الدباس يكتب: كيف نحتوي حماس؟


جفرا نيوز - محمد الدباس

رغم أن الكثير منا هم علمانيين أو براغماتيين بطبيعتهم، ولا يُفضلون الاحزاب والحركات السياسية ذات الأيدولوجيات الدينية المتزمتة، الا أن احترام كافة الاطياف السياسية الممثلة لأي مجتمع هو واجب وطني، شريطة أن لا تحاول مثل هذه الأحزاب فرض رؤيتها *(الأحادية)* على الاخرين دون تأييد من الأغلبية، أو دون سلوك الطرق الديموقراطية الصحيحة في تسيّد الحكم.

حماس حركة مقاومة فاعلة ذات بعد سياسي، وفازت بأغلبية الأصوات خلال آخر انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني قبل أن تنقلب عليها الموازين بضغوطات خارجية، أدت إلى حدوث إنشقاق سياسي بالصف الفلسطيني كانت أسبابه المراهقة السياسية المبنية على رؤية (أحادية) مُصرة على الإستحواذ بالسلطة، فكان من نتائجها ما نشهده الآن في غزة. 

لإحتواء حماس ولو مرحلياً؛ ولإنهاء حالة الإنقسام بالصف الفلسطيني من جهة، ولإنهاء الحرب القائمة من جهة أخرى فإن ذلك لن يتم -بنظري- إلا من خلال ما يلي:-

1- إحداث *(توازن سياسي)* داخل المجتمع الفلسطيني من خلال الضغط باتجاه الإفراج عن الأشخاص ذوي الوزن الشعبي المنتمين للحركات اليسارية من سجون الإحتلال واعادتهم لمناصبهم. 

2- إجراء انتخابات *(شفافة)* ومحاسبة المتسببين -على فرض الثبوت- بالفساد المالي والاداري للمرحلة السابقة. ذلك أن من شأن هذه الإجراء إعادة الأمل لدى مختلف أطياف الشعب الفلسطيني بمسار العملية السياسية، ويعطي الثقل اللازم للجانب الفلسطيني والجانب العربي عموما في عمليات التفاوض السلمي لحل القضية الفلسطينية. 

3- إجراء مباحثات موسعة لآلية تطبيق بنود *(المبادرة العربية)* لإحلال السلام مع اسرائيل، على أن تشمل المباحثات تواجد كافة دول الإقليم بما فيها ايران وروسيا والصين. 

 *وكخلاصة؛* ومع أننا نحن العرب قد قدمنا للسّلام الإقليمي الشيء الكثير، فإنه يتوجب على اللاعبين السياسيين في فلسطين تغيير قواعد الإشتباك السياسي، وحيث أن نظرية توحيد الساحات العربية قد فشلت حاليأ كعمل (عسكري) مشترك؛ مما يتوجب فيه عدم ترك (حماس) والسيطرة عليها من قبل بعض دول الإقليم.