت بنية مهاجمة إسرائيل دعما او تصفيقا لاحد بقدر ما كانت موجهة ضد دولة الاحتلال التي تشن إبادة جماعية على قطاع غزة.
ومع ان الرد الايراني الذي جاء ردا على مهاجمة قنصليتها في العاصمة السورية لم يكن مفاجئا بل كان متوقعا من حيث التوقيت والنوع الا انه جاء نسخة عن الرد على مقتل سليماني في العراق من قبل القوات الأمريكية لا طعم له ولا لون.
الا انه خلق 7 أكتوبر جديداً واوجد حالة طالما كان بحاجتها نتن ياهو وكانت تبحث عنها دولة الاحتلال بعد ان نجحت باستدراج ايران الى هذا الرد سعيا لإعادة مشهد عملية طوفان الأقصى كسبا لدعم دولي وتعاطف عالمي وتوحيد الشارع الإسرائيلي الملتهب والضاغط على الحكومة لابرام صفقة تبادل.
كما اوجدت توافقا داخل مجلس الحرب الذي شهد خلافات بين صفوفه في الفترة الماضية وخففت من حالة الضغط الإعلامي الذي وجه انظاره طيلة الساعات الماضية نحو العملية الإيرانية.
واعتقد ان ليلة السبت قد حققت لها ذلك بعد ان استنفر العالم من جديد دعما لدولة الاحتلال فاردا عضلاته دفاعا عنها .
كما حمل الرد الايراني لونا جديدا وجاء مركبا كما أفاد بعض مسؤوليها من خلال تجاوز الخطوط الحمراء حسب تحليلات اعلامية لقيامها بالرد من خلال جيشها وقواتها لا من خلال الوكلاء كما جرت العادة، الا ان ذلك له دلالات ويحمل تكهنات وشكوكا.
وبعيدا عن الخوض في سوء النية وحسنها فان ذلك يضع شكوكا بان يكون هناك تنسيق مع جهة او طرف وسيط، بأن يكون الرد من باب ذر الرمال في العيون حفاظا على ماء الوجه ومكانة ايران بين اذرعها ووكلائها ،شريطة أن تكون عملية محدودة لا تفضي إلى توسيع او تأجيج للصراع .
فأرادت ان تنفذ هي عملية الرد بنفسها حفاظا على التزامها وان يبقى الرد داخل الدائرة المتفق عليها، خوفا من خروج اي جهة عن الاتفاق والتنسيق، وذلك من خلال مسيرات لم يصل منها سوى 1% ، حسب التصريحات الإسرائيلية كما لم تحقق هدفا واحد او تقتل جنديا واحدا ايضا على عكس التصريحات الايرانية .
بعد ان تم رصد المسيرة ومتابعتها منذ لحظة انطلاقها وعبورها اجواء بعض الدول التي أُسقطت قبل وصولها إلى دولة الاحتلال لسهولة اقتناصها نظرا للوقت الذي تحتاجه للوصول إلى هدفها .
كما ارادت ايران ان تبعث رسائل إلى فصائل المقاومة بانها موجودة وقادرة على الدفاع عن نفسها وحماية مصالحها واذرعها باي وقت، راغبة ايضا بمجاملة حماس وتخفيف الضغط عنها بعملية إعلامية أكبر منها عسكرية، وأنها لم تتخلى عن المقاومة او تعتمد على احد عندما يتعرض امنها إلى خطر .
وبنفس الوقت ارادت أمريكا ان يبقى الوضع تحت السيطرة وضمن النطاق المتفق عليه، وكذلك طمأنة دولة الاحتلال من جهة ان امنها استراتيجية امريكية عليا وكذلك « فرك اذن نتن ياهو وكبح جماح تمرده».