فيصل الفايز .. ما عليك زود !!

كتب: محمد داودية
عرفت دولة فيصل الفايز وعملت معه قبل أكثر من 30 عاماً، بدأت في الديوان الملكي الهاشمي، ثم وزيراً في حكومته عام 2003-2004، وزميلاً له في مجلس الأعيان الذي يرأسه، عام 2023 -....
يقول أبو غيث كلمته بوضوح وشجاعة وصفاء، بلا مواربة أو تردد أو تهيّب، مما جعله مرجعاً ومقصداً ذا رأي وازن ينتظره الرأي العام والإعلام ومراكز القرار في الخارج.
وأبو غيث ذو مبادرات متنوعة، سياسية وزراعية واقتصادية واستثمارية...
وأشهد انه ظل ديمقراطياً متعاوناً مع نظرائه القادة السياسيين. فقد كنت حلقة الاتصال بين الحكومة والمهندس عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب، حينما كان الفايز رئيساً للوزراء وكنت معه وزيرا للتنمية السياسية والشؤون البرلمانية. 
كما كان على أطيب الصلات مع النواب والأحزاب السياسية، وخاصة نواب جماعة الإخوان المسلمين، الذين يوجه لهم ولحماس، النصح والنقد واللوم والتحذير الآن، إنطلاقاً من الحرص على الجبهة الداخلية، وعليهم أيضاً  فالدولة، كما انها صبورة متسامحة، فهي قوية صارمة قاصمة، لكنها اذ تعطي هوامش مرنة للتعبير الراشد عن الرأي خاصة في التظاهرات الوطنية التي تعبر عن الغضب النبيل لشعبنا الأردني العظيم ضد جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، فإنها لا تتساهل في الأساسيات.
ظل الزعيم الوطني فيصل الفايز مثابراً على البوح والشرح، والمحاضرة والمناظرة، في القضايا الوطنية الملتبسة وغير الملتبسة، الشعبية وغير الشعبية، التي تحتاج إلى من يشرحها ويحمل عبء الدفاع عنها.
وظل الرجل، ممعناً في الحركة ضد التيار، وفي المواظبة على حث رجال الدولة، لحمل رواية الدولة والدفاع عن قضايا الوطن، رغم ان التصدي لها يولد فيضاً من تعليقات المنصات المترصدة "الموجهة".
المرحلة الراهنة القاسية على شعبنا العربي الفلسطيني، بارتداداتها على بلادنا، تقتضي أن يتصدى الحكماء الموثوقون، وأن يتحمّلوا، التبعات والاستحقاقات، دونما اكتراث لما تطرح المنصات إياها، من قذف واستقواء وترهيب وفتاشات لا يحفلها "الزّلم".
في هذا المعمعان، يتميز دولة فيصل الفايز، بشجاعته الأدبية، وبمثابرته على قول رأيه واضحاً صريحاً، دون التخفي والتلطي خلف أي ساتر.
قلت انني عملت وزيراً في حكومته، وعاينت عن قرب، كم هو شجاع وديمقراطي، وصاحب قرار، وذو قدرات اتصالية كبيرة، رغم التحريض والتخريب والاستهدافات التي تعرضت لها حكومته.
أبو غيث لا تأخذه في الأردن والملك لومة لائم، لا يلتفت إلى الخلف حيث القاعدين والنظّارة و"حزب الكنبة" وصالونات اللقلقة، ومكائد الدسدسة على المنصات.
يثير ابو غيث الموضوعات الوطنية والقومية، بأكبر قدر من السهل الممتنع والبساطة العميقة. 
ويثير الموضوع الذي يتفاداه السياسيون، وهو "اكراهات الأنظمة وخيارات الشعوب"، اي كيف يمكن التوفيق بين سخط الشارع وغضبه النبيل المقدس على الوحشية التي ترتكبها قوات الكيان الإسرائيلي ومستوطنوه المنفلتون من الظلام والخرافة والوحشية، فالشعب العربي الأردني يطالِب بالحد الأقصى بلا تأخير، يطالب بإلغاء وإغلاق ووقف وقطع العلاقات مع العدو الإسرائيلي، وفتح الحدود وإعلان الحرب، في حين ان حسابات النظام تمتد لتشمل القرارات والمواقف المرة الصعبة التي عليه ان يأخذها كي لا تقع الكارثة وتحل المصيبة.
ولطالما قال الرجل ان اجلاء احتلال الضفة الغربية، مسؤولية عربية إسلامية، ليس باستطاعة الأردن حملها وحده، رغم قدرة الأردن الهائلة على رد وردع العدوان الإسرائيلي على بلادنا، كما حدث في معركة الكرامة المجيدة.
في احاديثه لا يني دولة رئيس مجلس الأعيان عن توجيه رسالة وطنية وقومية مجيدة، هي أن مشاعر كل عربي ومسلم مع كفاح الشعب العربي الفلسطيني لتحرير ارضه المحتلة، مع تحذيره من الأجندات الطائفية والصهيونية، وادانته الانزلاق إلى العبث بعناصر القوة الوطنية، والتعرض لنشامى ونشميات الأمن العام الأكثر وطنية وغيرة وتديناً.
فيصل الفايز ما عليك زود.