تمنحك كرة القدم الفرصة للتعرف على الدول والإبحار في تاريخها ومعرفة تفاصيل قد لا تجدها على الإنترنت ولم تفكر على الاطلاق أن تبحث عنها. ولكن مباراة كرة قدم قد تجبرك على فعل ذلك والاستمتاع بكل معلومة تحصل عليها.

مباراة منتخبنا الوطني المقبلة ستكون مع باكستان - الدولة التي تقع في جنوب آسيا - خامس أكبر دولة من حيث عدد سكان في العالم والدولة رقم (٣٣) من حيث المساحة.

كان لابد لي التواصل مع أحد الصحفيين الباكستانيين لمعرفة تفاصيل أكثر عن كرة القدم الباكستانية وبعد بحث طويل عن هذا الشخص، تحدثت مع الصحفي منيب فاروخ، والذي كان متعاوناً جداً وقدم لي معلومات قيمة جداً.

السؤال الأول المتداول في الوقت الحالي، ما سبب إقامة مباراة باكستان والأردن عند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الخميس المقبل وفي شهر رمضان المبارك وكما يعلم الجميع فإن باكستان هي ثاني أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان.

ستقام المباراة في ستاد Jinnah Sports Stadium بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد والذي يتسع لحوالي ٤٩ ألف متفرج وسبب إقامة المباراة في وقت الظهيرة هو لعدم وجود الأضواء الكاشفة التي تلبي المعايير الدولية وهو ما اضطر الاتحاد الباكستاني لكرة القدم لإقامة المباراة عند الساعة الثانية ظهراً رغم أن مجلس الرياضة الباكستاني كان قد وعد مسبقاً في وضع كشافات جديدة تلبي المعايير ولكنه لم يفي بوعده بحسب "فاروخ" والذي أكد لي أن الاتحاد فكر بنقل المباراة خارج البلاد قبل أن يتم الغاء هذه الفكرة.

المباراة ستقام في شهر رمضان وخلال يوم عمل رسمي وهو ما سيؤثر بكل تأكيد على الحضور الجماهيري للمباراة حيث من المنتظر أن لا يتخطى الحضور حاجز الـ ١٠ آلاف متفرج مقارنةً بـ ٢٠ ألف متفرج حضروا المباراة الأولى بين باكستان وطاجيكستان وانتهت بخسارة الصقور - لقب منتخب باكستان - بنتيجة ١-٦.

تم حظر الاتحاد الباكستاني لكرة القدم في العاشر من أكتوبر عام ٢٠١٧ وذلك بسبب تدخلات سياسية والتي تسبب بعدم إقامة دوري كرة قدم في البلاد لمدة ٣ سنوات قبل أن يتم رفع الحظر في ١٣ مارس عام ٢٠١٨ ولكن تم تكرار الحظر مجدداً على كرة القدم الباكستانية في ٧ أبريل عام ٢٠٢١  واستمر حتى ٢٩ يونيو ٢٠٢٢.

هذا الحظر تسبب بإيقاف الدوري في البلاد والذي لم يتم تنظيمه منذ موسم ٢٠١٨-٢٠١٩ مع مشاكل عديدة يشهدها الاتحاد الباكستاني لكرة القدم والذي يشرف عليه المجلس الوطني الباكستاني (البرلمان) حيث يقول "فاروخ" إن عودة الدوري مرتبطة بإجراء انتخابات لاتحاد كرة القدم.

منذ ٥ سنوات - وهي فترة توقف الدوري الباكستاني - تشارك الأندية الباكستانية ببطولات محلية ضعيفة المستوى وذات مباريات محدودة وهو ما يؤثر كثيراً على المستوى الفني للاعبين حيث أن عدد قليل جداً من الأندية تخوض تدريباتها على مدار العام.

الكثير من اللاعبين في المنتخب الباكستاني والمدعون لخوض مباراة الأردن المقبلة، لم يُمارسوا كرة القدم منذ شهر نوفمبر الماضي ويكتفون بخوض المعسكر التدريبي الذي يسبق أي لقاء دولي.

لا تعتبر كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في باكستان فالرياضة الأولى هناك هي رياضة الكريكيت والتي تحظى باهتمام جماهيري كبير ورعاية كبيرة ولعل فارق الرواتب بين لاعبي الكريكيت وكرة القدم في باكستان يوضح لنا ما هي الرياضة المفضلة لدى الباكستانيين، حيث أن متوسط راتب لاعب الكريكيت في باكستان هو ١٥ ألف دينار أردني شهرياً ومتوسط راتب لاعب كرة القدم في باكستان هو ٢٥٠ دينار فقط ورغم ذلك لم يحصل لاعبو كرة القدم في باكستان على رواتبهم منذ أشهر طويلة بسبب توقف الدوري ويكتفون بمبلغ ٧٥ دولار مقابل كل يوم تدريبي مع المنتخب قبيل بدء المباراة الدولية.