ما بعد أكتوبر
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
الحلقة الأولى
حققت عملية أكتوبر الفلسطينية، حالة من التحول الايجابي لصالح فلسطين، بما يتعارض مع مصالح المستعمرة الإسرائيلية ومكانتها المميزة لدى الولايات المتحدة وأوروبا، وصفها الصحفي الاميركي توماس فريدمان في مقال له، نشرته «نيويورك تايمز» يوم 12/3/2024، حمل عنوان «اسرائيل اليوم في خطر»، قال فيه :
« إسرائيل - المستعمرة - اليوم في خطر كبير، في ظل وجود اعداء مثل حماس وحزب الله والحوثيين وإيران، ينبغي لاسرائيل -المستعمرة- أن تتمتع بتعاطف معظم أنحاء العالم، ولكن الامر ليس كذلك، بسبب الطريقة التي ادار بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإئتلافه المتطرف الحرب في غزة، واحتلال الضفة الفلسطينية، وبسبب ذلك، اصبحت اسرائيل - المستعمرة - مشعة، وأصبحت المجتمعات اليهودية في الشتات غير آمنة بشكل متزايد « .
وقال : « لا يستطيع أي شخص منصف أن ينظر إلى الحملة الاسرائيلية الرامية الى تدمير حماس، التي أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثين الف فلسطيني في غزة، ومن بين القتلى آلاف الأطفال، والناجون العديد من الايتام ، لقد أصبح جزء كبير من غزة الآن أرضا قاحلة للموت والدمار والجوع والمنازل المدمرة، إن حرب المدن تبرز أسوأ ما في البشر على الإطلاق، وهذا ينطبق بالتأكيد على اسرائيل - المستعمرة- في غزة ، هذه وصمة عار على جبين الدولة اليهودية».
الرئيس الاميركي جو بايدن صرح السبت 9/3/2024 : « إن نتنياهو يضر إسرائيل - المستعمرة- أكثر مما ينفعها من خلال إدارة الحرب»، وذهب السيناتور تشاك شومر زعيم الاغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي في خطاب له امام المجلس يوم الخميس 14/3/2024، إلى أبعد من ذلك، واوضح بقوله :
«في هذه المرحلة الحرجة، اعتقد أن إجراء انتخابات جديدة هي الطريقة الوحيدة لإفساح المجال امام عملية اتخاذ قرار سليمة ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل - المستعمرة- في وقت فقد فيه الكثير من الاسرائيليين ثقتهم برؤية حكومتهم وإدارتها»، معتبراً أن «تحالفا يقوده نتنياهو لم يعد يُلبي حاجات اسرائيل -المستعمرة- بعد السابع من اكتوبر»، واضاف شومر الذي يعتبر الشخصية التي تشغل ارفع موقع يصله يهودي لدى الإدارة الاميركية ، قوله «نتنياهو ضل طريقه وهو عقبة كبيرة أمام السلام، لقد خضع في كثير من الأحيان لمطالب المتطرفين».
وقال» إنه يتعين على اسرائيل - المستعمرة - إجراء تصحيحات كبيرة في المسار، لتحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين»، مشيراً إلى أن رفض إسرائيل -المستعمرة - حل الدولتين : «خطأ فادح»، وحث المفاوضين في الصراع الدائر على غزة : «فعل كل شيء ممكن لتأمين وقف إطلاق النار، والافراج عن الرهائن، وإيصال المساعدات الى غزة.»
وانتقد السيناتور بيرني ساندرز زعيم الجناح التقدمي لدى الحزب الديمقراطي الأميركي، طريقة التعامل مع نتنياهو وكرر دعوته في مقابلة مع شبكة سي. بي. اس، يوم الثلاثاء 19/3/2024، لوقف تمويل المستعمرة الإسرائيلية :
«عاماً بعد عام، قدمنا مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لحكومة اسرائيل - المستعمرة- الآن لديهم حكومة يمينية متطرفة بقيادة نتنياهو، و هناك خطط لتزويده بـ 10 مليارات دولار أخرى كمساعدات عسكرية غير مقيدة» ، وأضاف : «اعتقد في نهاية المطاف، لا يمكن لهذه القيادة أن تستمر في إدارة غزة، لا يمكن لحكومة نتنياهو الاستمرار في إدارة اسرائيل -المستعمرة- اذا أردنا إحلال السلام في تلك المنطقة».
إدارة بايدن اتخذت إجراءات عقابية، مهما بدت شكلية متواضعة، ضد عدد من المستوطنين المستعمرين في الضفة الفلسطينية على خلفية الأذى الذي يُسببوه للفلسطينيين، وهو اول إجراء من جانب واشنطن بهذا الاتجاه، له مغزى سياسي، خاصة أن هذا الاجراء انعكس على الموقف الأوروبي باتجاه إجراءات مماثلة، وهذا ما أكده وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل بوينه قوله بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الإثنين 18/3/2024:
«وافقنا اليوم بالاجماع على فرض عقوبات على المستوطنين الذين يعتدون على الفلسطينيين في الضفة الغربية - الفلسطينية».