ما كشفته «7 أكتوبر» داخليًا

بقلم نسيم عنيزات

لن يعود الشارع الاردني والرأي العام الداخلي إلى ما كان عليه قبل 7 اكتوبر بعد ان احدثت الحرب على غزة وما يتعرض له القطاع من إبادة جماعية غضبا شعبيا كما افرزت وكشفت بعض الحقائق المجتمعية.

فقد كشفت الحرب اهتمامات متفاوتة وانقسامات غير مبررة وبعيدة عن الموضوعية في التعامل مع قضية العدوان او لاتجاه الموقف الأردني منه .

فليس مستغربا حالة الانحياز والتعاطف مع اهل غزة جراء ما يتعرضون له من إبادة جماعية حيث يتقاطع هنا الموقف الرسمي والشعبي وتجد الأردنيين على قلب رجل واحد في التعبير عن رفضهم واستنكارهم للعدوان ومطالبتهم بوقفه فورا من خلال مسيرات ووقفات شعبية حاشدة وغاضبة تكاد لم تتوقف منذ بداية العدوان ولم تغب عن شوارع الدولة في جميع مدنها وقراها .

ولم يقف الاردنيون عند هذا الحد بل كانوا السباقين منذ اللحظة الأولى إلى تقديم جميع اشكال الدعم والمساعدة والمساندة عبر وسائل وطرق عديدة لم يسبقهم لها احدا وكانت أحداث غزة وشهداؤها حاضرين في كل طقوسنا وتفاصيل حياتنا..

وكاد الموقف الرسمي المتقدم، الذي حمل في بعض الأحيان صيغا وخطوات لم تقل عن التهديد بإعلان الحرب وإلغاء جميع المعاهدات مع العدو ان يعرض الدولة إلى تحديات ويؤثر على مستقبل تحالفاته ومصالحه مع بعض الدول.

ومع ذلك نجد ان البعض من أصحاب الأصوات العالية يشكك في الموقف الأردني ولا يقيم وزنا لمصالح الدولة ولا يراعي التحديات والاخطار التي تتوعدها و التي سيكون لها تأثير في المستقبل شئنا أم أبينا.

لذلك فان النتائج التي ستفرزها الحرب على غزة والتداعيات التي ستلي اليوم التالي لما بعد الحرب سيكون له اثر واضح على الداخل الاردني وعلاقاته المجتمعية.

كما سيكون له اثر ايضا على علاقاته الخارجية والدولية ونظرة البعض الى موقفه من العدوان .

فالوضع الخارجي ومهما كانت تحدياته يبقى اقل خطورة من الوضع الداخلي لان الدبلوماسية الأردنية قادرة على التعامل معه واستيعابه وتغيير بوصلته كما ان الوقت كفيل بإعادة انتاجه وتكييفه من جديدة وذلك بسبب اتضاح الرؤية في كثير من الأحيان وإمكانية التنبؤ بالأحداث والسيناريوهات القادمة .

أما الأخطر فهو الوضع الداخلي وما يطرأ عليه من تغيرات يصعب قياسها او التنبؤ بافرازاتها وآلية تفريغها في وقت مناسب .
في ظل كثير من العوامل والدوافع التي يعيشها المواطن الأردني يضاف اليها ما افرزته الحرب على غزة من أولويات واهتمامات لدى البعض في ظل ما نشاهده ونسمعه من هتافات واتهامات.