انتبه.. "أعداء الأردن" في أوج حملاتهم المسعورة !

محمود كريشان

بسم الله الرحمن الرحيم : "لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ" - صدق الله العظيم 

في البدء.. نؤمن إيماناً مطلقاً بأن القضية الفلسطينية، هي القضية الأولى التي تشكل أولوية عند جلالة الملك عبدالله الثاني، ومن خلفه الشعب الأردني، مؤكدين إعتزازنا بمواقف جلالة الملك الذي يواصل بذل جهود كبيرة مع جميع دول العالم لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والشعب الفلسطيني الأعزل، فما قامت وتقوم به الدولة على كافة الصعد الدبلوماسية الإنسانية والوطنية والقانونية، تجاه وقف العدوان الإسرائيلي ونصرة القضية الفلسطينية، لا أحد يمكن أن يزاود على هذا الحمى، ولكن لا يجد البعض إلَّا إستخدام أساليب التشويش ومحاولة إعاقة هذه المواقف النبيلة والقيم الثابتة، التي تؤكد أن الأردن وفلسطين في خندق واحد، وهي أساليب لن تجدي نفعاً اليوم، مثلما فشلت بالأمس، ونحن على ثقة ويقين أنَّ مصيرها الفشل غداً وبعد غد، وفي المستقبل بإذن الله.

لكن الغريب لدرجة الدهشة.. ان ثبات وحكمة الموقف الأردني الداعم دوما للقضية الفلسطينية، وحالة الثبات والصمود، في الوقوف إلى جانب أهلنا في قطاع غزة والضغط بكافة الطرق لوقف الإجرام الإسرائيلي بحقهم، أزعجت البعض ممن نضعهم في "خانة العملاء".. لذلك إنبروا فى الهجوم والإساءة للأردن، فرغم ضآلة هذه الفئة الضالة التى تعانى من الهشاشة البشرية والحضارية، وتسعى لخلق حالة من عدم الإستقرار وزعزعة الثقة في جهود الدولة بكافة مفاصلها لتقديم العون للشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه الإحتلال الغاشم.

وأبدا.. لا ندري لماذا تثير قوة الأردن وقدرته جنونهم وأحقادهم.. وحالة من الهذيان، فإذا كان الأمر متوقعاً من العدو التقليدى والتاريخى لأن قوة وصلابة هذا البلد، تفقده صوابه وإتزانه وتربك حساباته.. وتدحر مخططاته التوسعية ومؤامراته الفاشلة، لكن الغريب ان يأتى الهجوم والإساءة من المفترض أنهم فئة منا لكنهم من الأقزام والصغار والجهلة، رغم أن الأردن يترفع عن الصغائر وممارساتهم الصبيانية العفنة.

 ومع ذلك لا نريد المبالغة التي لا معنى لها للقلق، من بعض الأصوات الناعقة على مواقع التواصل الإجتماعي، من حفنة من الذين لا يتمتعون بالمصداقية والشعبية المثيرة للقلق والتحسب، حتى ولو أوكلوا الذباب الإلكتروني بمهمة وضع المزيد من "اللايكات" على منشوراتهم المضللة، لأن الجميع يدرك أن الأردن بمواقفه وثوابته، قد بات مستهدفا أكثر من أيّ وقت مضى، وأن حساسية ودقة المرحلة تتطلب من الأسرة الأردنية الواحدة الإصطفاف بخندق واحد خلف الدولة وكافة أجهزتها لمواجهة الحملة الشرسة التي تستهدف هذا البلد، وضرب استقراره وسلمه وأمنه الداخلي والخارجي.

وليعلم.. من يريد ان يعلم أن المملكة الأردنية الهاشمية، هي عمود الخيمة العربية والدرع اليعربي والحصن المنيع الذى ترتكز عليه الأمة.. ولو أن حديثنا هذا يزعج البعض من "أعداء الأردن"، الذين هم في أوج حملاتهم المسعورة، يصنعون ويؤلفون الروايات، معتمدين على كوادر منحرفة من أصحاب الحسابات الوهمية، تم تدريبها على كيفية اختلاق الشائعات وإدارة حرب نفسية بلا هوادة على الجميع.. عسكريين ورجال حكم ومدنيين ورموزا وطنية كتمهيد سيكولوجي طويل الأمد، في محاولات رامية لخلق البلبلة وزعزعة الثقة، في سياق الأكاذيب والفبركات والسهام المسمومة، والتعاطي المغرض مع أي إشاعة تستهدف الإساءة للأردن، ونسج خيوط الكذب والافتراء بهدف التشويش، وإدخال الوهن إلى قلوب الناس، وما يرافق ذلك من أفعال حربائية، تختار سلعتها وتوقيتها بدقة لنصب فخاخها.

منشورات رخيصة تهاجم رموزنا وبلدنا.. حتى عمليات "الإغاثة الهاشمية الأردنية" لأهلنا في غزة، لم تسلم هي الأخرى من ترجيفهم المسموم وفبركتهم السوداء القذرة، عبر صفحات وهمية تديرها الفئران الصامتة في الغرف المظلمة، وقد وصلت بهم ذروة الحملات المضللة التطاول على جيشنا وأجهزتنا الأمنية، بل ودعت إلى حملات تسليح وتوجه للحدود، متناسين أو غافلين، أنه لا يمكن أن يقبل الجيش العربي الأردني، بالإضرار بأي مواطن أو السماح بالإعتداء عليه من قبل جنود الإحتلال في المنطقة الحدودية، ولا يمكن تمرير نزف قطرة دم واحدة لأي أردني غيور على مقدساته وأهله في فلسطين، وهذه رسالة جيشنا المصطفوي التاريخية والحضارية والعقائدية، الذي يحمل السلاح بيد، ويضمد جراح الشقيق الفلسطيني باليد الأخرى.

ما نريد ان نقوله: هذه هي مملكتنا الشامخة.. وهذا هو جيشنا العظيم الذي ينهض بواجبات كبيرة في ظروف إقليمية ملتهبة، ليحمي حدودنا الغربية والشرقية والشمالية والجنوبية، وأجهزتنا الأمنية التي توفر الحماية للمسيرات «المنضبطة» التي تندد بالجرائم التي تقترفها قوات الإحتلال الإسرائيلي، تجاه أهلنا في قطاع غزة وفلسطين المحتلة، دون التعرض للممتلكات العامة والتخريب، والإعتداء على رجال الأمن والسفارات، لكن فئة فئرانية خبيثة تريدها فوضى وفلتان.. وبالطبع نريدها إنضباط وقانون، ولن نرضى أبدا الدعوات المريضة المشبوهة للإستقواء على الدولة، والتي وجب التذكير أنها أكبر من الأشخاص، وأنها الضامن لإستقرار البلاد، وحمايتها من أولئك الذين يسعون الى سن شريعة الغاب، فالمرحلة لا تحتمل المزايدات وإستغلال الأزمات..!

Kreshan35@yahoo.com