خدمات القراصنة المدفوعة تهدد بعصر جديد من التهديدات السيبرانية
في عصر رقمي يتسم بالقفزات التكنولوجية المتسارعة، وتحديدا في ظل صعود الذكاء الاصطناعي المصحوب بفرص وتحديات، تصاعدت مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تضخيم المخاطر المرتبطة بالقرصنة والاحتيال، إلا أن المخاوف من القرصنة تتعدى الذكاء الاصطناعي بحد ذاته.
عصر جديد من التهديدات السيبرانية
ارتفعت نسبة الجرائم السيبرانية مؤخرًا بحيث باتت منصات خدمة متعددة تسمح لجهات فاعلة مبتدئة القيام بعمليات اختراق من دون معرفة تقنية عميقة.
ويمثل هذا الأمر تحولًا كبيرًا في مشهد التهديدات الذي كان يسيطر عليه خبراء الهجمات السيبرانية.
حقبة جديدة من الجرائم الإلكترونية
يقوم القراصنة ببيع خبراتهم وأدواتهم
التهديدات السيبرانية مثل برامج الفدية وهجمات التصيد الاحتيالي وعمليات الاحتيال موجودة منذ عقود، إلا أن العالم الآن يدخل حقبة جديدة من ثورة الجرائم الإلكترونية، وهي توفر الجرائم الإلكترونية كخدمة، بما في ذلك خدمات التصيد الاحتيالي.
ويفتح هذا النموذج الذي يغير قواعد اللعبة، الباب أمام الجميع لارتكاب الجرائم الإلكترونية بطريقة أسهل بكثير وبأسعار معقولة مقابل خدمات من هذا النوع.
من هنا، يقوم القراصنة الآن ببيع خبراتهم وأدواتهم في الأسواق السوداء، مما يسهل على المجرمين غير التقنيين الوصول إلى هذه الأدوات المعقدة، وبالتالي زيادة المخاطر المحتملة على الأفراد والمنظمات.
ووفقًا للخبراء، يمكن لغير التقنيين شراء حسابات مصرفية مزيفة أو أي نوع من المعلومات الشخصية المسروقة من السوق السوداء لارتكاب سرقات، مثل سرقة الأموال أو إجراء عمليات شراء احتيالية أو سرقة الهوية الرقمية لمستخدم ما.
التزييف العميق: الخوف من المستقبل
بحسب الخبراء أيضًا، تعد تقنية التزييف العميق واحدة من أخطر التهديدات السيبرانية وتظل مصدر خوف مستقبلي مع استمرار تقدمها وتطورها.
وتسمح هذه التقنية بإنشاء مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية مزيفة واقعية للغاية، مما يجعل من الصعب تمييز ما هو حقيقي أم لا.
وزادت عمليات التصيد الاحتيالي والتزييف العميق بمقدار 31 مرة في عام 2023، وفقًا لتقرير حديث، أشار إلى أنه يمكن بيع تقنية التزييف العميق Deepfake بتكلفة منخفضة.
ونظرا لأن المجرمين الإلكترونيين أصبحوا أكثر تطورا، من الضروري على المستخدمين اعتماد مستوى عالٍ من الأمان عبر الإنترنت.
لهذا السبب، يجب رفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني لمواجهة النشاط المتزايد على منصات التواصل الاجتماعي، والحد من المعلومات الشخصية الكثيرة التي ينشرها المستخدمون عبر الإنترنت.
كما أنه من المهم تزويد الجمهور بنصائح مفيدة حول التحقق من المعلومات وتنفيذ طرق المصادقة الأكثر أمانًا لتأمين حساباتهم.
الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات القرصنة
من بين المخاوف الكبرى التي ترتبط بهذا الموضوع أيضا، أنه يتمّ توظيف الذكاء الاصطناعي الآن من قبل أفراد أقل إلماما من الناحية التقنية لتنفيذ عمليات القرصنة التي كان من الممكن أن تكون بعيدة عن متناولهم لولا ذلك.
في هذا السياق، يشهد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بالفعل زيادة في عمليات الاختراق السيبراني التي تُعزى إلى تناقص الحواجز التقنية التي يسهلها الذكاء الاصطناعي.
وتمتد الآثار المحتملة إلى ما هو أبعد من القرصنة، لتصل إلى عالم الجرائم المالية، وفقًا لكبار المدعين الفيدراليين.
وعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمكّن الأفراد الذين لا يتحدثون الإنجليزية من صياغة رسائل مقنعة، للاحتيال على الضحايا المطمئنين.