الحصبة تعود من جديد وتغزو الولايات المتحدة
تعيش الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخرًا، حالة من القلق الشديد، بعد تحذيرات من "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" من عودة الحصبة لتصبح مرة أخرى مرضًا متوطنًا في البلاد.
وكانت الولايات المتحدة قد انتصرت على الحصبة، في العام 2000، بعد معركة دامت عقودًا من الزمن تخللها برنامج ضخم للتطعيم، ويعني هذا أن فيروس الحصبة شديد العدوى لم يعد متوطنًا في الولايات المتحدة.
وانتقلت البلاد من إصابة ما بين 3 إلى 4 ملايين طفل بالعدوى الشديدة كل عام، إلى تسجيل العشرات فقط من الحالات المرتبطة بالسفر في الغالب.
ويُعرف توطن العدوى بأنه انتقال مستمر للمرض في البلاد، على مدى 12 شهرًا أو أكثر، أثناء وجود نظام فعال لرصد المرض.
ولكن في تحول مثير للقلق، زادت حالات الحصبة في الربع الأول من العام 2024 بأكثر من 17 ضعفًا مقارنة بالحالات المسجلة في الأرباع الأولى من العام 2000 إلى 2023.
وتراجعت معدلات التطعيم ضد الحصبة بين رياض الأطفال في تلك الفترة أيضًا، حيث كانت تغطية التطعيم، خلال السنوات الثلاث الماضية على التوالي، أقل من هدف 95% المطلوب لمنع انتقال العدوى بشكل مستدام.
وخارج الولايات المتحدة، تتزايد حالات الحصبة في أعقاب الاضطرابات المرتبطة بالوباء في برامج التطعيم الروتينية للأطفال.
وبشكل عام، الظروف مواتية لتستعيد الحصبة موطئ قدم لها في البلاد، ومن الواضح القلق البالغ من طرف "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" في البلاد.
وجاء في تحليل حديث أجراه باحثون من "مركز السيطرة على الأمراض" لحالات الحصبة ونظام المراقبة في البلاد أن "الزيادة السريعة في عدد حالات الحصبة المبلّغ عنها خلال الربع الأول من عام 2024 تمثل تهديدًا متجددًا للقضاء عليها".
وتم نشر التحليل، يوم الخميس، في التقرير الأسبوعي للمراضة والوفيات الصادر عن مركز السيطرة على الأمراض".
ويشير "مركز السيطرة على الأمراض" إلى أنه "تم اكتشاف مجموعة متنوعة من أحجام سلسلة انتقال العدوى، بما في ذلك الحالات المعزولة، مما يشير إلى أنه سيتم اكتشاف انتقال الحصبة المستدام بسرعة".