أعمدة تتآكل..
محمد سلامة
إسرائيل الثالثة بثلة متطرفيها بزعامة نتنياهو السادس، تعاني أمرض التطرف الأعمى، فتتآكل اعمدتها واحدا تلو الآخر، وما قيامها باستهداف مكتب تابع للسفارة الإيرانية في دمشق إلا دليل إفلاس امني، بدا واضحا في وحشيتها بغزة تلاه فشلها في تحقيق اهدافها، كما ان صورتها اضحت نازية مقززة، وما يمكن رصده اليوم ما يلي :-
الديمقراطية والحريات والصورة الحضارية التي صنعتها إسرائيل الأولى (التأسيس) لنفسها إنتهت، وقرار الكنيست بإقرار قانون «قناة الجزيرة «والذي يتيح لرئيس الوزراء إغلاق المكاتب الإعلامية الأجنبية التي تنقل الحرب على غزة وما يجري في داخلها، يضاف إلى ذلك الرقابة العسكرية على الأخبار والمواد والتقارير الصحفية يؤكد أنها انحطت إلى مستويات متدنية، وان أهم اعمدتها الحضارية ذهب مع رياح 7/أكتوبر الماضي.
--العالم كله ضد إسرائيل الثالثة بإستثناء حليفتها واشنطن، ومما أصاب نتنياهو السادس الأعمى باحابته على سؤال لأحد الصحفيين الصهاينة..لماذا كل العالم ضدضنا؟!، فاجاب بلسانه الممهور بالكذب..لأن أبي عملني أن العالم معاد للسامية ولاننا يهود. وكعادته يعترف بصورة واضحة أن أعمدة الكذب الإسرائيلية بدأت تتكشف أمام العالم الذي انخدع بما يبثونه ويمارسونه زورا وبهتانا على الجميع، وهو يتذكر جيدا أن اليهود عندما كانوا في أوروبا كانوا وراء كل الحروب والدمار والدماء وعندما غادروها استقرت القارة الأوروبية وعادت بحضاراتها تعيد للبشرية ما انتجته واخترعته وقدمته خدمة للانسانية جمعاء.
إسرائيل الثالثة سقطت اخلاقيا، وسقطت سياسيا وامنيا واقتصاديا، والأهم أنها فقدت صوابها وصارت تهذي، تارة تحاول جر أمريكا لحرب إقليمية مع إيران وتارة تهدد باستخدام سلاحها النووي ظنا منها أنها قادرة على اخافة جوارها وارهاب العالم بما تفعله، والنهاية كما يؤكد جنرالاتها باتت تخرج من هزيمة لتدخل في أخرى محطمة اعدمتها قبل أن تشيّد معبدها الثالث.
إسرائيل الثالثة بثلة متطرفيها دواعش الصهيونية، كشفت عن انيابها وعن مشروعها الاستعماري وعن مكامن ضعفها وقوتها، وإذا ظنت أنها قادرة على جر أوروبا وامريكا خلفها في حروب الشرق الأوسط المفتوحة، فهي مخطئة، ولا نبالغ القول أن بعض الأصوات في واشنطن باتت على قناعة بضرورة تحجيمها أو تركها لمصيرها، فالأول مرة تتشكل لوبيات في واشنطن ضد سياسات إسرائيل الثالثة وخاصة ثلة المتطرفين الصهاينة بزعامة نتنياهو السادس.
إسرائيل الثالثة فقدت قوة الردع، وجيشها منهك، واقتصادها في غيبوبة، وجنرالاتها يرتشون وجنودها يهربون من التجنيد، واوصالها مقطعة وبها نازحون ولاجئون، وهناك مليون حريدي مستعدون لمغادرتها دون أن يقبلوا الخدمة مع رجال القمامة (الجيش الاسرائيلي)..وبكل الأحوال فإن نهايات الحروب المفتوحة اليوم في عدة جبهات قد تفضي تآكل اعمدتها وربما تخلي واشنطن عنها وتصفيتها من الشرق الأوسط كله.