حماس: لا جديد ولا تقدم بمفاوضات وقف إطلاق النار بالقاهرة
صرح مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لرويترز اليوم الاثنين 8 نيسان/أبريل 2024، بأنه لم يتم إحراز تقدم في جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار بالقاهرة والتي تشارك فيها وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد وقت قصير من إعلان مصدرين مصريين عن إحراز تقدم في جدول الأعمال.
وأبدت دول غربية غضبها إزاء ما تعتبره زيادة غير مقبولة في عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين وكذلك الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن الحملة الإسرائيلية الرامية للقضاء على حماس.
وأرسلت إسرائيل وحماس وفدين إلى مصر أمس الأحد عقب وصول وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) يوم السبت في ظل ضغوط أمريكية للتوصل إلى اتفاق يضمن تحرير الرهائن المحتجزين في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية هناك.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، لرويترز "ليس هناك أي تغيير في مواقف الاحتلال ولذا لا جديد في مفاوضات القاهرة”.
وأضاف "لا يوجد تقدم حتى اللحظة”.
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للدولة في وقت سابق من اليوم الاثنين نقلا عن مصدر مصري رفيع أنه تم إحراز تقدم بعد التوصل إلى اتفاق بين الوفود المشاركة حول القضايا قيد المناقشة.
وبعد مرور ستة أشهر على هجومها على حماس الذي دمر غزة وترك معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى وعلى شفا المجاعة، أبدت إسرائيل أيضا تفاؤلا حذرا بشأن أحدث جولة من المفاوضات.
وفي مطلع الأسبوع، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في القدس محادثات القاهرة بأنها أكثر مرة اقترب فيها الجانبان من التوصل لاتفاق منذ هدنة نوفمبر تشرين الثاني التي أطلقت حماس بموجبها سراح عشرات الرهائن.
وقال كاتس لراديو الجيش الإسرائيلي "وصلنا إلى نقطة حاسمة في المفاوضات. وإذا نجحنا، سيعود عدد كبير من الرهائن إلى الوطن”.
واندلعت الحرب بعدما شنت حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول أسرت خلاله 253 رهينة بينهم 129 ما زالوا محتجزين، وتحدث مفاوضون عن تحرير حوالي 40 رهينة في المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل مع حماس.
وقال مصدران أمنيان مصريان وقناة القاهرة الإخبارية إنه تم إحراز تقدم في محادثات القاهرة.
وذكر المصدران أن الجانبين قدما تنازلات قد تساعد في تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في اجتماعات موازية جرت مع الوسطاء أمس الأحد.
وأضافا أن التنازلات تتعلق بتحرير الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، وبمطالبة الحركة الفلسطينية بعودة السكان النازحين إلى شمال غزة، بدون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وأفادت القناة بأن من المتوقع استمرار المشاورات خلال الساعات الثماني والأربعين القادمة.
* حماس تقول ليس هناك مرونة بشأن مطالبها الرئيسية
قال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة لرويترز إن الجمود لا يزال سائدا بسبب رفض إسرائيل إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة والسماح لمئات الآلاف من المدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم ورفع الحصار المفروض منذ 17 عاما على القطاع بهدف إعادة الإعمار السريع.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن هذه الخطوات لها الأولوية على مطلب إسرائيل الرئيسي بإطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.
وقال لرويترز "فيما يتعلق بتبادل الأسرى فإن حماس كانت وترغب في أن تكون أكثر مرونة لكن ليس هناك مرونة بشأن… مطالبنا الرئيسية”.
واستبعدت إسرائيل إنهاء الحرب قريبا أو الانسحاب من غزة، قائلة إن قواتها لن تتراجع حتى تنهي سيطرة حماس على غزة وتصبح غير قادرة على تهديد إسرائيل عسكريا.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تستسلم لمطالب حماس "المبالغ فيها”.
لكن مسؤولين إسرائيليين أبدوا استعدادهم للسماح لبعض الفلسطينيين الذين نزحوا من شمال غزة بالعودة.
وقتلت حماس 1200 شخص في هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وفقا للإحصائيات الإسرائيلية. وقُتل أكثر من 33100 فلسطيني في غزة خلال الهجوم الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة في غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 600 جندي قتلوا في غزة.
وفي ظل ضغوط دولية لتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في غزة وعدم المضي قدما في خطط اقتحام مدينة رفح الجنوبية التي تؤوي مليون نازح قالت إسرائيل أمس الأحد إنها سحبت المزيد من جنودها من جنوب غزة.
ولم يتبق سوى لواء واحد فقط هناك، لكن وزير الدفاع يوآف جالانت قال إن القوات ستستعد لعمليات عسكرية مستقبلية، بما في ذلك "مهمتها المقبلة في منطقة رفح”.
وبعد يوم من انسحاب القوات الإسرائيلية من قلب المناطق السكنية في مدينة خان يونس بجنوب البلاد بعد أشهر من القصف والغارات، قال مسعفون فلسطينيون إنهم انتشلوا ثماني جثث أخرى لأشخاص قتلوا بنيران إسرائيلية. وكانوا قد انتشلوا 12 جثة من تحت الأنقاض في اليوم السابق.
لكن على بعد أميال قليلة إلى الجنوب على الحدود مع مصر، قال سكان رفح، آخر ملجأ فلسطيني من القوات البرية الإسرائيلية، إن إسرائيل نفذت خمس غارات جوية على الأقل على أجزاء من المدينة، مما تسبب في وقوع عدد من الإصابات.
رويترز