هل أخذت قلعة الكرك حقها بالترويج السياحي؟

جفرا نيوز- الدكتور محمد المعايطة

طالبت فعاليات شعبية وثقافة في محافظة الكرك من الجهات المختصة التركيز علي الترويج السياحي في محافظة الكرك كون المحافظة يوجد فيها عشرات المعالم الأثرية التاريخية منذ الأزل و أهمها قلعة الكرك المعروفة عبر عصور التاريخ.
و أكدت الفعاليات الشعبية وجود تقصير كبير من قبل الجهات المختصة في الترويج السياحي لدى المحافظة. ودعت الجهات ذات الاختصاص أن تقوم بالترويج العالمي عن الأمكنة التاريخية والحضارية في مدينة الكرك وخصوصاً القلعة ، حيث عرفت الكرك بأسماء عدة منها: "قير مؤاب وقير حارسه وصخرة الصحراء و كرك موبا و قرحي و كراكا و كرخا” .

 وتشير المراجع و المعاجم التاريخية إلى أن اسم كرك يعني القلعة أو المدينة المسورة أو المحصنة، وتشير بعض المصادر الأخرى إلى أن معنى كلمة كرك يعني شجرة الفلين وفق اللغة اللاتينية، حيث ترمز هذه الأسماء الى القلعة أو المدينة المسورة أو المحصنة.


 وتعد قلعة الكرك واحدة من أبرز المعالم التاريخية والأثرية في المحافظة وفي الأردن بشكل عام ، و تعاقبت عليها العديد من الشعوب والأمم على مر العصور و الحقب التاريخية؛ لحصانة موقعها وجمالية البناء والموقع مما يجعل منها وجهة سياحية مهمة، كما يشكل البناء الحصين المرتفع المحاط بأودية سحيقة والأسوار المنيعة رمزا للقوة والمنعة وقد تحطمت على أسوارها جميع الحملات وغزوات المعتدين وتبرز أهمية الكرك التاريخية في أن تاريخ إنشاء أساسات قلعة الكرك يعود إلى عصر المؤابيين نحو عام 860 ق م. وقد استخدمها الأنباط بدليل وجود تماثيل نبطية منقوشة في الأسس الأولى بالقلعة. وظلت في العصر الروماني ومن ثمَّ البيزنطي درعًا واقيًا للأردن، حيث أشارت إليها خريطة مادبا الفسيفسائية بين مجموعة قلاع هذه المنطقة. وفي الفتوحات الإسلامية طرقتها جيوش المسلمين بقيادة أبي عبيدة بن الجراح فاستسلمت له. 


وظلَّت قلعة الكرك تؤدي دورها الدفاعي في العصر الإسلامي، لأن المسلمين اهتموا بالقلاع القديمة وعملوا على تقويتها والإضافة إليها بالزيادة والبنيان. وقد كانت قلعة الكرك إقطاعًا للقائد الفاطمي بلتكين التركي سنة (372هـ 982م).

من جهته قال المؤرخ و الباحث حامد النوايسة أن القلعة عرفت بإسم حصن الغراب من قبل الرحالة ابن بطوطة دلالة على المكان المرتفع الذي يصعب الوصول إليه” لافتا إلى اسماء أخرى لها وردت بالتاريخ. وأشار النوايسة الى أبرز الأقوام والأمم التي توالت عليها منذ ميشع المؤابي والأنباط والبزنطيين والمؤابيين والمماليك والعثمانيين وغيرهم من الأمم والشعوب، والتى تركت جميعها أثرا بارزا بالقلعة.

فيما تحدث رئيس ملتقى الفعاليات الشعبية والثقافية في المحافظة ورئيس بلدية الكرك الأسبق خالد الضمور أن هنالك قصورا كبيرا في الترويج للكرك من قبل جهات الإختصاص جميعا حيث أن الكرك كانت احدي المراكز الرئيسة و تعتبر ولاية منذ الأزل و تعد قلعة الكرك من أكبر القلاع في المنطقة حيث إن بناء القلعة على شكل مستطيل منحرف تقدر مساحتها بحوالى 25 الف متر مربع تحيط بها الأسوار المنيعة من مختلف الجهات، ويوجد أمامها خندقا يوصل القلعة بالمدينة، بالإضافة إلى القاعات الواسعة والأبراج والممرات و اسطبلات الخيل و الأدراج و الأقواس. وتعد منظرا هندسيا جميلا جدآ و أضاف الضمور ان علاقة القعلة التاريخية مع أهالي المحافظة و بيت المقدس بفلسطين العروبة لموقعها الجغرافي هي علاقه توأمية حيث تقابل الكرك الخليل ومعظم عادات وتقاليد وأصول المحافظتين بينهم قربه و ود و تشابه مشترك غير طبيعي حيث تأثر أهالي محافظة الكرك بالحروب والحملات العسكرية بتأثير وجداني كان ولا زال مشيرا إلى أهميتها التاريخية عبر العصور إلا أنها لم تأخذ حقها من ناحية الترويج السياحي عالميا.

 وطالب أصحاب الإختصاص أن ينظروا الي هذا المعلم التاريخي فهو معلم من معالم الاردن وبلاد الشام المهمة صاحبة التاريخ و الحضارة الي يوم الدين.


 من جانبه أكد رئيس منتدي الفكر والثقافة الاجتماعي الدكتور القانوني عودة الجعافره وهو من أبرز الناشطين في محافظة الكرك أنه يجب علي الجهات المختصة الترويج و التعريف بالأمكنة التاريخية والحضارية لمدينة الكرك، وخاصة قلعة الكرك حيث تم تحرير بيت المقدس منها 3 مرات ويوجد مسطبه في قلعة الكرك لغاية الآن إسمها مسطبة القدس ناهيك عن ذالك أنه يوجد ايضا مسطبة موجودة في المسجد الأقصى المبارك باسم مسطبة الكرك حيث يوجد ود وقربة وصلة تمتاز كبيرا بين أهل الكرك وفلسطين وخاصة أهل الخليل كون معظم عشائر محافظة الكرك تعود جذورها الي الخليل وبني تميم وأشار الجعافره أنه يجب التعرف على الشعوب والأمم التى توالت علي قلعة الكرك عبر العصور كشواهد على أن الأرض الأردنية احتضنت حضارات متعاقبة منذ فجر التاريخ، كما تهدف إلى ترويج القلعة سياحيا على المستوى المحلي والعالمي وهذا واجب وطني علي كل مواطن حسب تعبيره. فيما قال الأستاذ الدكتور حسين المحادين من جامعة مؤتة أن محافظة الكرك تعتبر مهد الحضارات ويوجد بها معالم كثيره سواء أثرية ام سياحيه ام دينية كمقامات انبياء و صحابه رضي الله عنهم وأما قلعة الكرك موجوده بنفس مدينة الكرك. وتعد من أهم القلاع في الأردن وبلاد الشام وياتي اليها السياح من مختلف البلدان لأنها تجذب السياح الى زيارتها. 

و من أشهر المواقع الاثرية في محافظة الكرك هي قلعة الكرك الاثرية و تعتبر أشهر موقع سياحي في الكرك وفي الأردن ومن أهم و أكبر قلاع الحملات الصليبية، وتسمى كذلك قلعة "صلاح الدين” ، وهي قلعة ضخمة تبلغ مساحتها 25,300 متر مربع ويبلغ ارتفاعها 900م عن سطح البحر، و تقع جنوب العاصمة عمّان على بعد 118 كم. كما أن قلعة الكرك لها هيبة تكاد تطغى على جمالها، ورغم ذلك فإنها تدلّنا على العبقرية المعمارية للجيوش الصليبية آنذاك، حيث يعود تاريخ تأسيس قلعة الكرك الى عام 860 ميلادي في عهد المؤابيين، لكن تم توسعتها و تحويلها الى حصن منيع في عهد الصليبيين و التي لعبت فيها دوراً سياسياً بالتحكُّم بطرق المواصلات بين الحجاز والشام ومصر. وكانت من أهم مدن مملكة مؤاب سواء قبل أو بعد حكم الملك ميشع المؤابي، وبقي اسمها كير مؤاب ح وأشار البروفيسور المحادين الي أنه قد استغرق الصليبيون عشرين عاما في بناء القلعة التي تم الانتهاء منها في العام 1161. 

وبعد مقاومة عدة حصارات في بدايات العام 1170، حيث وقعت الكرك تحت حكم Reynald of Chatillon ، وقد قام بمهاجمة الحجاز، وهدد بمهاجمة مكة. ونوه المحادين الي أنه وبعد استعادتها أصبحت الكرك عاصمة المنطقة التي غطت معظم أجزاء الأردن آنذاك، كما لعبت دوراً هاماً في سياسات الشرق الأوسط خلال قرنين. 


كما قام سلطان المماليك الناصر احمد بنقل عاصمة المماليك إلى الكرك مع إحضار الخزنة إليها أيضا. حيث أعيد ترميم القلعة وتم تقوية تحصينات البلدة بالأبراج الضّخمة دون أبواب ظاهرة تحت حكم الأيوبيين وسلطان المماليك الأولين. وكانت الطّريقة الوحيدة للوصول إلى البلدة، الممرّات الجوفيّة، التي لا زالت ظاهرة إلى يومنا هذا.

 ويمكن التمييز بين المبنى الحجري للقلعة والحجارة الجيرية الملساء التي استخدمت من قبل العرب لاحقاً.

 و يذكر أن القلعة تتألف من عدة أجزاء منها المصرف الشمالي الذي يبلغ عمقه 30 مترا. ويمكن العبور فوقها عن طريق جسر خشبي يمكن حرقه عند الحاجة. و تضم القلعة العديد من القاعات و السراديب تحت الارض، و تتميز بإطلالاتها البانورامية على أودية طبيعية، وفي الأيام الصافية، يمكن رؤية البحر الميت وصولاً إلى جبل الزيتون عند حدود بيت لحم في فلسطين. 

و يقع جنوب القلعة عدد من الاضرحة الاثرية لصحابة منهم جعفر بن ابي طالب و زيد بن حارثة. 

وتم إستخدم بناء القلعة الحجر الكلسي المستخرج من المحاجر في منطقة الكرك، و تم بناؤها على شكل مستطيل يتألف من قسمين علوي و سفلي. و يحيط بها سور يضم 4 أبراج مراقبة و تم إستكمال السور في العهد الايوبي، و يعلو السور ممشى للجنود. و يقع مدخل القلعة في الجهة الشمالية الشرقية و يسمى بباب النصر و الذي يودي الى جسر متحرك