دراما «شغل ساعتها»
رنا حداد
كانت الدراما في واحدة من أهم أهدافها ترمي إلى تصوير الواقع، أقول كانت لأنها اليوم دخلت متاهات العرض والطلب الآني، فما يقدم، الا ما رحم ربي» لن يمجد ولن يخلد، غالبيته ، بالعامية، «شغل ساعته»، من غير المسموح له ان يصور او يجسد إلا القدر المسموح به والرسائل التي صمم لأجلها تبعا لجهة او جهات الصرف والتمويل.
ثم، يدفعك ما يقدم من أعمال درامية مؤخرا، لطرح تساؤل «أين الجمال» فيما يقدم من اعمال على الشاشات وبكثرة وزخم لافت ، ولا أقصد بالطبع ذلك الجمال الخارج «طازجا» من تحت مباضع الشد ولا «وليد» ابر النفخ، ودور الازياء وماركاتها، هو جمال المظهر والطلة، وليس هو موضع السؤال، فقد كان حضوره طاغيا حد التشوه البصري، وإنما الجمال المفقود فيما يقدم دراميا اليوم هو ما في حياة الناس من قيم، وأخلاق وجدية وعلاقات مستقرة وآمنة وحب وووو.
جميعها غيبت فلا أحد يحفل هذه الأيام بالجمال الذي قصدته فهو لا يحصد لايكات ومشاهدات، كما يفعل إظهار القبح بالمقابل، مثل الخيانة، التعاطي، الظلم، الغش،التفاهة ، .. الخ.
مسلسلات طويلة جدا تبالغ في إظهار التشوه، الذي هو بالحقيقة موجود ولا ننكر، لكن لماذا نبالغ في تسويقه، بل هل أصبح سوقه ماشي وبياع؟
ثم اين مشكلات مجتمعاتنا الحقيقة التي ندر ما تطرق إليها كتاب الدراما منذ سنوات لاهثين وراء قصص مستنسخة من مجتمعات أخرى؟
ربما يبرد قلبي وسؤالي ما كتبه مؤمن الملا الذي اخرج مشكلة طرح «الاعاقة» مثلا إلى حيز النور المستحق، بدلا من ظل واطار حساس طرحت فيه سابقا وتعامل معها صناع الدراما عموما كظاهرة لا تستحق 30 حلقة موضوعا وشكلا.
الطرح هنا جاء مغامرة لا يقوى عليها كثيرون لكسب جمهور في سباق دراما ملحمي لنيل متابعين.
الاعاقة، نجحت وكسبت القلوب كموضوع رئيس وليس هامشي بينما خسرت دراما التكلف والكشف الزائد لقضايا مجتمعية لم تطرح جديا للعلاج وإنما فقط للتمثيل وتعبئة الوقت والاحداث وضخ شخوص ووجوه ربما بداعي المجاملات والمحسوبيات والاهم ..التسويق، تبعا لقاعدة «رأس المال يحكم» .
ما يشفع أيضا لأعمال درامية انها قدمت « فيما طرحت» القوة امرأة» وهو ما جسدته نجمات في مسلسلات مختلفة خلال دراما رمضان وكذلك منح نجوم كبار بالسن مساحات وتداخلات درامية يستحقونها امر يحسب لبعض الاعمال هذا العام.
دراما تستحق مزيدا من المكاشفة والنبش لاسيما ان ارتبطت بشهر الخير شهر الرحمة والعائلة وللحديث بقية.