كرامة الأرض وكرامة الأم: تجليات العزة في الأردن
جفرا نيوز - بقلم د.مجدي حمدان
رئيس قطاع الشباب - حزب تقدم
في شهر مارس من كل عام، يحتفل الأردن بمناسبتين عظيمتين تجسدان قيم العزة والكرامة؛ ذكرى معركة الكرامة ويوم الأم. هاتان المناسبتان، رغم اختلاف سياقهما، إلا أنهما يلتقيان في تعزيز مفهوم الكرامة؛ كرامة الأرض التي دافع عنها الأبطال في معركة الكرامة، وكرامة الأم التي تمثل العطاء والتضحية.
معركة الكرامة، التي وقعت في 21 مارس 1968، تعد رمزًا للبطولة والصمود في وجه العدوان الإسرائيلي. في هذا اليوم، أظهر الجيش الأردني شجاعة استثنائية وتماسكًا في الدفاع عن تراب الوطن، محققًا انتصارًا سيخلده التاريخ. هذه المعركة لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل كانت تأكيدًا على روح الوحدة والتلاحم بين أبناء الشعب الأردني في مواجهة التحديات.
بالتزامن مع ذكرى هذه المعركة الخالدة، يأتي يوم الأم ليكرم دور الأمهات في بناء المجتمع وتربية الأجيال. الأم في الأردن، كما في كل مكان، هي مصدر الحنان والقوة والإلهام. تحتفل الأسر والمجتمع بالأمهات تقديرًا لجهودهن المتواصلة وتضحياتهن الجليلة في سبيل رفعة الوطن وتقدمه.
"كرامة الأرض وكرامة الأم" هو شعار يلخص القيم العظيمة التي يحتفي بها الأردن في شهر مارس. إنها دعوة لتذكر التضحيات التي قدمها الأبطال في سبيل الحفاظ على كرامة الوطن، وتكريم الأمهات اللواتي يعملن بلا كلل من أجل تنشئة أجيال قادرة على حمل الأمانة والمضي قدمًا نحو مستقبل مشرق.
في هذا الشهر، يتجدد العهد في قلوب الأردنيين بالوفاء لتراب الوطن والاعتزاز بدور الأمهات في بناء مجتمع قوي ومتماسك. إنها مناسبة للتأمل في قيم الشجاعة والعطاء والتضحية التي تشكل جوهر الهوية الأردنية، وتجسيد للكرامة بأسمى معانيها.
وبينما نحتفل بذكرى معركة الكرامة ويوم الأم، يتزامن هذا العام أيضًا مع الاحتفال باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم سلطاته الدستورية. هذه المناسبة تعد فرصة لتجديد الولاء والعهد لقيادتنا الحكيمة، التي تواصل توجيه الأردن نحو آفاق جديدة من التقدم والازدهار.
وفي ظل الاحتفال بذكرى معركة الكرامة ويوم الأم، وكذلك اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم سلطاته الدستورية، يجب أن نتذكر أن الأردن يقف اليوم، كما وقف دائمًا، إلى جانب الأخوة في فلسطين، مقدمًا كل أوجه الدعم والمساندة في ظل الأحداث الجارية في غزة.
إن التزام الأردن بالقضية الفلسطينية ودعمه المستمر لأشقائه يعكس الروح الإنسانية والأخوية التي تميز الشعب الأردني. وهذا الدعم ليس فقط تعبيرًا عن التضامن العربي، بل هو أيضًا تأكيد على القيم النبيلة التي تجسدها معركة الكرامة والتي تعززها رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني للسلام والعدالة.
في هذا الوقت العصيب، يجدد الأردن عهده بأن يظل صوتًا للعقل والاعتدال، داعيًا إلى حل عادل ودائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق السلام في المنطقة. ولنواصل العمل سويًا، متحدين ومتضامنين، من أجل مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والكرامة لجميع شعوب المنطقة.
إن الاحتفال بهذه الذكرى العزيزة يعكس التزامنا بالمضي قدمًا في مسيرة التنمية والبناء، مستلهمين العزيمة والتصميم من معركة الكرامة، ومستنيرين بحكمة ورؤية جلالة الملك عبدالله الثاني. كما يعبر عن تقديرنا العميق للأمهات، اللواتي يمثلن ركيزة أساسية في تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي.
فلنجعل من هذا الاحتفال دعوة لتعزيز وحدتنا الوطنية وتجديد التزامنا بالحفاظ على كرامة الأرض والإنسان. ولنواصل العمل سويًا تحت راية الأردن، متطلعين إلى مستقبل مشرق يحقق آمال وتطلعات شعبنا العزيز.
في ختام هذا المقال، ونحن نحتفل بذكرى معركة الكرامة ويوم الأم، ونكرم جلالة الملك عبدالله الثاني في اليوبيل الفضي لتسلمه السلطات الدستورية، نقف على أعتاب فجر جديد يعانق آفاق الأمل والعزة. إن كرامة الأرض وكرامة الأم هما الشراع الذي يقود سفينة الأردن نحو بحار النجاح والازدهار. فلنجدد العهد والالتزام بأن نكون جنوداً مخلصين لوطننا، وأبناءً بارّين لأمهاتنا، مستلهمين من تضحيات الماضي، ومتطلعين بعزم لا يلين نحو مستقبل مشرق يليق بالأردن وشعبه العظيم.