الحسن بن طلال
جفرا نيوز- بقلم: عبد الكريم الكيلاني .
إذا ذكرت اسم سيدي الحسن ، تأتي الالقاب بعده ، لا يُعوز اسمه الشهرة ، لإنها محمولة اليه على كريم خصاله ، و حسن معشره ،وطيب خاطره ،اسمه معرف بنفسه ، شهرته انه من اولي العزم من الرجال، علَم لا التباس فيه ، واحد من اولئك الذين يصنعون بخلقهم الهاشمي عظيم المناقب ، فتسعى تجرجر اليه أذيالها ، تُلحق باسمه طوعا وكرامة .
هو ولي عهد الحسين ، قرة العين ظل حافظا لعهده ، اميناً على أسراره ، ثم اميرا هاشميا أسدا من آساد عرين آل البيت،
ما زلت اذكر كيف تحلقنا حول والدي ليروي لنا مشاعر المعزين يوم تلقي صاحب الجلالة عبد الله بن الحسين ، وعم ُّ البيت الهاشمي الأمير الحسن ، كلمات العزاء .
ولا أنسى كلماته للأمير الحسن ( كنت كبيرا كما عهدك الأردنيون دائما)
سيدي (ابو راشد) ، مفكر أممي واسع الخبرة ، طويل الفكرة ، بليغ العبارة مدرسة في النحت اللغوي
، لاذع اللسان إذا اقتضى الموقف .
نمطه في التفكير خارج المالوف ، او خارج المتوقع .
اراد قائد امني بعد تخرجه من دورة بانجلترا ، مجالها أنماط التفكير ان يختبر تفكير الامير بالسؤال التالي ؛
ما وجه الشبه بين الماء و الهواء…؟
وكان لدى السائل اجابات محتملة لتحليل التفكير الأميري ، كالقافية الواحدة ، او مركبان لازمان للحياة .
فجاءت اجابة سيدي الحسن , خارج صندوق الاجابات ليفاجأ السائل بقوله :
كلاهما قابل للطفو فيه.!!
ومن هذه الاجابة نتعرف على ذهن ينقدح بالفكرة التي لا تعثر عليها في صندوق النظر النمطي.
فهو صاحب الرؤية الإبداعية غير الكلاسيكية ، وهي ايضا الرؤية التي تتقدم عقودا ، على المشكلات .
الأمير الحسن من اوائل الذين تنبهوا لشح مصادر المياه ،ليس في الاردن وحده و لكن في منطقة المتوسط ، وقدم حلولا عملية لهذه المشكلة التي أرقت الحكومات .
ابو راشد حفظه الله ، ايضا من اوائل الذين اطلقوا افكارهم لمشاريع الطاقة المتجددة، كما يذكر الدكتور هاني الملقي .
ومن اوائل الذين حذروا من هجرة العقول العربية ، للعالم الغربي .
و اسس الجمعية العلمية الملكية ،
فالحسن عالم موسوعي .
لكنه يهتم بأدق التفاصيل في إطلاق مبادراته ، و من ذلك حلول عملية قدمها في سبيل الحد من إشكالات العمل القضائي…
فالأمير الحسن اول من قدم ملاحظات جوهرية في تطوير القضاء، بعضها لا زال للأسف يرواح مكانه ، وهو ( تعاقب القضاة على الدعوى الواحدة )
حرص على تطوير القضاة و قد علمت ُ مؤخرا ، من الاستاذ كامل السعيد ، ان الأمير الحسن ، كان لديه مشروع طموح ، بتحسين وتطوير الجهاز القضائي، من خلال رفده بالكفاءات الاكاديمية.
الأمير الحسن الجاد في عمله ،
يحتفظ ، بروح فكاهة نادرة ،
احتشدت الاسرة ذات مساء لالتقاط صورة ، مع سمو الأمير ، و لما كانت ، عدسة الكاميرا، لا تتسع للحشد ، اشار احدهم ، بان يجلس البعض القرفصاء …
فقال سموه:
من يمكنه ان يجلس القرفصاء ثم يسطيع ان ينهض على قدميه ، فليفعل .
الحسن ابن طلال ، امير وشريف هاشمي بقي واقفا ، على قدمية ، لا يعرف الراحة و لا الكلل.
ذهن دائم التوقد و جسد دائم الحركة خدمة لوطن هو اغلى ما نملك ،
في زيارة ، للحسين و الحسن لمحافظة البلقاء اصرا على الشيخ محمد امين زيد الكيلاني مفتي السلط و البلقاء الجلوس ، بجوارهما .
إكراما للعلم واهله .
قال احد المحبين للأمير الحسن , احتفظ بصورة للحسين و لسمو الأمير ، و بينكما الشيخ امين ،
اجاب الأمير ببديهة حاضرة ،
(ليس بيني و بين الحسين بين)
أمدكم الله بالعمر المديد و العيش السعيد ، فانت الحسن الذي (ليس بينه و بين الاردنيين بين ...)
، ادام الله ظلك كالأشجار السامقة التي تظلل حديقة بيتك ، اذهل كل من زاره ، بالبساطة ، و الدفء الذي ليس له زي .
كل عام وانت والسنديانة لا تعرف الانحناء .
*محامٍ.